مجمع البحرين في القرآن الكريم يقع في رأس محمد . رأس محمد الموقع التاريخي والديني الذي شهد لقاء سيدنا موسى بسيدنا الخضر أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، الخبير الأثري والمتخصص في آثار سيناء، أن منطقة رأس محمد تعد واحدة من أبرز المواقع التاريخية والدينية في مصر، حيث يُعتقد أنها المكان الذي التقى فيه سيدنا موسى مع سيدنا الخضر، وهو اللقاء الذي ذكره القرآن الكريم في قصة مليئة بالحكمة والعبر.
جاء ذلك خلال استضافته في بودكاست “رحالة”، الذي تقدمه اليوتيوبر أسما رءوف، من إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية. ويستند الدكتور ريحان في تأكيده إلى معطيات قرآنية ودلائل جغرافية تثبت أن هذه المنطقة تعد مجمع البحرين الذي تحدث عنه القرآن.
مجمع البحرين في القرآن الكريم: التقاء خليج السويس وخليج العقبة
وأشار الدكتور ريحان إلى أن كلمة “مجمع البحرين” الواردة في القرآن الكريم تعني التقاء خليج السويس وخليج العقبة في بحر واحد، وهو ما يتوافق تمامًا مع الموقع الجغرافي لمنطقة رأس محمد. هذه المنطقة، التي تعد نقطة التقاء هذين البحرين، تتمتع بموقع استراتيجي مهم على ساحل البحر الأحمر، وتعتبر من أبرز المواقع الطبيعية في مصر. فهذه المنطقة لا تتمتع فقط بجمالها الطبيعي، بل تحمل في طياتها أهمية تاريخية ودينية كبيرة، جعلت منها محط أنظار الباحثين والمهتمين بتاريخ الأديان.
شواهد أثرية تدعم القصة القرآنية
أضاف الدكتور ريحان أنه توجد العديد من الشواهد الأثرية في رأس محمد التي تدعم الرواية القرآنية حول اللقاء بين سيدنا موسى وسيدنا الخضر. من بين هذه الشواهد، الصخرة الشهيرة التي يُعتقد أنها جزء من القصة التاريخية المتعلقة بهذا اللقاء. كما توجد بقايا مرتبطة بالسفينة، وهو ما يشير إلى الأحداث التي دارت في المنطقة وفقًا للقصة القرآنية.
وفي هذا السياق، أشار ريحان أيضًا إلى بحيرة الزلزال التي يعتقد أن الحوت الذي ذكر في القصة القرآنية قد خرج منها، مما يضفي مزيدًا من المصداقية على الرواية التاريخية والدينية المرتبطة بهذه المنطقة.
أحداث تاريخية ودينية في سيناء
وأوضح الدكتور ريحان أن قصة بني إسرائيل لم تخرج عن نطاق سيناء، حيث عاشوا لفترة طويلة في هذه المنطقة، وشهدت هذه الفترة العديد من الأحداث الهامة التي وردت في القرآن الكريم. من أبرز هذه الأحداث، عبادة العجل، التي وقعت بالقرب من جبل الطور.
وتعتبر هذه الأحداث جزءًا من التراث الديني والثقافي الذي يربط المنطقة بتاريخها العميق. وبالتالي، فإن سيناء تمثل مكانًا ذو قيمة دينية كبيرة بالنسبة للديانات السماوية الثلاث، خاصة في ما يتعلق بالأحداث التي شهدتها تلك الأرض المقدسة.
التجلي الأعظم: مشروع حديث لإبراز الأبعاد التاريخية والدينية
في إطار الاهتمام المتزايد بالحفاظ على المواقع التاريخية والدينية في سيناء، نوه الدكتور ريحان إلى الجهود الحديثة التي تبذلها الدولة لتطوير هذه المواقع، في إطار مشروع “التجلي الأعظم”. يشمل هذا المشروع وادي حبران وسانت كاترين، حيث تسعى الحكومة المصرية إلى إبراز البُعد التاريخي والديني لهذه المناطق، مما يعزز من أهمية سيناء كمقصد سياحي وديني. ويهدف المشروع إلى تسليط الضوء على الأماكن التي شهدت أحداثًا تاريخية ودينية هامة، وبالتالي إحياء التراث الثقافي والديني لهذه الأرض.
أهمية رأس محمد في السياحة الدينية
يعتبر رأس محمد، بما يحتويه من شواهد أثرية ودينية، من أهم المعالم السياحية في مصر التي تشهد حركة سياحية دينية قوية. فزيارة هذه المنطقة تتيح للزوار فرصة التعرف على جزء كبير من تاريخ الديانات السماوية، وفي مقدمتها الإسلام والمسيحية واليهودية. وتعتبر المنطقة نقطة جذب سياحي وديني للمسلمين والمسيحيين واليهود على حد سواء، مما يعزز من مكانتها على الخريطة السياحية الدولية.
موقع استراتيجي ومعلم طبيعي
إلى جانب أهميتها الدينية والتاريخية، يتمتع رأس محمد بموقع استراتيجي على البحر الأحمر، مما يجعله من أبرز الوجهات السياحية في المنطقة. حيث يتميز هذا الموقع بمياهه الزرقاء الصافية والشعاب المرجانية التي تجذب عشاق الغطس والغوص. كما أن المناظر الطبيعية الخلابة التي تحيط بالمنطقة تجعلها مكانًا مثاليًا للزيارة والاستجمام.
رأس محمد في قلب تاريخ مصر
إن منطقة رأس محمد، بما تحويه من شواهد دينية وأثرية، تمثل حلقة وصل بين الماضي والحاضر، بين التاريخ والدين، وبين الطبيعة البكر والحداثة السياحية. فالموقع ليس مجرد نقطة جغرافية، بل هو موطن لذكريات تاريخية ودينية عميقة تحمل في طياتها قصصًا عظيمة من حياة الأنبياء. ومن خلال المشروع الحديث لتطوير المنطقة، تسعى مصر إلى الحفاظ على هذه الأهمية التاريخية والجغرافية، وتقديمها للأجيال القادمة كإرث ثقافي وديني ينبغي الحفاظ عليه للأجيال القادمة.