كيفية تجنب آلام الرقبة خطوات بسيطة لحياة خالية من الألم . يعاني العديد من الأشخاص حول العالم من آلام الرقبة، وهي مشكلة شائعة تتزايد بشكل ملحوظ في العصر الحديث، خاصة في ظل استخدامنا المستمر للأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر. هذه الآلام قد تحدث نتيجة للإصابات المباشرة أو بسبب العادات اليومية الخاطئة التي نمارسها دون إدراك تأثيراتها السلبية على صحة الرقبة.
حيث يؤثر تراكم الضغوط على العضلات والمفاصل على المدى البعيد مما يسبب الشعور بالوجع والإنزعاج. في هذا المقال، سنتعرف على الأسباب التي تؤدي إلى آلام الرقبة وكيفية تجنب هذه المشاكل من خلال بعض الأساليب البسيطة والفعالة.
تعد آلام الرقبة من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا التي يعاني منها الأفراد في وقتنا الحالي. ويعود ذلك بشكل أساسي إلى التقدم التكنولوجي الذي جعلنا نقضي فترات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية.
إن النظر المستمر إلى شاشات هذه الأجهزة، مع إمالة الرقبة إلى الأمام أو الخلف، يُعد من أبرز الأسباب التي تساهم في الشعور بآلام الرقبة. يلاحظ العديد من الأشخاص أنهم يعانون من الألم في الرقبة بعد قضاء ساعات طويلة في العمل على الحاسوب أو الهاتف المحمول. وهو ما يُعرف بتسمية “متلازمة الرقبة الملتوية“، التي تحدث عندما تكون الرقبة في وضعية غير صحيحة لفترة طويلة.
وقد أشار الطبيب الروسي ألكسندر مياسنيكوف في برنامج طبي على قناة “روسيا” التلفزيونية إلى أن النظر لفترات طويلة إلى شاشات الهواتف أو الحواسب والرقبة منحنيّة إلى الأمام أو الخلف يعد أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى آلام الرقبة.
وقد نصح مياسنيكوف بوضع شاشة الهاتف أو الحاسوب أمام الوجه مباشرة على أن تبقى الرقبة في وضع مستقيم. هذه النصيحة البسيطة يمكن أن تساهم بشكل كبير في تخفيف الضغط على الرقبة وتجنب الكثير من الأضرار الناجمة عن الإيماءات المتكررة وغير الصحيحة.
إضافة إلى ذلك، أضاف مياسنيكوف أنه في بعض الأحيان قد تكون العضلات الضعيفة في الرقبة، الكتفين والظهر هي السبب وراء آلام الرقبة. حيث يتسبب ضعف هذه العضلات في تقليل الدعم الذي تقدمه للرقبة خلال الأنشطة اليومية.
وللتغلب على هذه المشكلة، ينصح الأطباء بتقوية العضلات من خلال ممارسة تمارين رياضية بسيطة. تلك التمارين لا تتطلب الذهاب إلى صالات الرياضة ويمكن ممارستها في المنزل بكل سهولة. من أبرز التمارين التي يمكن أن تساهم في تقوية العضلات هي تمارين الإطالة التي تساهم في تحسين مرونة الرقبة وتخفيف الشد العضلي.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر، فيوصي الطبيب بتحريك الرقبة بشكل مستمر خلال فترة العمل. يساهم تحريك الرقبة بين الحين والآخر في منع تراكم التوتر في عضلات الرقبة والكتفين، مما يساعد في تقليل الشعور بالألم. ويُفضل أيضًا استخدام دعامة للرقبة أثناء العمل لفترات طويلة، حيث توفر الدعم اللازم للرقبة وتخفف من الضغط الناتج عن الجلوس لفترات ممتدة.
إحدى النقاط الهامة التي أشار إليها الطبيب مياسنيكوف تتعلق بوضعية الجسم بشكل عام أثناء الحركة. يعد الحفاظ على وضعية صحيحة للرقبة أثناء المشي والوقوف أمرًا بالغ الأهمية. يجب أن يكون الجسم في استقامة، حيث تُحافظ الرقبة على الوضع المستقيم ويُشد الظهر إلى الأمام.
من المهم أيضًا الحفاظ على استقامة الأكتاف مع شد البطن إلى الداخل أثناء الحركة. هذا التنسيق بين العضلات المختلفة يقلل من الضغط على الرقبة ويساعد في تجنب الإصابات على المدى البعيد.
ومن الأمور التي يُغفل عنها الكثيرون وتُعد سببًا رئيسيًا لآلام الرقبة هي وضعيات النوم. غالبًا ما يتسبب النوم في وضعية غير صحيحة أو استخدام وسادة غير ملائمة في الإصابة بآلام في الرقبة.
على سبيل المثال، قد يتسبب استخدام وسادة مرتفعة جدًا أو منخفضة في حدوث انحناء مفرط للرقبة أثناء النوم. لذلك يُوصي الأطباء باستخدام وسادة ذات سمك مناسب بحيث تحافظ على وضعية الرقبة الطبيعية خلال ساعات النوم. كما يُفضل النوم على الظهر بدلًا من النوم على الجنب، حيث إن ذلك يساعد في الحفاظ على استقامة الرقبة.
ولا تقتصر أسباب آلام الرقبة على العادات اليومية أو وضعيات الجسم الخاطئة فقط، بل يمكن أن تكون نتيجة لإصابات مباشرة أو بعض الأمراض العصبية. على سبيل المثال، يمكن أن يتسبب تعرض الشخص لحادث ما إلى إصابة الرقبة مما يؤدي إلى آلام شديدة.
وفي بعض الحالات، قد تكون آلام الرقبة ناتجة عن أمراض عصبية مثل التهاب الأعصاب أو مشاكل في فقرات الرقبة. لذلك يجب عدم إهمال أي أعراض قد تظهر على الرقبة، ويجب استشارة الطبيب فورًا إذا كانت الآلام مستمرة أو شديدة.
ختامًا، إن تجنب آلام الرقبة ليس أمرًا صعبًا، ولكنه يتطلب بعض الوعي حول كيفية التعامل مع الجسد بشكل صحيح خلال الأنشطة اليومية. من خلال الحفاظ على وضعية صحيحة للرقبة أثناء استخدام الأجهزة الإلكترونية، ممارسة التمارين الرياضية لتقوية العضلات، والنوم على وسادة ملائمة، يمكن التقليل من احتمالية الإصابة بآلام الرقبة.
بالإضافة إلى ذلك، من الضروري أن يتم استشارة الطبيب في حالة استمرار الألم لفترات طويلة، لضمان الحصول على العلاج المناسب. باتباع هذه الخطوات البسيطة، يمكن للأفراد العيش بشكل أكثر راحة وصحة، وتجنب الإصابة بالآلام التي قد تؤثر على حياتهم اليومية.