علياء قمرون في قبضة الأمن بعد لايف مثير وزغاريد صاخبة . في غضون 48 ساعة فقط، شهدت منصات التواصل الاجتماعي المصرية تطورات متسارعة، بعد أن شنت وزارة الداخلية حملات أمنية مكثفة استهدفت عددًا من صناع المحتوى الذين دأبوا على نشر مقاطع فيديو تخالف قيم وتقاليد المجتمع.
وعلى رأسهم عدد من المشاهير عبر تطبيق “تيك توك”. وأسفرت هذه الحملات عن سقوط عدد من التيك توكرز المعروفين، كان آخرهم البلوجر المثيرة للجدل “علياء قمرون”، والتي أعلنت الوزارة ضبطها رسميًا خلال الساعات الماضية.
جاء توقيف علياء بعد بث مباشر بثته مساء أمس، ظهرت خلاله وهي تطلق الزغاريد وتؤكد عدم القبض عليها، في محاولة واضحة لتحدي ما يحدث من ملاحقات أمنية لعدد من صناع المحتوى الذين تم توقيفهم في الأيام الأخيرة. ورددت علياء في البث كلمات مثل: “الظابط قالي مش عليكي حاجة”، في إشارة إلى شعورها بالاطمئنان من الملاحقة القانونية.
لكن الأمور لم تسر كما أرادت، إذ أعلنت وزارة الداخلية بعد ساعات قليلة من البث أنها ألقت القبض عليها بالفعل، وذلك بعد ورود عدة بلاغات تتهمها بنشر مقاطع خادشة تحتوي على إيحاءات وألفاظ غير لائقة عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف حصد المشاهدات وتحقيق مكاسب مادية على حساب الذوق العام والمعايير الأخلاقية.
تصريحات مثيرة من والد علياء
في تطور مفاجئ، خرج والد “علياء قمرون”، والتي تُعرف أيضًا بلقب “علياء مناديل”، بتصريحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعرب خلالها عن رضاه الكامل عما حدث لابنته. وقال الأب إن علياء كانت تسخط دائمًا على وضع الأسرة المادي، وكانت تطالبه بأشياء تفوق إمكاناته، مثل الهواتف الفاخرة والملابس باهظة الثمن.
وأضاف الأب: “أنا كنت مستني اللحظة دي من زمان، ومش هجيبلها محامي، لأن دي النهاية الطبيعية لأي حد يقبل يعيش من الفلوس الحرام”. وشكر الأب وزارة الداخلية على جهودها، مؤكدًا أنه لم يكن راضيًا عن تصرفات ابنته، وأنه لم يكن مستعدًا يومًا للتورط في أي عمل يغضب الله مقابل المال أو الشهرة.
ملابسات القبض على علياء
وبحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الداخلية، فقد كشفت الأجهزة الأمنية أن القبض على “علياء قمرون” جاء بعد تحقيقات مكثفة استندت إلى بلاغات قدمها عدد من المواطنين، يتهمون فيها الفتاة بإنتاج محتوى مرئي خادش للحياء، يتعارض مع القيم الأخلاقية والمجتمعية، كما يعد انتهاكًا لأحكام القانون المصري، وتحديدًا قانون مكافحة
جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018.
وأوضحت الوزارة أنه تم تقنين الإجراءات القانونية، ومداهمة محل إقامة المتهمة في محافظة المنوفية، حيث تم ضبطها، ومصادرة عدد من الأجهزة الإلكترونية التي يُشتبه في استخدامها في تصوير ونشر المحتوى المخالف. وبمواجهتها اعترفت المتهمة بتصوير ونشر تلك المقاطع عمدًا، بهدف زيادة عدد المتابعين، وتحقيق أرباح مادية من المنصات الرقمية.
حملة ممنهجة لمكافحة المحتوى المسيء
وتأتي هذه الواقعة ضمن حملة أوسع تقودها وزارة الداخلية مؤخرًا، تستهدف ما وصفته بـ”أباطرة الفيديوهات الخادشة”، حيث تم القبض خلال اليومين الماضيين على عدد من البلوجرز والتيك توكرز الذين يواجهون اتهامات مماثلة، أبرزهم “مداهم”، و”سوزي الأردنية”، و”أم مكة”، و”أم سجدة”، وآخرون، في إطار جهود الدولة لحماية المجتمع من المحتويات المضللة والمنحطة التي تستهدف جذب المراهقين وصغار السن من أجل الأرباح.
وأعرب عدد من رواد مواقع التواصل عن دعمهم للإجراءات التي اتخذتها الجهات الأمنية، مشيرين إلى أن مثل هذا المحتوى يهدد القيم الأسرية، ويشجع على السلوكيات السلبية داخل المجتمع. فيما طالب آخرون بتشديد الرقابة على المنصات الإلكترونية، وإلزامها بمراجعة المحتوى الذي يُنشر عليها بشكل أدق، بما يضمن عدم تسلل محتويات غير لائقة إلى المستخدمين، وخاصة فئة الشباب.
القانون يتصدى للمحتوى غير الأخلاقي
الجدير بالذكر أن القانون رقم 175 لسنة 2018 الخاص بمكافحة جرائم تقنية المعلومات، ينص على معاقبة كل من يثبت تورطه في إنشاء أو إدارة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تهدف إلى نشر محتوى يحرض على الفسق أو الفجور أو يعرض قيم المجتمع المصري للخطر. وتتراوح العقوبات بين الغرامة والحبس، مع مصادرة الأجهزة المستخدمة في الجريمة.
دعوات لتشريعات أكثر صرامة
في سياق متصل، دعا عدد من المحامين والخبراء القانونيين إلى تعديل بعض المواد القانونية لتشمل تعريفًا أشمل للمحتوى الضار بالمجتمع، بالإضافة إلى المطالبة بتفعيل دور المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ومراقبة المحتوى على الإنترنت، خاصة مع تصاعد تأثير السوشيال ميديا على الوعي المجتمعي والسلوك الفردي.
من جانبهم، طالب ناشطون بضرورة نشر التوعية الرقمية بين الشباب وأولياء الأمور، حول مخاطر الانخراط في متابعة أو إنتاج هذا النوع من المحتوى، والتأكيد على أن الشهرة الزائفة المبنية على الإسفاف، لا يمكن أن تكون طريقًا مشروعًا للنجاح.
تُمثّل قصة “علياء قمرون” نموذجًا واضحًا لمصير من يُغريهم بريق الشهرة والمال السريع، على حساب المبادئ، حيث تحوّل الحلم بالنجومية إلى مأساة قانونية واجتماعية، لتلتحق بركب من سبقوها في نفس الطريق، بعد أن ظنوا أن وسائل التواصل مكان للفوضى بلا حسيب أو رقيب.