مصر تتفوق إفريقيًا وتحقق المستوى الثالث في تنظيم الأدوية واللقاحات . أعلن الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أن مصر أصبحت أول دولة إفريقية تحقق المستوى الثالث من النضج التنظيمي (ML3) في مجال تنظيم الأدوية واللقاحات، وذلك بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية.
هذا الإنجاز الكبير يعكس التطور الملحوظ الذي شهدته المنظومة الصحية في مصر، والذي تم بفضل الرؤية الاستراتيجية والجهود الكبيرة التي بذلت تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأوضح الدكتور خالد عبدالغفار، في بيان صحفي، أن هذا التصنيف يعد خطوة محورية نحو تعزيز سمعة الأدوية المصرية على مستوى العالم، حيث سيسهم في زيادة الثقة في جودة وفاعلية الأدوية المصرية.
من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على الأدوية المصرية محليًا ودوليًا، مما يفتح المجال أمام تصدير الأدوية المصرية إلى أسواق جديدة في القارة الإفريقية، الوطن العربي، وإقليم شرق المتوسط. كما سيساعد هذا التصنيف في تعزيز فرص تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى سوق الأدوية المصري، وهو ما يعكس تطورًا كبيرًا في مجال الصناعة الدوائية في البلاد.
كما هنأ الدكتور عبدالغفار هيئة الدواء المصرية بحصولها على شهادة النضج التنظيمي من المستوى الثالث (ML3)، وهو التصنيف الذي تقدمه منظمة الصحة العالمية للهيئات التنظيمية الوطنية للأدوية واللقاحات.
هذا التصنيف يعكس المستوى المتقدم الذي وصلت إليه الهيئة في مجال تنظيم الأدوية، ويعد بمثابة شهادة جديدة تضاف إلى سلسلة النجاحات التي حققتها مصر في مختلف القطاعات الصحية.
وصرح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن هذا الإنجاز يأتي نتيجة للتعاون المثمر بين الدولة ومنظمة الصحة العالمية، ويعكس التوجه الاستراتيجي للدولة نحو الاستثمار في تطوير المنظومة الصحية في كافة أبعادها. وأكد أن هذا التصنيف يعكس الجهود المستمرة التي تبذلها الدولة لتحقيق أهداف التغطية الصحية الشاملة وتحسين جودة حياة المواطنين.
وأشار الدكتور عبدالغفار إلى أن هذا التصنيف تم بعد إجراء معايرة رسمية لهيئة الدواء من قبل فريق من الخبراء الدوليين بقيادة منظمة الصحة العالمية. تم تقييم الهيئة باستخدام أداة “المقارنة المرجعية” التي تعتمد على مجموعة تضم أكثر من 260 مؤشرًا لتقييم الوظائف التنظيمية الأساسية، مثل التصريح بالمنتجات، اختبار المنتجات، مراقبة الأسواق، والكشف عن الأحداث الضارة.
كما لفت الدكتور حسام عبدالغفار إلى أن الزيارات المتتابعة لتقييم تنفيذ خطة التطوير المؤسسي لهيئة الدواء أظهرت تقدمًا ملحوظًا في تعزيز الإطار التنظيمي للهيئة، مما يعكس التزام الهيئة بضمان جودة وفعالية الأدوية المنتجة محليًا والمستوردة. وفي هذا السياق، أكدت البعثة النهائية في نوفمبر 2024 التقدم الكبير الذي تحقق في هذا المجال، وأشادت بتنفيذ التوصيات الخاصة بتطوير الهيئة.
وتابع عبدالغفار قائلًا إن النظم الرقابية التي تحصل على مستوى النضج الثالث تُعد قوية وثابتة، وتعمل بشكل متكامل لضمان مأمونية وجودة الأدوية واللقاحات. وهذا المستوى التنظيمي لا يُعتبر مجرد خطوة تكتيكية، بل هو جزء من استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى تعزيز القدرة التصنيعية في مصر وضمان أن جميع الأدوية واللقاحات التي تدخل السوق المصري هي آمنة وفعالة، ومتوافقة مع أعلى معايير الجودة الدولية.
وأضاف الدكتور حسام عبدالغفار أن النظم الرقابية العالمية التي تحقق هذا المستوى من النضج لا تتعدى 30% من إجمالي السلطات التنظيمية في العالم، ما يعكس أهمية هذا التصنيف في تعزيز القدرة على تنظيم وتصنيع الأدوية في مصر وضمان توفير منتجات صحية آمنة وفعالة للمرضى في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الأسواق الإفريقية. يعتبر هذا التصنيف خطوة كبيرة نحو تعزيز مكانة مصر في القطاع الصحي على مستوى الإقليم والعالم.
ويُعتبر هذا الإنجاز شهادة على قوة النظام الصحي في مصر ونجاح الجهود المبذولة لتحسين المنظومة الصحية وتطوير صناعة الأدوية، وهو ما يمثل بداية حقبة جديدة من التطور في هذا المجال.
مع حصول هيئة الدواء على المستوى الثالث من النضج التنظيمي، تُصبح مصر قادرة على تلبية احتياجاتها من الأدوية واللقاحات بفعالية، بينما تفتح الأبواب أمام مزيد من التعاون مع الدول الأخرى في هذا المجال.