معرض الكتاب 2025 دار العربي تقدم “الهيمنة المائية وتقاسم المنافع”

التنافس على الموارد المائية

في عالم يتزايد فيه الضغط على الموارد الطبيعية بسبب النمو السكاني والاحتياجات الاقتصادية المتزايدة، تُعتبر المياه من أهم القضايا التي تهدد استقرار العديد من الدول، وهو ما يتناوله الكتاب بعمق.

يناقش الكتاب كيف أن الأنهار الدولية، التي تُشكل حوالي 60% من تدفقات المياه العذبة في العالم، أصبحت محورًا رئيسيًا في التنافس بين الدول المتشاطئة. إن تزايد الطلب على المياه في هذه المناطق أصبح يشكل تهديدًا كبيرًا للموارد المائية التي تعتبر شريان الحياة للعديد من البلدان.

يستعرض الكتاب الأنهار الدولية التي تعبر حدود عدة دول، ويحلل التأثيرات البيئية والجيوسياسية لهذا التنافس على الأمن المائي. يشير الكتاب إلى أن هناك حوالي 276 نهرًا دوليًا في العالم.

مما يعكس حجم التحدي الذي يواجه الدول المتشاطئة في تنظيم وتقاسم المنافع المائية. يطرح الكتاب أيضًا مفهوم “النهر الدولي”، وهو نهر يمر عبر أراضٍ تابعة لأكثر من دولة، ويُستخدم من قبل هذه الدول بشكل مشترك، ما يعقد عملية الإدارة والتوزيع.

تأثير التنافس على الأنهار الدولية

يبحث الكتاب في كيفية تأثير تزايد الطلب على المياه على استدامة الأنهار الدولية. يتناول مختلف جوانب التنافس بين الدول على المياه في القطاعات الأساسية مثل الزراعة والصناعة والطاقة.

فمع تزايد احتياجات هذه الدول، تصبح المياه موردًا نادرًا وثمينًا، ما يزيد من التوترات بين الدول المتشاطئة على هذه الأنهار. كما يتناول الكتاب المشكلات المترتبة على تغيّر المناخ وتأثيره على موارد المياه، مثل الجفاف والتقلبات المناخية التي تؤثر سلبًا على تدفقات المياه، مما يزيد من تحديات التعاون بين الدول.

مستقبل الأنهار الدولية

أحد الموضوعات المركزية في الكتاب هو التساؤل حول مستقبل الأنهار الدولية في ظل هذا التنافس المتزايد. هل سيؤدي التنافس على المياه إلى نشوب صراعات؟ أم أن الدول المتشاطئة ستتمكن من التعاون بشكل إيجابي لتحقيق فوائد مشتركة؟

يطرح الكتاب فرضيات حول “حروب المياه” ويستعرض بعض السيناريوهات التي يمكن أن تنشأ من تزايد التنافس على المياه. ولكن في الوقت نفسه، يقدم أمثلة على التعاون بين بعض الدول في إدارة المياه بشكل مشترك، مما يسهم في تحقيق مكاسب متبادلة وتحقيق الاستدامة لهذه الموارد.

كما يناقش الكتاب دور الدبلوماسية الوقائية في حل النزاعات المتعلقة بالمياه. يبرز أهمية مفهوم “سلال الفوائد” الذي يشير إلى اتفاقات بين الدول المتشاطئة تضمن توزيع المنافع من المياه بشكل عادل ومرن. وهذا يتيح للدول العمل معًا من أجل استدامة هذه الموارد وحل النزاعات التي قد تنشأ بشكل سلمي.

مرجعية أكاديمية وقيمة معرفية

يعد كتاب “الهيمنة المائية وتقاسم المنافع في الأنهار الدولية” مرجعًا أكاديميًا بالغ الأهمية للباحثين والمهتمين بمجالات العلاقات الدولية والموارد المائية. يقدم الكتاب تحليلًا شاملاً للتحديات التي تواجه دول حوض الأنهار الدولية في ظل التغيرات المناخية المتسارعة وضغوط النمو السكاني. كما يقدم الكتاب رؤية مستقبلية حول سبل التعاون بين هذه الدول لإدارة المياه بشكل مستدام.

دورة معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

من المقرر أن تنطلق الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في الفترة من 23 يناير حتى 5 فبراير 2025، بمركز مصر الدولي للمؤتمرات في التجمع الخامس. هذا المعرض يُعد أحد أكبر المعارض الثقافية في العالم العربي، حيث يستقطب مئات الآلاف من الزوار سنويًا من جميع أنحاء العالم. كما يتضمن المعرض العديد من الفعاليات الثقافية والفكرية، بالإضافة إلى المشاركة الواسعة من دور النشر المحلية والدولية.

واستقرت اللجنة الاستشارية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب على اختيار شخصية المعرض لهذا العام، حيث تم اختيار العالم والمفكر الكبير الراحل الدكتور أحمد مستجير ليكون شخصية المعرض لهذا العام.

كما تم اختيار الكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل. ستُشارك سلطنة عمان كضيف شرف في الدورة الـ56، وتُعتبر هذه المشاركة فرصة رائعة للتعرف على الثقافة العمانية المتميزة وتراثها الغني، الذي يبرز في العادات والتقاليد العمانية.

شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب في السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا على مختلف الأصعدة، سواء من حيث الإقبال الجماهيري أو عدد المشاركين. في دورته السابقة، حضر المعرض حوالي 5 مليون زائر من مختلف الأعمار، وشهد المعرض مشاركة أكثر من 1200 ناشر من 70 دولة، مما يعكس أهمية المعرض كحدث ثقافي عالمي.

إن كتاب “الهيمنة المائية وتقاسم المنافع في الأنهار الدولية” يُعد من الإصدارات المهمة التي ستُعرض في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، ويستحق أن يكون محط اهتمام الباحثين والمختصين في مجال العلاقات الدولية والموارد المائية. يقدم الكتاب رؤية جديدة حول كيفية التعامل مع التحديات المائية المتزايدة، ويساهم في تعزيز الوعي حول أهمية التعاون الدولي من أجل استدامة الموارد المائية.