مزيج الكافيين والسكر دراسة تكشف كيف يؤثر هذا المزيج على نشاطك اليومي . تعد القهوة واحدة من أكثر المشروبات استهلاكًا حول العالم، إذ يشربها الملايين يوميًا بفضل محتواها من الكافيين الذي يساعد على اليقظة والتركيز.
وقد أظهرت دراسة حديثة نشرت في دورية npj Science of Food تأثيرًا مفاجئًا لمزج الكافيين مع المحليات، موضحة أن هذا المزيج قد يكون له آثار مدهشة على الساعة البيولوجية للجسم. وقد تشير هذه النتائج إلى أن إضافة السكر إلى القهوة قد يكون مفيدًا لبعض الأشخاص، في حين قد يكون له تأثيرات غير مرغوب فيها للبعض الآخر، خاصة عند تناوله في المساء.
الكافيين كمحفز للانتباه
تُعرف القهوة بتأثيرها المنبه بفضل محتواها من الكافيين، وهو مركب يمتلك القدرة على حظر تأثيرات الأدينوزين، الناقل العصبي المسؤول عن شعور الإنسان بالنعاس. لهذا السبب، غالبًا ما يرتبط تناول القهوة بالقدرة على الاستيقاظ والمكوث متيقظًا لفترات أطول. هذه الفائدة تجعل القهوة مشروبًا أساسيًا في حياة الكثير من الأشخاص، خاصة للطلاب والعاملين في المناوبات الذين يحتاجون إلى اليقظة المستمرة.
التفاعل بين الكافيين والسكر
خلال دراسة علمية أجراها فريق من الباحثين في جامعة هيروشيما باليابان بقيادة الدكتور يو تاهارا، لاحظ العلماء تأثيرات غير متوقعة عندما تم مزج الكافيين مع المحليات على الفئران. وقد أثارت هذه الملاحظات الفضول العلمي، مما دفع الفريق لإجراء مزيد من البحث حول تأثير هذا المزيج.
في التجربة، تناولت الفئران ماء يحتوي على 0.1% من الكافيين، ممزوجًا إما بـ 1% من السكروز أو 0.1% من السكارين. هذه النسب تعادل كمية الكافيين في نصف كوب من الإسبريسو، بينما يعادل السكر عشر الكمية الموجودة في مشروبات الطاقة التقليدية.
التأثيرات على الساعة البيولوجية
أظهرت نتائج الدراسة أن الفئران التي تناولت مزيج الكافيين مع السكر شهدت تمددًا في “وقت الجري الحر” الخاص بها من 26 إلى 30 ساعة، وهو الوقت الذي تحتاجه الساعة البيولوجية للكائن الحي لإعادة البرمجة. و
هذا يشير إلى تأثير المزيج على إيقاع النشاط اليومي للكائنات الحية، حيث قد يؤثر مزيج السكر والكافيين في تغيير نشاط الجسم بشكل غير متوقع، مثل تحول النشاط من الليل إلى النهار.
الأهم من ذلك أن الباحثين أشاروا إلى أن التأثير الذي شهدته الفئران لا يرتبط فقط بكمية الكافيين، بل أيضًا بتفاعل الكافيين مع المحليات. وقد استمر التأثير حتى في الظروف التي كان فيها الفئران في الظلام الدامس، ما يعزز فكرة أن هذا التأثير ليس مرتبطًا فقط بالضوء، بل بعوامل أخرى بيولوجية داخلية.
التأثيرات المحتملة على البشر
ورغم أن الدراسة قد أجريت على الفئران، إلا أن العلماء يخططون لدراسات إضافية لفهم ما إذا كانت هذه النتائج تنطبق على البشر. وعلى الرغم من أنه لم يتم تأكيد نتائج الدراسة بشكل قاطع فيما يخص تأثير السكر والكافيين على البشر، فإن الدكتور تاهارا وفريقه يشيرون إلى أن إضافة السكر إلى القهوة قد يكون مفيدًا لبعض الأشخاص الذين يحتاجون إلى دفعة إضافية من الطاقة في الصباح.
ومع ذلك، ينصح الخبراء بتناول القهوة مع قليل من الحليب لتعزيز خصائصها المضادة للالتهابات، حيث يساعد الحليب على تخفيف تأثير الكافيين على المعدة، مما يقلل من أي تأثيرات جانبية قد تحدث نتيجة تناول القهوة بشكل مكثف. كما يُنصح بتناول القهوة قبل ممارسة التمارين الرياضية بنصف ساعة، إذ يمكن أن يُحسن الكافيين من قدرة الجسم على حرق الدهون.
تأثير السكر مع القهوة في المساء
أما بالنسبة لتناول السكر مع القهوة في فترة ما بعد الظهر أو المساء، فيحذر الخبراء من أن هذا المزيج قد يؤثر سلبًا على النوم. حيث أن تناول السكر مع القهوة مساءً قد يزيد من مستوى الطاقة بشكل قد يعرقل النوم الطبيعي، خاصة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم. لذا، يُنصح بتجنب إضافة السكر إلى القهوة في وقت متأخر من اليوم، إذا كنت تخطط للنوم قريبًا.
تؤكد الدراسة أن تناول الكافيين مع المحليات مثل السكر يمكن أن يكون له تأثيرات مختلفة على الجسم، حيث يمكن أن يعزز النشاط لبعض الأشخاص ويؤثر سلبًا على آخرين، خاصة عند تناوله في المساء. وعلى الرغم من أن تأثيرات هذه الدراسة على البشر لم تُثبت بشكل قاطع بعد، إلا أن نتائجها تفتح الباب لمزيد من البحث لفهم كيفية تفاعل الكافيين مع المحليات وتأثيراته المحتملة على الساعة البيولوجية والنشاط اليومي.