مسلسل لام شمسية الحلقة 4 يا تري طارق هيختار خاطر مراته ولا يضيع مستقبل صاحبه؟ حقق مسلسل “لام شمسية” تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي في مصر بعد عرض أولى حلقاته في النصف الثاني من رمضان، حيث جذب الأنظار بقوة بسبب موضوعه الجريء وأدائه المتميز.
تناول المسلسل قضية حساسة وهي “التحرش بالأطفال”، مما فتح الباب لجدل واسع بعد أن تم تسليط الضوء على هذه القضية في عرض مشهد مثير، حيث يتعرض الطفل يوسف (الذي يلعب دوره علي البيلي) للتحرش من قبل صديق والده، في مشهد مؤلم تم تجسيده ببراعة.
العمل أثار تفاعلًا كبيرًا من المتابعين، الذين أشادوا بأداء الطفل علي البيلي الذي قدم شخصية يوسف بكل مصداقية وألم، مما جعل المشاهدين يتفاعلون مع الحدث بكل حدة. كما أبدع الممثل أحمد السعدني في تجسيد شخصية الأب، بينما كانت الممثلة أمينة خليل ملفتة في دور زوجة والد الطفل، التي تتعهد برعاية يوسف. وقد لاحظ المتابعون الأداء المذهل للممثلين كافة، خاصة الممثل محمد شاهين الذي لعب دور والد الطفل، ما أسهم في إضافة مزيد من الواقعية للمسلسل.
ومع تزايد النقاشات على منصات التواصل حول الحلقات، كانت الكاتبة مريم نعوم، التي تشرف على ورشة “سرد” وكتبت المسلسل، قد ناشدت المتابعين عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة عدم تحميل الطفل علي البيلي أكثر من طاقته.
رابط الخلقة 4 حصريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
في منشور مؤثر، دعت مريم المتابعين إلى الامتناع عن طرح “أسئلة مربكة” أو “تعليقات تصم شخصية” أو “تحليلات غير علمية” حول الشخصية التي يلعبها الطفل يوسف، مؤكدة أن مثل هذه التعليقات قد تكون مؤذية حتى وإن كانت نية أصحابها طيبة.
مريم نعوم شددت في تدوينتها على أهمية أن يضع الجمهور نصب أعينهم “الهدف الجماعي” من المسلسل، الذي يرمي إلى توعية المجتمع بهذه القضية المهمة، وأن التعليقات الفردية قد تكون أكثر ضررًا من نفعها في هذه المرحلة. وأوضحت أن جميع الأسئلة التي قد تثير الفضول ستتم الإجابة عليها عبر مجريات الأحداث، مما يعني أنه لا داعي للإلحاح في استفسارات قد تضع ضغوطًا إضافية على الطفل وعلى فريق العمل.
من جانب آخر، في ظل الجدل الدائر حول حساسية الموضوع الذي يتناوله المسلسل، ووجود ممثلين أطفال في الأدوار الرئيسية، أكد المخرج كريم الشناوي عبر حسابه الرسمي على إنستغرام أن سلامة الطفل علي البيلي، الذي يؤدي دور يوسف، كانت من أولويات طاقم العمل طوال فترة التصوير. حيث أشار الشناوي إلى أنه تم تأمين وجود سارة عزيز، مديرة مؤسسة “Safe Egypt” وعضو مجلس إدارة المجلس القومي للأمومة والطفولة، في موقع التصوير للاطمئنان على السلامة النفسية للطفل.
المخرج الشناوي شدد أيضًا على أن فريق العمل تم تدريبه بشكل خاص للتعامل مع الأطفال في موقع التصوير، وذلك لضمان عدم تعرضهم لأي مواقف غير محسوبة قد تؤثر عليهم نفسيًا أو عاطفيًا. وقد ظهرت سارة عزيز في الفيديو الذي نشره المخرج وهي تقدم نصائح للفريق حول كيفية التعامل مع حساسية الموضوع، خصوصًا أن المسلسل يتناول قضية مؤلمة تتطلب حساسية خاصة أثناء التصوير.
كما أبرز الشناوي أنه لم يتم تصوير أي مشهد مؤذي أو يحمل مشاعر قاسية على الطفل علي أو أي من الأطفال الآخرين الذين شاركوا في المسلسل. وأضاف أنه تم استخدام أساليب مدروسة لضمان أن تكون جميع مشاهد المسلسل مرتبطة بالواقع المؤلم لهذه القضايا الاجتماعية من دون التأثير بشكل غير لائق على المشاركين، خاصة الأطفال.
ما يجعل مسلسل “لام شمسية” يبرز بين الأعمال الرمضانية الأخرى هو شجاعته في طرح قضية اجتماعية هامة، بشكل واقعي وصريح، مع التركيز على ضرورة تسليط الضوء على موضوع التحرش بالأطفال في المجتمع المصري.
ورغم حساسية الموضوع، إلا أن المسلسل نجح في شد انتباه الجمهور بشكل كبير وخلق حالة من الحوار حول كيفية التعامل مع مثل هذه القضايا، ليس فقط من منظور الفن والدراما، ولكن من زاوية التوعية والتثقيف الاجتماعي.
إن إقدام المسلسل على مناقشة قضية التحرش بالأطفال يعد خطوة جريئة في الدراما المصرية، وقد لاقى إعجابًا من قبل العديد من المتابعين الذين أشادوا بجرأة العمل، معتبرين أنه يفتح الباب أمام نقاشات مجتمعية تساهم في توعية الأسرة والمجتمع حول كيفية التعامل مع هذه القضية. في المقابل، كانت هناك أصوات أخرى دعت إلى ضرورة التأكد من أن العمل لا يحمل في طياته إيذاء نفسيًا للمشاهدين، خاصة أن القضية حساسة للغاية.
في النهاية، يظل “لام شمسية” مسلسلًا يحمل بين ثناياه أهمية اجتماعية بالغة، ويستحق النقاش حوله التقدير. عمل فني يعكس الواقع المؤلم الذي يعاني منه بعض الأطفال في المجتمع، ويعبر عن التحديات التي يواجهها الأفراد في التعامل مع مثل هذه القضايا المعقدة. ومع التفاعل الكبير مع الأداء المميز للممثلين والطفل علي البيلي، يظل المسلسل واحدًا من أبرز الأعمال الرمضانية التي تركت بصمة واضحة على الساحة الدرامية.