مفتي الجمهورية يحسم الجدل حول “زواج المساكنة” ويكشف حكم الشريعة (فيديو) . قال الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، في تصريحاته الأخيرة، إن ظاهرة “المساكنة” هي إحدى أشكال العلاقات غير المشروعة التي لا تتوافق مع الأطر الشرعية والمعايير الأخلاقية المعروفة في الإسلام.
وأوضح أن المساكنة تتجاهل تمامًا ما فرضه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من شروط وضوابط للعلاقة بين الرجل والمرأة، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة تكون بعيدة عن مفهوم الزواج الشرعي المتكامل.
وأضاف مفتي الجمهورية، خلال استضافته في برنامج “مع المفتي”، الذي يُذاع عبر فضائية “الناس”، أن ظاهرة المساكنة ليست جديدة، بل هي قديمة وكانت موجودة في عدة عصور سابقة، لكنها تظهر في وقتنا الحالي بشكل مغرٍ ومبهر قد يؤثر على فئة من الناس، خاصة أصحاب العقول البسيطة أو الضعيفة التي قد تنجذب وراء هذه الدعوات التي تروج لفكرة العلاقات غير الشرعية.
وأكد الدكتور عياد أن الإسلام يُعطي أهمية كبيرة للزواج، حيث يعتبره علاقة مستمرة وهادفة، وليست مجرد ارتباط مؤقت أو عابر، بل هو عقد شرعي يهدف إلى الحفاظ على النوع البشري وتنفيذ مراد الله في استخلاف الإنسان في الأرض. وأضاف أن الزواج يعد من أهم الوسائل التي تحفظ كرامة الإنسان وتساهم في بناء المجتمع بشكل صحيح، حيث تترتب عليه مسؤوليات وحقوق للطرفين، تختلف تمامًا عن العلاقات العابرة التي تروج لها بعض الأفكار الهدامة.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور نظير عياد أن دعوات مثل “المساكنة” لا تهدف إلا إلى إلغاء القيم الأخلاقية والشرعية، مما يؤدي إلى تصرفات تتعارض مع الفطرة السليمة للإنسان وتؤدي إلى نتائج غير محمودة، قد تضر بالمجتمع والأفراد على حد سواء. وقال: “إن مثل هذه العلاقات تُسهم في نشر الفوضى وتدمير القيم التي يقوم عليها المجتمع، وهي دعوات تنتهي عادةً بعواقب سلبية على الأفراد والمجتمع بأسره”.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الزواج في الإسلام ليس فقط من أجل إشباع الغرائز، بل هو عقد شرعي يتضمن مسؤوليات أخلاقية واجتماعية عميقة. كما أنه يهدف إلى بناء أسرة سليمة ومستقرة، تكون نواة للمجتمع الذي يعزز من قيم التعاون والاحترام المتبادل بين الزوجين، فضلاً عن تربية الأطفال على الأخلاق الحميدة وتعاليم الإسلام. وقال: “الزواج في الإسلام ليس مجرد ممارسة للعلاقات بين الرجل والمرأة، بل هو نظام اجتماعي متكامل يعزز من الأمن الاجتماعي ويحافظ على استقرار المجتمع”.
وأكد مفتي الديار المصرية أن الإسلام يحظر أي نوع من العلاقات غير الشرعية، ويرفض تمامًا أي شكل من أشكال المساكنة التي تتجاوز الحدود الشرعية، لافتًا إلى أن المساكنة لا تضر فقط بالأفراد الذين يخوضونها، بل تؤثر سلبًا على المجتمع ككل. وأضاف أن الزواج الشرعي هو الحل الأمثل للمشاكل التي قد يواجهها الأفراد، ويضمن لهم حياة كريمة قائمة على الالتزام بالحقوق والواجبات.
ونوه إلى أن فكرة المساكنة لا تضر فقط بالعلاقة بين الرجل والمرأة، بل تتعدى ذلك لتؤثر في بناء الأسرة والمجتمع. وأوضح أن الزواج الشرعي في الإسلام يشمل التزامًا مشتركًا بين الزوجين، من خلال المودة والرحمة والاحترام المتبادل، وهو ما يؤدي إلى تأسيس أسرة مستقرة تؤدي دورها في المجتمع بشكل إيجابي. وأكد أنه لا يمكن للزواج الشرعي أن يتوافر في أي شكل من أشكال العلاقات غير المشروعة مثل المساكنة.
واختتم الدكتور نظير عياد تصريحاته بالتأكيد على ضرورة نشر الوعي الديني والثقافي حول أهمية الزواج الشرعي، ودوره في بناء مجتمع سليم ومتماسك. ودعا إلى تفعيل القيم الإسلامية في التعامل مع قضايا الزواج والعلاقات الإنسانية، مع الحفاظ على الأخلاق والقيم التي تتماشى مع شريعة الله ورسوله.