مسكن نستخدمه يومياً قد يكون سبباً للجلطات، تحذير عاجل من هيئة الدواء . هيئة الدواء المصرية تحذر من تفاعلات دوائية خطيرة لمرضى سيولة الدم وفي خطوة هامة لحماية صحة المرضى وضمان سلامتهم، أصدرت هيئة الدواء المصرية اليوم السبت.
تحذير هام لمرضى سيولة الدم: ضرورة تجنب التفاعلات الدوائية الخطيرة
أكدت الهيئة في بيانها أن عقار “الوارفارين”، الذي يُستخدم على نطاق واسع في علاج جلطات الدم أو للوقاية منها، يُعد من الأدوية الأساسية للمرضى الذين يعانون من سيولة الدم. ومع ذلك.
حذرت الهيئة من أن مستوى فعالية الوارفارين قد يتأثر سلبًا نتيجة تناول بعض الأدوية والأطعمة التي قد تتفاعل معه، مما يزيد من خطر حدوث نزيف أو مضاعفات صحية أخرى. من أبرز هذه التفاعلات، التفاعل بين الوارفارين ودواء الباراسيتامول، الذي يُستخدم بشكل شائع كمسكن للآلام وخافض للحرارة.
الباراسيتامول: مسكن آمن ولكن يجب الحذر عند تناوله
ورغم أن الباراسيتامول يُعتبر من الأدوية المسكنة الآمنة والمستخدمة على نطاق واسع، إلا أن هيئة الدواء المصرية أوضحت أنه إذا تم تناول الباراسيتامول بجرعات تفوق 1.3 إلى 2 جرام يوميًا لفترات طويلة، قد يؤدي ذلك إلى زيادة تأثير الوارفارين بشكل غير مرغوب فيه. هذه الزيادة قد تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالنزيف، وهو ما يمثل خطرًا كبيرًا على صحة المرضى الذين يعانون من مشاكل في سيولة الدم.
وقد أكدت الهيئة أن المرضى الذين يتناولون الوارفارين يجب عليهم مراجعة الطبيب المختص قبل تناول أي أدوية مسكنة أو تغييرات في نظامهم الغذائي لتفادي أي تأثيرات غير متوقعة على الجرعة الموصوفة من الوارفارين.
الحرص على المراجعة الطبية وإبلاغ الطبيب عن أي آثار جانبية
أكدت هيئة الدواء المصرية على ضرورة أن يُنبه المرضى إلى أهمية مراجعة الطبيب قبل تناول أي أدوية جديدة أو إجراء تغييرات في العادات الغذائية. كما شددت الهيئة على أهمية الإبلاغ عن أي آثار جانبية تحدث نتيجة تناول الأدوية، مؤكدة أن الإبلاغ عن هذه الآثار يعد خطوة هامة لضمان سلامة المرضى وتحسين جودة الرعاية الصحية.
وأشارت الهيئة إلى أنه في حال حدوث أي آثار جانبية من الأدوية، ينبغي على المرضى إبلاغ مركز اليقظة الدوائية التابع لهيئة الدواء المصرية، والذي يتولى متابعة حالات المرضى وتقييم الآثار الجانبية، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المستحضرات الطبية.
الإبلاغ عن الآثار الجانبية: حماية للمرضى وتحسين سلامة الأدوية
وأوضحت الهيئة أن الإبلاغ عن الآثار الجانبية للأدوية يسهم بشكل كبير في حماية المرضى، كما يساعد في بناء قاعدة بيانات دقيقة عن الآثار العكسية التي قد تظهر نتيجة استخدام الأدوية. هذه البيانات تساعد الأطباء والباحثين في فهم المشكلات الصحية المرتبطة بالأدوية بشكل أفضل، وتساهم في تطوير الإرشادات العلاجية والتقليل من المخاطر المستقبلية.
وفي هذا السياق، أكدت هيئة الدواء المصرية أن التحسين المستمر في إجراءات الإبلاغ عن الآثار الجانبية يمكن أن يساهم في تحسين سلامة الأدوية، وبالتالي الوقاية من الأضرار المستقبلية. كما أن هذه العملية تدعم العمل الجماعي لتحسين النظام الصحي بأكمله وجعلها أكثر أمانًا للجميع.
اليقظة الدوائية: العلم الذي يعنى برصد آثار الأدوية
وفي الختام، أشارت هيئة الدواء المصرية إلى أن “اليقظة الدوائية” هي العلم المتخصص في رصد ومراقبة وتقييم الآثار الجانبية للأدوية. ويعني هذا العلم أيضًا تحليل أي تأثيرات غير مرغوب فيها قد تظهر نتيجة لاستخدام الدواء أو أي مشكلات تتعلق باستخدام الأدوية. وبالتالي، فإن اليقظة الدوائية تعتبر أداة حيوية لضمان الحفاظ على سلامة المرضى وتجنب أي أضرار صحية محتملة نتيجة تناول الأدوية.
وتواصل الهيئة توفير إمكانية الإبلاغ عن الآثار الجانبية عبر رابط إلكتروني مخصص، مما يساهم في تسهيل وتوسيع نطاق الإبلاغ وتوفير معلومات دقيقة تساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين.
في ضوء ما ذكرته هيئة الدواء المصرية، من الضروري أن يعي المرضى المخاطر المحتملة المرتبطة بتناول الأدوية، خاصة أولئك الذين يتناولون أدوية مضادة للتجلط مثل الوارفارين. التأكد من تجنب التفاعلات الدوائية غير المرغوب فيها، مثل تلك التي تحدث بين الوارفارين والباراسيتامول، يشكل خطوة أساسية نحو ضمان سلامة المريض.
وفي الوقت نفسه، يجب أن يستمر المرضى في الإبلاغ عن أي آثار جانبية قد تواجههم أثناء استخدام الأدوية، بهدف تحسين سلامة الأدوية بشكل عام وضمان الحماية المستمرة للمرضى.