طبيب روسي ينبه مرضى الضغط لأخطاء شائعة في طرق العلاج . ارتفاع ضغط الدم يُعد من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا على مستوى العالم، ويطلق عليه الأطباء أحيانًا “القاتل الصامت” نظرًا لكونه قد يتطور دون أعراض واضحة، لكنه يسبب مضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب والفشل الكلوي والسكتات الدماغية إذا لم تتم السيطرة عليه بالشكل الصحيح.
وفي هذا السياق، حذّر ألكسندر أومنوف، الطبيب وأخصائي الجراحة الروسي، من بعض الأخطاء الخطيرة التي يرتكبها عدد كبير من المرضى عند التعامل مع مشكلات ارتفاع ضغط الدم، وذلك خلال مقابلة أجراها مع موقع “لينتا.رو”.
أخطاء تناول الأدوية دون استشارة الطبيب
أوضح أومنوف أن بعض المرضى يميلون إلى تجربة أنواع مختلفة من الأدوية لعلاج ضغط الدم المرتفع، أو يزيدون الجرعات المقررة لهم اعتقادًا منهم أن ذلك سيسرّع العلاج. لكن هذا السلوك قد تكون له آثار جانبية خطيرة، بل قد يعرّض حياة المريض للخطر.
وأشار إلى أن تناول الأدوية بشكل عشوائي أو مضاعفة الجرعة يمكن أن يؤدي إلى هبوط حاد في الضغط أو مشكلات أخرى تصيب الكلى والقلب، وهو ما يجعل الالتزام بتعليمات الطبيب أمرًا أساسيًا لا يمكن تجاهله.
مخاطر الاعتماد على الأسبرين
وأضاف الطبيب أن بعض المرضى يعتبرون الأسبرين علاجًا سحريًا لجميع أمراض القلب وضغط الدم، لكنهم يغفلون أن هذا الدواء قد يشكل خطورة على فئات معينة مثل مرضى قرحة المعدة أو من يعانون من أمراض الكلى. وأكد أن قلة قليلة فقط من الناس تنتبه لهذه المخاطر.
ولفت إلى أن العلاج المناسب لارتفاع ضغط الدم لا يقتصر على دواء واحد، بل يحتاج إلى تقييم طبي دقيق لتحديد النوع والجرعة المثالية، وهي عملية قد تستغرق شهرين إلى ثلاثة أشهر خاصة في الحالات المعقدة.
نمط الحياة ودوره في العلاج
وأشار أومنوف إلى أن هناك خطأ شائعًا آخر يتمثل في اعتقاد المرضى أن الأدوية وحدها تكفي للسيطرة على ضغط الدم. في الواقع، يلعب نمط الحياة دورًا محوريًا في العلاج.
وأكد أن الحفاظ على وزن صحي، وتجنب الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون، والإقلاع عن التدخين والكحول، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، جميعها عوامل تساهم بشكل كبير في ضبط ضغط الدم.
لكن في الوقت نفسه، نبه إلى أن ممارسة الرياضة بشكل مفرط أو غير مدروس قد تكون ضارة، مشددًا على ضرورة الالتزام ببرنامج رياضي مناسب يحدده الطبيب أو المتخصص.
أهمية المتابعة الطبية
شدد أومنوف على أن العلاج الفعال لارتفاع ضغط الدم يحتاج إلى نهج متكامل يجمع بين الأدوية الموصوفة ونمط الحياة الصحي، مشيرًا إلى أن مراجعة الطبيب أمر لا غنى عنه قبل إجراء أي تعديل على جرعات أو مواعيد الأدوية.
كما نصح المرضى بضرورة الالتزام بقياس ضغط الدم بشكل دوري لمتابعة فعالية العلاج، وعدم التهاون في مراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض غير طبيعية مثل الصداع المتكرر، الدوخة، أو آلام الصدر.
أوضح الطبيب الروسي أن ارتفاع ضغط الدم لا يمكن التعامل معه كمرض عابر أو بسيط، بل يحتاج إلى خطة علاجية دقيقة ومستمرة يشارك فيها المريض والطبيب معًا. وتجاهل هذه الحقيقة أو الاعتماد على الممارسات الخاطئة مثل تجربة الأدوية العشوائية أو إهمال نمط الحياة الصحي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
وبالتالي، فإن أفضل وسيلة للتعامل مع ضغط الدم المرتفع هي الالتزام بالعلاج الموصوف، اتباع أسلوب حياة صحي، والاستشارة الدورية للطبيب، لتجنب المضاعفات التي قد تهدد حياة المريض على المدى الطويل.