فئات محددة يجب عليهم ارتداء البشت في أماكن العمل بالسعودية . تم إصدار تعميم عام في المملكة العربية السعودية يقتضي من عدد من الفئات ارتداء “البشت” (المشالح) في كافة المناسبات الرسمية وأثناء العمل، وهو قرار يستهدف إحياء التراث الثقافي ويعكس الالتزام باللباس الرسمي للمجتمع السعودي في مختلف المحافل.
وقد تضمن التعميم توجيهًا بالضرورة التامة في الالتزام بارتداء “البشت” سواء في الدخول أو الخروج من مقار العمل أو حضور المناسبات الرسمية في المملكة. يتناول هذا المقال تفاصيل القرار والفئات المعنية به، إلى جانب تاريخ “البشت” وأصله في الثقافة السعودية.
فئات ملزمة بارتداء البشت
حدد التعميم عددًا من الفئات التي يجب عليها ارتداء “البشت” في مناسبات العمل الرسمية، وقد تم تحديدهم على النحو التالي:
الوزراء ومن في مرتبة وزير: من أهم الفئات التي تم تحديدها في التعميم هم الوزراء وأعضاء الحكومة الذين يشغلون مرتبة وزير، ويعد هذا الزي جزءًا من البروتوكول الرسمي الذي يبرز الهيبة والوقار.
الأفراد في المرتبة الممتازة: هم الأشخاص الذين يشغلون المناصب الرفيعة في الحكومة أو القطاع العام، مثل من يشغلون مناصب أعلى في الإدارات الحكومية والهيئات.
مساعدو الوزير ووكلاء الوزارات: يتم إلزام مساعدي الوزراء والوكالات التي تشرف على مختلف الوزارات بارتداء “البشت” في جميع المناسبات الرسمية والوظيفية.
رؤساء الأجهزة المستقلة ونوابهم: يتم تضمين رؤساء الأجهزة المستقلة وكل من يشغل المناصب القيادية في هذه الأجهزة والهيئات العامة بارتداء البشت في سياقات العمل والمناسبات الرسمية.
الأمراء في المناطق ونوابهم: ولا يقتصر الأمر على القطاع الحكومي فقط بل يشمل الأمراء في مختلف المناطق السعودية ونوابهم، الذين يشرفون على شؤون المحافظات والمناطق.
محافظو المحافظات ورؤساء المراكز: إضافة إلى أمراء المناطق، فإن المحافظين ورؤساء المراكز في المملكة ملزمون بالالتزام بهذا البروتوكول الرسمي في الاجتماعات والمناسبات العامة.
أعضاء مجلس الشورى: يشمل القرار جميع أعضاء مجلس الشورى في السعودية الذين يمثلون مختلف المناطق في المملكة، حيث يلتزم الأعضاء بارتداء “البشت” خلال الاجتماعات الرسمية والدورات البرلمانية.
القضاة: يشمل التعميم جميع القضاة في المملكة العربية السعودية، حيث يُفرض عليهم ارتداء “البشت” خلال دخول المحاكم أو الخروج منها، وأثناء جلسات المحاكمة.
المدعون العامون ومنسوبي النيابة العامة: كذلك تم إدراج المدعين العامين والمنتسبين إلى النيابة العامة وهيئة الرقابة ومكافحة الفساد ضمن هذه الفئات التي يتعين عليها ارتداء “البشت” خلال الترافع في المحاكم.
النساء في المناصب العليا: يجب على النساء اللاتي ينتمين إلى الفئات المذكورة في التعميم الالتزام بالزي النسائي الرسمي الذي يعكس الوقار والهيبة.
الرقابة الخاصة من وزارة الإعلام وهيئة الرقابة
تولي وزارة الإعلام وهيئة الرقابة ومكافحة الفساد المسؤولية في متابعة تطبيق هذا التعميم في المملكة، حيث أكدت على ضرورة المتابعة المستمرة لأي تقصير في تنفيذ هذه التعليمات.
في حال تم رصد أي مخالفة أو تقصير من الفئات المعنية، سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة وفقًا للأنظمة المعمول بها. يجدر بالذكر أن هذا التعميم لا يتعارض مع أي أوامر أو تعليمات بشأن الالتزام بزي محدد لأي فئة أخرى أو جهة حكومية في المملكة، مثل التخصصات المهنية التي تتطلب زيًا خاصًا.
تاريخ “البشت” وأصله في الثقافة السعودية
يرتبط “البشت” بتاريخ طويل يمتد لعدة مئات من السنين في شبه الجزيرة العربية، حيث كان يُعتبر رمزًا للوقار والفخامة. في البداية، كان يُرتدى البشت في مناسبات خاصة وأثناء التفاعل الاجتماعي بين الطبقات الاجتماعية العليا. ومع مرور الزمن، تطور ليصبح جزءًا أساسيًا من الزي الرسمي الذي يعكس احترام المكانة الاجتماعية والسياسية للفرد.
البشت في المملكة العربية السعودية ليس مجرد زي تقليدي، بل هو مظهر من مظاهر الهوية الثقافية والتراثية التي يُعبر بها المواطن السعودي عن احترامه للتقاليد العريقة التي تحكم مجتمعه. يتميز البشت بتصميمه الفاخر واهتمامه بالتفاصيل، وقد أصبح من الرموز التي يُعتز بها في المملكة وفي دول الخليج بشكل عام.
القرار الصادر من المملكة العربية السعودية بضرورة ارتداء “البشت” يعد خطوة مهمة في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية. من خلال هذا القرار، تُظهر المملكة التزامًا كبيرًا بالحفاظ على تقاليدها العريقة، كما تعكس هيبة ووقار الأشخاص في المناصب العليا.
هذا التوجه ليس فقط لتوحيد الزي الرسمي في مناسبات العمل الرسمية، ولكن أيضًا ليعزز من ثقافة الاحترام بين الفئات المختلفة في المجتمع السعودي، ويبرز التكامل بين الحكومة والمواطنين في الحفاظ على ملامح الهوية الثقافية.