فقد أظهرت بيانات السوق أن المستثمرين الإماراتيين والعرب والخليجيين اتجهوا نحو الشراء، بينما مالت الجنسيات الأجنبية الأخرى إلى البيع، ما أدى إلى تسجيل صافي استثمار أجنبي سلبي بقيمة 835.95 مليون درهم (نحو 228 مليون دولار). ورغم ذلك، فإن الأداء العام للسوق جاء إيجابيًا مدعومًا بارتفاع السيولة المحلية والمكاسب السوقية القوية.
أداء نشط وحركة تداول قوية
بحسب بيانات منصة CNN الاقتصادية، بلغ إجمالي التداولات الأجنبية خلال الفترة من 30 سبتمبر إلى 31 أكتوبر نحو 8.99 مليار درهم مبيعات، مقابل 8.16 مليار درهم مشتريات.
هذا التباين أظهر اتجاه المستثمرين الأجانب نحو عمليات جني الأرباح، بعد المكاسب الكبيرة التي شهدتها الأسهم خلال شهر سبتمبر، في حين عزز المستثمر المحلي مراكزه الشرائية بثقة واضحة في السوق.
الإماراتيون يعززون استثماراتهم بـ836 مليون درهم
أظهر المستثمرون الإماراتيون نشاطًا قويًا في الشراء خلال أكتوبر، بصافي استثمار إيجابي بلغ 835.95 مليون درهم، نتيجة مشتريات تجاوزت 7.91 مليار درهم مقابل مبيعات بقيمة 7.08 مليار درهم. ويُعد هذا الأداء دليلاً على استمرار الثقة المحلية في قوة الاقتصاد الإماراتي ومتانة الشركات المدرجة في السوق، خصوصًا في القطاعات المالية والعقارية التي شهدت تحسنًا ملحوظًا في الأداء.
المستثمرون الأجانب غير العرب يتجهون للبيع
في المقابل، سجلت الجنسيات الأجنبية غير العربية والخليجية صافي استثمار سلبي قدره 1.06 مليار درهم، بعد أن بلغت مبيعاتهم 7.65 مليار درهم مقابل مشتريات قيمتها 6.59 مليار درهم. ويرى محللون أن هذا الاتجاه يعكس عمليات تصحيح وجني أرباح عقب ارتفاعات سبتمبر، وليس انسحابًا فعليًا من السوق، مؤكدين أن الأساسيات الاقتصادية القوية في دبي ستظل عامل جذب طويل الأجل للمستثمرين الأجانب.
المستثمرون العرب يرفعون استثماراتهم بـ109.8 مليون درهم
أظهر المستثمرون العرب ميلاً شرائيًا واضحًا بصافي استثمار إيجابي قدره 109.79 مليون درهم، نتيجة مشتريات بلغت 609.05 مليون درهم مقابل مبيعات بنحو 499.26 مليون درهم. وتُعزى هذه الزيادة إلى ارتفاع جاذبية أسهم البنوك والعقارات التي استقطبت سيولة جديدة من مستثمرين عرب، خصوصًا مع توقعات بانتعاش القطاع العقاري في الإمارة خلال الربع الأخير من العام.
الخليجيون يواصلون الشراء بثقة
من جانبهم، واصل مستثمرو دول مجلس التعاون الخليجي نهجهم الشرائي، محققين صافي استثمار إيجابي بلغ 117.94 مليون درهم، من خلال مشتريات قدرها 956.28 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 838.34 مليون درهم.
ويعكس ذلك استمرار تدفق السيولة الخليجية إلى سوق دبي المالي، بدعم من الثقة في الاقتصاد الإماراتي ومتانة القطاع المالي والمصرفي الذي يعد من أقوى قطاعات المنطقة.
أداء المؤشر العام ومكاسب سوقية تفوق 52 مليار درهم
شهد مؤشر سوق دبي المالي تحركات إيجابية ملحوظة على مدار شهر أكتوبر، مسجلًا ارتفاعات بارزة في عدة جلسات تداول. ففي 24 أكتوبر، صعد المؤشر بمقدار 50.22 نقطة بنسبة 0.84% ليصل إلى 6066.23 نقطة، كما ارتفع في 14 أكتوبر بنسبة 1.35% مسجلًا 6033.22 نقطة. في المقابل، شهد 20 أكتوبر تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.62% بعد فقدان 37.39 نقطة.
وبنهاية تعاملات الشهر، ارتفعت القيمة السوقية الإجمالية للأسهم المدرجة في دبي إلى نحو 1.03 تريليون درهم مقارنة بـ 978.045 مليار درهم في نهاية سبتمبر، محققة مكاسب سوقية تقدر بـ52 مليار درهم، ما يعكس قوة الزخم الاستثماري المحلي.
ثقة المستثمرين واستدامة النمو
يرى الخبراء أن أداء سوق دبي المالي خلال أكتوبر يُعد مؤشرًا إيجابيًا على استمرار ثقة المستثمرين المحليين والخليجيين في الاقتصاد الإماراتي، خاصة في ظل الاستقرار المالي والسياسات الجاذبة للاستثمار الأجنبي. كما يُتوقع أن تواصل السوق نشاطها خلال الربع الأخير من 2025، مع تزايد الإقبال على الأسهم الدفاعية والقطاع العقاري والبنكي.
ختامًا، يؤكد المحللون أن سوق دبي المالي يسير بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانته الإقليمية والعالمية، معززًا مكانة الإمارات كمركز مالي رائد في المنطقة، وقادر على جذب استثمارات جديدة بفضل بنيته القوية ومناخه الاستثماري المرن.







