ماثيو بيري: الذكرى الأولى لرحيل أيقونة الفكاهة الأمريكية بعدما اصبح مدمنا . تكريمًا لفنان لا يُنسى في 28 أكتوبر 2023، فقد عالم الفن أحد أبرز نجومه، ماثيو بيري، الذي رحل عن عالمنا تاركًا وراءه إرثًا فنيًا عظيمًا وتأثيرًا كبيرًا على قلوب محبيه. تمر اليوم سنة كاملة على وفاته، وبهذه المناسبة نتذكر حياته، أعماله، ورحلة صراعه مع التحديات التي واجهته.
مسيرة ماثيو بيري الفنية
وُلِد ماثيو بيري في 19 أغسطس 1969 في كندا، لكنه انتقل إلى الولايات المتحدة في شبابه ليتابع حلمه في التمثيل. بدأ حياته المهنية مبكرًا، لكن الانطلاقة الحقيقية كانت عندما جسد شخصية تشاندلر بينج في المسلسل الكوميدي الشهير “فريندز”.
هذا الدور الذي قدّمه ببراعة أصبح رمزًا للعديد من الجماهير، إذ اجتذب المشاهدين بروح الدعابة والذكاء، وعكس العديد من التحديات الحياتية التي يواجهها الشباب ورغم النجاح الكبير الذي حققه، واجه ماثيو بيري تحديات شخصية جسيمة.
بما في ذلك معاناته مع الإدمان. كان يتحدث بصراحة عن تجاربه، واستخدم منصته لزيادة الوعي بقضايا الصحة النفسية. قصته كانت مصدر إلهام للعديد من الأشخاص الذين عانوا من تحديات مشابهة، وأظهرت أن القتال من أجل التعافي ممكن.
كان حلم الممثل الأمريكي الراحل ماثيو بيري منذ فترة طويلة هو مساعدة الآخرين الذين يعانون من الإدمان، ولطالما تحدث عن رغبته بذلك، وبعد عام على وفاته يعمل محبوه الذين عرفوه جيدًا على تحقيق رغبته في غيابه ومن بين أولئك كيتلين موريسون، الأخت غير الشقيقة لبيري التي تعمل حالياً كمدير تنفيذي لمؤسسة ماثيو بيري في كندا، التي انطلقت الأسبوع الماضي.
الذكرى الأولى: تأثير الفقد
تمر الذكرى الأولى لرحيل ماثيو بيري، ويتذكره المعجبون وزملاؤه في صناعة الفن. تواصلت التعليقات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شارك العديد من الزملاء والنجوم تجاربهم معه وذكرياتهم الجميلة. كانت ذكراه بمثابة تذكير بمدى تأثيره على العالم، وكيف أن روح الدعابة التي قدمها ستبقى خالدة.
احتفل محبو ماثيو بيري ورفاقه في العمل بذكراه من خلال تنظيم فعاليات تذكارية، وعروض خاصة، وحتى جمعيات خيرية لدعم قضايا الصحة النفسية. هذه الفعاليات كانت فرصة للحديث عن إرثه، وإحياء الذكريات الجميلة التي تركها. كان هناك تركيز كبير على أهمية الصحة العقلية وكيف كان بيري نموذجًا حيًا للشجاعة والتعافي.
وتركز مؤسسة ماثيو بيري الكندية على توفير السكن والصحة العقلية والمهنية والدعم المالي للأفراد في عامهم الأول من التعافي بينما يتنقلون فيما وصفته موريسون بأنه “وقت هش للغاية”، وهو الوقت الذي قالت فيه إنها عاشته مع أخيها الراحل أيضًا.
وتذكرت أنه: “قال عدة مرات أن تلك السنة الأولى كانت مجرد وحش.. كان هناك الكثير من الحواجز على الطرق والعديد من الصعوبات” وأضافت عن هدف المؤسسة الخيرية التي تم إنشاؤها مؤخراً: “اعتقدنا أنه سيتماشى نوعاً ما مع ما أراد القيام به في مساعدة الناس على تجاوز تلك العقبة، والتي كانت عقبة كبيرة وصعبة التغلب عليها عندما كان يخوض معركته لأول مرة”.
وتشارك والدة بيري، وصديق عمره بريان موراي، وكارا فاكارينو، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة أبحاث الصحة العقلية الكندية “The Royal” في المنظمة وقالت موريسون إن تكريس نفسها للمهمة ساعد في شفاءها. وأضافت: “إذا كان العمل الذي أقوم به الآن ينقذ عائلة من هذا الشعور، فهذا يخفف من حزني”.
وخلف كواليس نجاحه كأحد نجوم مسلسل “فريندز” الشهير، كان ماثيو بيري يعاني من الإدمان، وتحدث عن ذلك في مذكراته الصادرة عام 2022 بعنوان “الأصدقاء والعشاق والشيء الكبير الرهيب” ومن خلال التحدث علنًا عن ذلك، سعى بيري إلى توفير الراحة والشفاء لأولئك الذين يواجهون نفس المحن التي واجهها.
وتوفي بيري في منزله في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عن 54 عامًا وكانت وفاته نتيجة “التأثيرات الحادة للكيتامين” والغرق اللاحق. وفقًا لتقرير تشريح الجثة الصادر عن مكتب الفحص الطبي في لوس أنجلوس.
ومنذ ذلك الحين تم اتهام خمسة أشخاص فيما يتعلق بوفاته. وقد حصل ثلاثة من الأشخاص الخمسة المتهمين على صفقات إقرار بالذنب، بينما من المقرر أن يمثل الاثنان الآخران للمحاكمة هذا الربيع.
تظل الذكرى الأولى لوفاة ماثيو بيري فرصة للتأمل في حياته وإرثه. لقد كان فنانًا عظيمًا، لكن إنسانيته وصراعاته جعلته أقرب إلى قلوب الكثيرين. سيبقى ماثيو بيري في ذاكرة عشاق الفن، ليس فقط من خلال أعماله.
ولكن أيضًا من خلال الرسائل التي نقلها عن التعافي والأمل. مرور عام على فقدانه هو تذكير لنا جميعًا بأن الفن يمكن أن يكون مصدر إلهام، وأن كل شخص لديه قصة تستحق أن تُروى.