مصر تملك القدرة لتصدر قائمة الدول المنتجة للطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر . مصر وقدرتها على الريادة في إنتاج الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر أكد الدكتور سامح نعمان، أستاذ هندسة الطاقة، أن مصر، بما تمتلكه من موقع جغرافي مميز وإمكانات هائلة، لديها القدرة لتصبح الدولة الأولى عالميًا في إنتاج الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.
ويعتبر الموقع الجغرافي لمصر من أبرز العوامل التي تعزز من هذه القدرة، حيث يمتد ساحلاها على البحر الأحمر والبحر المتوسط، مما يتيح لها استغلال مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية. السواحل المصرية تبلغ مسافتها الإجمالية نحو 3200 كيلومتر، وهي تعد من بين أطول السواحل في المنطقة، مما يفتح الباب أمام الاستفادة من الطاقات المتجددة بأقصى درجة.
إمكانات هائلة لاستغلال الطاقة المتجددة
أوضح الدكتور سامح نعمان خلال تصريحاته لبرنامج “إكسترا نيوز”، أنه في حال تم استغلال 5% فقط من مساحة مصر، أو حتى 10% منها، فإن ذلك سيؤدي إلى إنتاج طاقة ضخمة تتراوح بين 50 جيجاوات في الساعة، وهو ما يعادل 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا.
وتظهر هذه الأرقام إمكانية مصر الكبيرة في أن تصبح من أكبر الدول المنتجة للطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر على مستوى العالم. ومن الجدير بالذكر أن الهيدروجين الأخضر يُعتبر وقودًا مستقبليًا وذو تطبيقات واسعة في مجالات متنوعة مثل النقل والصناعة.
الهيدروجين الأخضر: الوقود المستقبلي
الهيدروجين الأخضر، الذي يُنتج من خلال استخدام الطاقة المتجددة، يعد أحد الحلول البيئية التي تساهم في خفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق التنمية المستدامة. يمكن استخدام الهيدروجين الأخضر في العديد من الصناعات والتطبيقات الحيوية.
على سبيل المثال، يمكن أن يُستخدم في الطائرات والسيارات، ويُعد بديلاً بيئيًا أكثر أمانًا مقارنة بالوقود التقليدي. في قطاع الصناعة، يُستخدم الهيدروجين الأخضر في إنتاج الحديد الأخضر، الذي يمتاز بجودة أعلى من الحديد التقليدي، وهو ما يُمكّن مصر من التميز في هذا المجال.
أشار نعمان إلى أن مصر تستطيع التوسع بشكل كبير في إنتاج الهيدروجين الأخضر، خاصة أنها تتمتع بعوامل مناخية وفنية تؤهلها لأن تكون رائدة عالميًا في هذا المجال. ولتحقيق ذلك، يجب أن يتم استثمار هذه الإمكانات بشكل مدروس ومخطط له.
نجاح الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة
وتابع الدكتور سامح نعمان أن نجاح الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر يعتمد على الطريقة التي يتم بها تنفيذ المشاريع، وكذلك على مصادر التمويل المتاحة. يمكن أن تشمل هذه المصادر التمويل من خلال شراكات أجنبية أو محلية أو من خلال تجمعات مالية دولية.
لكن، كان واضحًا تأكيد نعمان على ضرورة أن تكون الدولة هي صاحبة اليد العليا في هذه الاستثمارات، سواء كانت محلية أو أجنبية. كما أوضح أن دور الدولة في هذا المجال ليس فقط ضمان استثمار هذه المشاريع بشكل صحيح، بل أيضًا في الحفاظ على السيطرة الكاملة على هذه الاستثمارات لتحقيق الاستفادة القصوى.
وأكد على أن التعاون بين الحكومة المصرية والشركات العالمية في مجال الطاقة المتجددة يعد من العوامل المهمة لنجاح هذه المشاريع. فالشراكات مع شركات متخصصة في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر ستوفر الخبرات والابتكارات التكنولوجية التي تحتاجها مصر لتحسين كفاءتها وزيادة قدرتها الإنتاجية.
أهمية التعاون الحكومي في تحقيق الأهداف
وأشار الدكتور سامح إلى أن الحكومة المصرية يجب أن تستغل هذه الإمكانات الطبيعية بشكل أكبر لتحقيق طفرة حقيقية في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر. فعلى الحكومة أن تتبنى مشروعات مبتكرة ومشجعة للاستثمار في هذا القطاع، مما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
هناك أيضًا حاجة ماسة إلى تطوير البنية التحتية اللازمة لهذا المجال، مثل محطات إنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وكذلك تطوير تقنيات تخزين وتوزيع الهيدروجين الأخضر بشكل فعال.
كما يمكن أن يشمل التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص في هذا المجال توفير الدعم الفني والمادي للمزارعين والشركات الصغيرة في إنتاج الهيدروجين الأخضر، مما يسهم في تحقيق التنوع في الإنتاج ويوفر فرص عمل جديدة في هذا القطاع.
من خلال هذا التعاون بين القطاعين، يمكن لمصر أن تتصدر قائمة الدول الرائدة في إنتاج الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، وهو ما سينعكس إيجابيًا على الاقتصاد الوطني.
ورغم الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها مصر، فإن هناك بعض التحديات التي يجب معالجتها لتحقيق هذا الهدف الطموح. من أهم هذه التحديات هي توفير التمويل اللازم لتنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، وكذلك تطوير البنية التحتية اللازمة لهذا المجال. كما يجب العمل على تحسين التشريعات واللوائح التنظيمية لجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية في هذا القطاع الحيوي.
إضافة إلى ذلك، يتطلب الأمر أيضًا تدريب وتطوير الكوادر البشرية المتخصصة في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر. فالتوسع في هذا القطاع يحتاج إلى مهارات فنية وتكنولوجية متقدمة تتطلب بناء وتدريب كوادر محلية قادرة على التعامل مع أحدث التقنيات في هذا المجال.
أكد الدكتور سامح نعمان أن مصر تمتلك بالفعل كل المقومات التي تجعلها قادرة على أن تكون من أكبر الدول المنتجة للطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، وإذا تم استغلال هذه الإمكانات بشكل صحيح، يمكن لمصر أن تساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتصبح واحدة من الدول الرائدة في هذا المجال على مستوى العالم.