متحور كورونا الجديد في مصر كل ما تحتاج لمعرفته عن الانتشار الحالي . كشف الدكتور محمود الأنصاري، استشاري المناعة بكلية الطب جامعة عين شمس، في حوار له على قناة “إي تي سي” ضمن برنامج “مصر جديدة”، عن حقيقة المتحور الجديد لفيروس كورونا المنتشر حاليًا في مصر. حيث أكد الأنصاري أن الوضع الحالي يشهد تأثيرات متعددة بسبب تواجد أكثر من نوع من الفيروسات في الهواء في نفس الوقت، مشيرًا إلى أن هناك “كومبو” من الفيروسات التنفسية المتنوعة، والتي تُسبب أعراضًا مزعجة تؤثر على صحة الإنسان.
وأوضح الدكتور الأنصاري أن هناك خمس أنواع رئيسية من الفيروسات التنفسية التي تعد نشطة في الوقت الحالي، مع وجود أكثر من 120 نوعًا فرعيًا منها. هذا التنوع يجعل الموسم الحالي من الفيروسات التنفسية أكثر تعقيدًا ويؤثر في صحة الناس بشكل أكبر. وأضاف أن هذه الفيروسات تنشط في فصل الشتاء بسبب تغيرات الطقس وفترات البرد، مما يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بها خلال هذه الفترة من السنة.
وفيما يخص المتحور الجديد من فيروس كورونا، قال الدكتور الأنصاري إن هناك العديد من الدراسات العلمية التي تُجرى حاليًا لفهم خصائص هذا المتحور بشكل أفضل، مضيفًا أن هناك بعض المخاوف التي قد تنتاب الناس، لكن في الوقت ذاته لا داعي للقلق حيال هذا المتحور.
وبالرغم من ذلك، أشار إلى أن الأعراض الأكثر شيوعًا التي قد يشعر بها المصابون بالمتحور الجديد هي استمرار “الكحة” لفترة أطول من المعتاد، وهي من الأعراض التي قد تزعج المصابين ولكنها لا تشكل تهديدًا حقيقيًا لحياتهم.
وتابع الدكتور الأنصاري بأن هذا المتحور الجديد من كورونا يمكن أن يصيب جميع الفئات العمرية من الأطفال إلى الكبار، دون أن يكون له تأثير خاص أو خطير على الأشخاص ذوي المناعة السليمة.
كما أكد أنه حتى الآن لم يتم تسجيل حالات حرجة أو مضاعفات شديدة نتيجة لهذا المتحور، مما يعكس أن الوضع تحت السيطرة في معظم الحالات. ومن هنا، شدد على أن الخوف والقلق الزائد غير مبرر في الوقت الحالي.
وأشار الأنصاري إلى أن الأعراض التي يُحتمل أن تظهر على الأشخاص المصابين بهذا المتحور تتمثل في السعال المستمر لفترات طويلة، وهو من الأعراض التي غالبًا ما ترتبط بأمراض التنفسية الأخرى كالبرد والإنفلونزا.
وأوضح أن هذه الأعراض ليست مقلقة بشكل كبير، لكنها قد تكون مزعجة، خاصة لأولئك الذين يعانون من مشاكل في التنفس. ومع ذلك، أكد على أن الحالات التي تستدعي القلق تتعلق عادةً بالأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو ضعف في الجهاز المناعي.
وقال الأنصاري إن مع قدوم فصل الشتاء وارتفاع حالات البرد والإنفلونزا، يزيد نشاط العديد من الفيروسات التنفسية، بما في ذلك الفيروسات التي تنشط في أوقات محددة من السنة. ورغم ذلك، أكد أن المتحور الجديد من كورونا لا يتفوق في خطورته على الفيروسات الأخرى المنتشرة حاليًا مثل الإنفلونزا وفيروسات البرد. وأضاف أن الفيروسات التنفسية عادةً ما تكون أكثر نشاطًا في الشتاء بسبب الظروف البيئية مثل انخفاض درجات الحرارة، مما يسهل انتقالها بين الناس.
وأوضح استشاري المناعة أنه لا يوجد داعٍ للذعر، مشيرًا إلى أن الأعراض التي قد يواجهها المصابون تتراوح بين السعال المستمر والحمى الخفيفة وبعض الآلام في الجسم، وهذه الأعراض تتشابه مع أعراض نزلات البرد التقليدية.
وأشار إلى أن الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة قد يكونون أكثر عرضة للمضاعفات في حال لم يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة. لهذا السبب، يُنصح الجميع باتباع الإجراءات الوقائية المعتادة، مثل غسل اليدين بانتظام، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة قدر الإمكان.
وفيما يتعلق بالإجراءات الوقائية، شدد الدكتور محمود الأنصاري على أهمية تطعيمات الإنفلونزا السنوية، خاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي. كما أكد على ضرورة الحفاظ على النظافة الشخصية والابتعاد عن الأماكن التي قد تساهم في نشر الفيروسات مثل الأماكن العامة والمكتظة.
ورغم أن المتحور الجديد لفيروس كورونا ليس أكثر خطورة من الفيروسات الأخرى المنتشرة، إلا أن الدكتور الأنصاري نصح المواطنين بعدم التهاون في اتباع التدابير الوقائية، إذ أن الفيروسات التنفسية تظل من أكثر العوامل التي تؤثر على صحة الإنسان في هذا الوقت من العام. وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أعراض مزمنة أو حالات صحية سابقة، ينصح بزيارة الطبيب فور الشعور بأي أعراض غير طبيعية.
كما أضاف الدكتور الأنصاري أن المعلومات التي تتعلق بالمتحور الجديد من فيروس كورونا تتطور بشكل مستمر، ولذلك يجب على المواطنين متابعة الأخبار المتعلقة بالصحة العامة واتباع التوصيات الطبية لتجنب تفشي الفيروسات. وحث على ضرورة الابتعاد عن المعلومات المغلوطة التي يتم تداولها عبر الإنترنت، مؤكدًا أن الجهود الحكومية والعلمية تتواصل لمتابعة الوضع عن كثب.
أكد الدكتور محمود الأنصاري على أن الوضع في مصر مستقر بشكل عام في ما يتعلق بانتشار المتحور الجديد لفيروس كورونا، وأن الأعراض التي قد يعاني منها الناس تكون في الغالب غير خطيرة ويمكن التعامل معها بشكل طبيعي، شريطة اتخاذ الاحتياطات الصحية المناسبة.
وطمأن المواطنين بضرورة الحفاظ على هدوئهم والابتعاد عن القلق الزائد، حيث أن الوضع تحت السيطرة بشكل كبير، وأن الإجراءات الوقائية هي السبيل الأمثل للحد من انتشار الفيروسات التنفسية بأنواعها المختلفة.