يعتمد اقتصاد المملكة العربية السعودية بشكل كبير على النفط منذ عقود عديدة. تغذي صادرات النفط الاقتصاد السعودي، حيث تمثل 50٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد و 70٪ من عائدات التصدير وفقًا لأخبار الاقتصاد. تمتلك البلاد ما يقرب من 16٪ من احتياطيات النفط المؤكدة في العالم، مما يجعلها واحدة من أكبر منتجي النفط على مستوى العالم. ومع ذلك، تمتلك المملكة العربية السعودية موارد طبيعية أخرى وتعمل على تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط.
إنتاج النفط واحتياطياته
يهيمن إنتاج النفط واحتياطياته على اقتصاد المملكة العربية السعودية. ذكرت تقارير الاقتصاد الإخبارية أن المملكة العربية السعودية لديها حوالي 98 مليار برميل من احتياطيات النفط المؤكدة، في المرتبة الثانية بعد فنزويلا. البلاد هي أكبر منتج ومصدر للنفط في أوبك. يمثل قطاع النفط والغاز حوالي 50٪ من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية و 70٪ من عائدات التصدير. هذا الاعتماد يجعل الاقتصاد عرضة للتقلبات في أسعار النفط العالمية.
تنتج شركة النفط الوطنية السعودية، أرامكو السعودية، غالبية نفط البلاد. استثمرت المملكة العربية السعودية بكثافة في توسيع الطاقة الإنتاجية للنفط على مدى العقود الماضية. وتشمل حقول النفط الرئيسية حقل الغوار، أكبر حقل نفط تقليدي في العالم، فضلًا عن حقول السفانية وبقيق وبري. تقع معظم المحميات في المنطقة الشرقية على طول الخليج الفارسي. أفادت أخبار الاقتصاد أن السعودية أنتجت أكثر من 12 مليون برميل يوميًا في عام 2018.
الموارد المعدنية والطبيعية الأخرى
بينما تشتهر المملكة العربية السعودية باحتياطياتها النفطية الوفيرة، تمتلك البلاد أيضًا احتياطيات من الغاز الطبيعي وكذلك المعادن مثل الذهب والفوسفات واليورانيوم.
تمتلك المملكة العربية السعودية خامس أكبر احتياطي مؤكد من الغاز الطبيعي في العالم بأكثر من 8 تريليون متر مكعب. وتشمل حقول الغاز الطبيعي الكبيرة الغوار والسفانية والزلوف. كما هو الحال مع النفط، توجد معظم احتياطيات الغاز الطبيعي في المنطقة الشرقية على طول ساحل الخليج. يصل إنتاج الغاز الطبيعي إلى أكثر من 100 مليار متر مكعب سنويًا.
تحتوي البلاد على معادن ثمينة مثل الذهب والفضة وكذلك المعادن الصناعية بما في ذلك الفوسفات والألمنيوم والمغنيسيوم. في الوقت الحالي، لا يساهم التعدين بشكل كبير في الاقتصاد السعودي بشكل عام، ولكنه يوفر إمكانية للتنويع في المستقبل.
تحتوي المنطقة الشمالية للمملكة العربية السعودية على رواسب اليورانيوم التي لم يتم استغلالها بعد. مع وجود خطط لبناء مفاعلات نووية في المستقبل، يمكن للبلاد الاستفادة من احتياطيات اليورانيوم هذه. ومع ذلك، لا يزال تعدين اليورانيوم مثيرًا للجدل نظرًا لتطبيقاته النووية المحتملة.
إمكانات الطاقة المتجددة
مع وفرة أشعة الشمس والرياح، تتمتع المملكة العربية السعودية بإمكانات الطاقة المتجددة. تهدف الحكومة إلى تنويع مزيج الطاقة وتلبية الطلب المحلي على الطاقة من خلال الاستثمار في موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
لا تزال الطاقة الشمسية في المملكة العربية السعودية في المراحل الأولى من التطوير ولكنها توفر إمكانات كبيرة. توجد خطط لبناء العشرات من محطات الطاقة الشمسية بسعة إجمالية تزيد عن 40 جيجاوات. كما أن طاقة الرياح لديها آفاق للتوسع في الشمال وعلى طول ساحل البحر الأحمر.
جهود التنويع الاقتصادي
اعتماد المملكة العربية السعودية على النفط يجعل اقتصادها عرضة للتقلبات في أسواق الطاقة. وإدراكًا منها لهذا التحدي، كشفت الحكومة السعودية النقاب عن رؤية 2030 – وهي إطار استراتيجي لتقليل الاعتماد على النفط وتنويع الاقتصاد. وتشمل الأهداف تطوير الصناعات غير النفطية مثل التعدين والطاقة المتجددة والتصنيع.
تهدف المبادرات الكبرى إلى تحفيز القطاع الخاص وجعل الاقتصاد السعودي منفتحًا على الاستثمار الأجنبي. من خلال توسيع صناعات مثل السياحة والتكنولوجيا والتمويل، تعتزم البلاد خلق المزيد من فرص العمل لسكانها الشباب.
استنتاج
سيطر النفط على الاقتصاد السعودي لعقود، لكن البلاد تتخذ خطوات لتنويع واستخدام الموارد الأخرى. وفي حين سيظل النفط والغاز جزءًا لا يتجزأ من الاقتصاد في المستقبل، فإن الاستثمار في المعادن والطاقة المتجددة والقطاعات الناشئة يمكن أن يعززه ضد تقلبات السوق. مع ثروة نفطية هائلة وخطط تنويع طموحة، تستعد المملكة العربية السعودية لتحويل اقتصادها في السنوات القادمة.