لوس أنجلوس تحت تهديد مخاطر جديدة بعد الحرائق الكارثية . اجتاحت جنوب كاليفورنيا مؤخرًا بعض الأمطار التي طال انتظارها، والتي تمثل الأمل الكبير لرجال الإطفاء الذين لا يزالون يواجهون تحديات ضخمة في مكافحة حرائق غابات مستمرة. ومع أن هذه الأمطار تمثل نعمة كبيرة للمساعدة في إخماد النيران، فإنها تأتي مع تهديدات جديدة، حيث يصاحب الطقس الممطر مخاطر الانهيارات الأرضية والفيضانات التي قد تضاعف من الأضرار.بدأت الأمطار في الهطول مساء يوم السبت الماضي، ومن المتوقع أن تستمر حتى يوم الاثنين، مع تقديرات تشير إلى أن مقاطعتَي لوس أنجلوس وفينتورا قد تتلقى ما يصل إلى 1.5 بوصة من الأمطار، وهو ما يعادل حوالي 3.8 سنتيمتر. في المناطق الجبلية، قد يصل مستوى الأمطار إلى 2 بوصة. ورغم أن هذه الكمية من الأمطار قد تبدو متواضعة بالنسبة لبعض المناطق، إلا أنها تمثل إغاثة هائلة لمنطقة لم تشهد أمطارًا غزيرة منذ أشهر عدة، وبالتحديد منذ أبريل الماضي.
ومع ذلك، فإن المشهد المناخي في جنوب كاليفورنيا ليس خاليًا من التحديات. فالتلال التي كانت جافة لفترة طويلة قد ساهمت في تفاقم مشاكل الحرائق، حيث تُعد الغابات المحترقة الآن مصدرًا لتهديدات جديدة.
فبينما تحاول فرق الإطفاء السيطرة على الحرائق، فإن الجفاف الذي يعاني منه النبات والتربة يُعتبر بمثابة وقود إضافي يُغذي النيران، مما يجعلها تمتد بشكل أسرع وأكثر تدميرًا. وبالفعل، فقد تسببت هذه الحرائق في تدمير آلاف المنازل والمنشآت التجارية، مما جعلها واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها الولايات المتحدة في تاريخها الحديث.
ولكن مع بدء هطول الأمطار، تأتي مجموعة من المخاطر الجديدة. فالمناطق التي تم تدمير غطاءها النباتي بسبب الحرائق أصبحت أكثر عرضة لانهيارات أرضية مفاجئة، خاصة في الأماكن التي شهدت تضررًا كبيرًا نتيجة للحرائق. إذ أن الجذور المتبقية للنباتات التي كانت تعمل على تثبيت التربة باتت أقل قوة، ما يزيد من احتمال حدوث انهيارات في المنحدرات الجبلية.
من جانبه، أصدر المكتب الوطني للأرصاد الجوية تحذيرات من احتمال حدوث فيضانات في المناطق المتأثرة بالحرائق في مقاطعة لوس أنجلوس. الفيضانات يمكن أن تتسبب في تفاقم الأضرار، حيث تؤدي إلى انهيار الطرق، وإغلاق العديد من المناطق السكنية، مما يزيد من صعوبة العمليات الإنقاذية. وأكدت السلطات المحلية على ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر من قبل المواطنين، لا سيما أولئك الذين يعيشون في المناطق الجبلية أو بالقرب من مواقع الحرائق.
ويشير الخبراء إلى أن هذا النوع من المخاطر يصبح أكثر وضوحًا في المناطق التي تُصنف على أنها “شديدة الجفاف”، حيث تزداد احتمالية حدوث حرائق غابات قوية تتسبب في دمار واسع. وفي ظل استمرار التغيرات المناخية العالمية، تُصبح هذه الظواهر الطبيعية أكثر شيوعًا في العديد من الولايات الأمريكية، وهو ما يعزز من أهمية اتخاذ إجراءات وقائية مبكرة في التعامل مع الحرائق والفيضانات والانهيارات الأرضية.
وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهها رجال الإطفاء، فإن جهودهم تظل متمحورة حول حماية الأرواح والممتلكات. ففي الوقت الذي تُقدم فيه الأمطار بعض الراحة، يبقى التحدي الأكبر في التصدي للمخاطر الأخرى التي قد تطرأ نتيجة للظروف الجوية المتقلبة.