متحور نيمبوس يظهر في الأفق كيف تتجنب الإصابة؟ تصدر متحور كورونا الجديد الذي يُعرف باسم “نيمبوس” قوائم البحث عبر محرك “جوجل” خلال الساعات الماضية، مع تزايد تساؤلات المواطنين حول طبيعته وأعراضه ومدى خطورته.
وما إذا كانت هناك سبل جديدة للوقاية من هذا المتحور الذي ظهر في وقت يستعد فيه العالم لموسم الإنفلونزا الشتوي، وسط محاولات حثيثة من الجهات الصحية العالمية لمراقبة تطور الفيروسات التنفسية.
ما هو متحور نيمبوس؟
بحسب تصريحات الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، فإن متحور “نيمبوس” يُنسب اسمه إلى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وهي حالة مرضية كانت تُصنّف سابقًا ضمن أخطر الأمراض التنفسية لارتباطها بمعدلات وفيات مرتفعة.
يشير الدكتور الحداد إلى أن هذا المتحور الجديد يفتقد طفرة جينية واحدة فقط ليتحول إلى النسخة الأشد فتكًا من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ما يستدعي حالة من الحذر رغم التطمينات الأولية من المؤسسات الصحية الدولية.
وأوضح أيضًا أن المتحور “نيمبوس” قد يسبب التهابات رئوية حادة وفشلًا تنفسيًا وارتفاعًا في درجة الحرارة، مؤكدًا أن الشكل الأخطر لهذا المتغير كان أكثر فتكًا من فيروس كورونا المعروف.
هل متحور نيمبوس أكثر خطورة من أوميكرون؟
رغم القلق الذي يرافق كل متحور جديد من الفيروس التاجي، فإن البيانات الحالية لا تشير إلى أن “نيمبوس” يتسبب في أعراض أكثر حدة من متحورات “أوميكرون” السابقة.
ووفقًا لتحليلات شبكة المراقبة العالمية للفيروسات، فإن الطفرات التي يحملها هذا المتحور في بروتين “سبايك” تجعله أكثر قدرة على الارتباط بمستقبلات ACE2 البشرية، وهو ما يُفسر سرعة انتشاره. مع ذلك، فإن هذه الطفرات لا تؤثر بشكل كبير على فعالية الأجسام المضادة الناتجة عن اللقاحات أو الإصابات السابقة.
ما أبرز أعراض متحور نيمبوس؟
نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية تقريرًا استعرضت فيه الأعراض المميزة المرتبطة بمتحور نيمبوس، مشيرة إلى أنها تتشابه مع سلالات “أوميكرون”، وتشمل:
التعب العام والإرهاق.
سعال خفيف ومستمر.
ارتفاع في درجة الحرارة (الحمى).
آلام في العضلات والمفاصل.
احتقان وسيلان في الأنف.
إلا أن العرض الأبرز الذي تم رصده في حالات الإصابة بـ”نيمبوس”، هو ألم شديد في الحلق يُشبه الإحساس ببلع زجاج مكسور، والذي يظهر غالبًا في الجزء الخلفي من الحلق، ما يجعله مختلفًا قليلاً عن الأعراض المعتادة للزكام أو الإنفلونزا.
كما تشير التجارب السريرية إلى أن الأدوية المضادة للفيروسات مثل “باكسلوفيد” و**”رمديسيفير”** لا تزال تحتفظ بفعاليتها في مواجهة المتغير الجديد، مما يعزز من جهود التعامل معه دون الحاجة إلى تطوير علاجات جديدة في الوقت الحالي.
كيف يمكن الوقاية من متحور نيمبوس؟
مع تزايد حالات الإصابة عالميًا، شدد المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب إفريقيا على أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية التي أثبتت فعاليتها في مواجهة المتحورات السابقة، ومنها:
غسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرر.
تغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال بمنديل أو الكوع.
تجنب التواجد في الأماكن المزدحمة أو سيئة التهوية.
الحرص على التباعد الاجتماعي خاصة مع كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة.
الالتزام بارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة أو في وسائل النقل العام.
كما يوصي الأطباء بضرورة الحصول على الجرعات التنشيطية من لقاحات كورونا، خاصة لكبار السن أو أصحاب الحالات المرضية المزمنة، باعتبارهم الأكثر عرضة للمضاعفات.
موقف منظمة الصحة العالمية من متحور نيمبوس
أعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان لها أن متحور “نيمبوس” NB.1.8.1 لا يشكل حتى الآن تهديدًا أكبر من المتحورات الأخرى. وأوضحت أن الأدلة الحالية تُشير إلى أن تأثيره على الصحة العامة منخفض عالميًا، ولكنها في الوقت ذاته لم تستبعد احتمالية حدوث تغييرات مستقبلية في سلوكه أو أعراضه.
وأشار التقرير إلى أن المتحور لم يُسجل حتى الآن في جنوب أفريقيا، وهو ما يعود بشكل أساسي إلى قلة الفحوصات وتسلسل الجينوم في العينات المرسلة من هناك، ولكن يجري حاليًا العمل على زيادة جهود الرصد والمراقبة الوبائية.
هل يمكن أن يتحول نيمبوس إلى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية؟
من الناحية النظرية، يرى العلماء أن تحور الفيروس ليصبح أقرب في تركيبه الجيني إلى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية قد يؤدي إلى زيادة في شدة الأعراض.
لكن هذا لم يحدث حتى الآن، حيث يفتقر “نيمبوس” إلى طفرة جينية واحدة مسؤولة عن هذا التحول. ومع ذلك، تظل الحاجة ملحة لمراقبة تطور الفيروس عن كثب، لا سيما في المناطق التي تسجل معدلات إصابة مرتفعة.
جهود البحث العلمي لرصد المتحور
الجدير بالذكر أن هذا المتحور خضع للفحص عبر تقنيات متطورة مثل رسم خرائط الانقسام الاختزالي الآلي (AMM)، وتقنية التعديل الجيني “CRISPR”، إلى جانب استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الطفرات، في إطار الأبحاث المتقدمة التي يقودها علماء من مؤسسات بحثية بارزة على مستوى العالم.
يُعد متحور نيمبوس الجديد حلقة جديدة في سلسلة طويلة من تحورات فيروس كورونا، والتي تتطلب التعامل معها بقدر من الجدية دون تهويل.
فرغم أن أعراضه لا تبدو أكثر فتكًا حتى اللحظة، إلا أن سرعة انتشاره والسمات الجينية التي يتمتع بها تستدعي مواصلة الجهود الدولية في المتابعة والوقاية والجاهزية.
ومع الاستمرار في الالتزام بالإجراءات الوقائية، والحصول على اللقاحات المحدثة، يمكن الحد من تأثير هذا المتغير وغيره، والحفاظ على استقرار الوضع الصحي العالمي الذي تحقق بعد سنوات من مكافحة الجائحة.