سماعات Nothing المرتقبة تُعيد تعريف التصميم مع توقيع صوتي مميز . لم تُصدر شركة Nothing حتى لحظة كتابة هذه السطور بيانًا رسميًّا يُحدِّد تاريخًا قاطعًا للكشف عن أوّل سماعات رأس Over-Ear تحمل علامتها التجارية.
غير أنّ المؤشّرات المتزايدة—من التسريبات التنظيميّة مرورًا بالفيديو الترويجي الأخير ووصولًا إلى الشراكة المعلَنة مع عملاق الصوت البريطاني KEF—ترسم ملامح إطلاق وشيك سيُشكِّل محطة فارقة في مسيرة هذه الشركة الناشئة التي تحرص منذ ظهورها على كسر القوالب المألوفة في عالم الإلكترونيات الاستهلاكيّة.
من فكرة معجب إلى منتج حقيقي
جذور القصة … منشور «كارل باي» الذي أشعل الخيال
في أكتوبر/تشرين الأول 2022 نشر كارل باي—المؤسِّس والرئيس التنفيذي لـ Nothing—سلسلة صور مفهوميّة من ابتكار أحد المعجبين تُجسِّد تصوُّرًا لسماعة رأس شفّافة بتوقيع الشركة.
آنذاك اعتبر معظم المتابعين تلك الرسومات مجرّد «Fan Art» يعبّر عن الحماس المجتمعي حول العلامة التجارية الوليدة. لكنّ منشور الرئيس التنفيذي كان أكثر من إبداء إعجاب؛ فقد أعاد تسليط الضوء على فجوة إبداعيّة في سوق مزدحم بتصاميم متشابهة—فجوة تُراهن Nothing اليوم على سدّها.
ترخيص SGS Fimko… أول الخيوط الرسميّة
بعد قرابة أربعة أشهر على ذلك المنشور، رُصِد جهاز برقم الطراز B170 في قاعدة بيانات SGS Fimko الفنلنديّة المخصّصة لاعتماد الأجهزة اللاسلكيّة. الوصف المقتضب «Wireless Headphones» كان كفيلًا بإشعال سيل من التكهّنات: هل نحن أمام أول محاولة من Nothing للخروج من نطاق سماعات الأذن الصغيرة إلى فئة الـ Over-Ear الاحترافية؟
الفيديو الترويجي: رسالة مبطَّنة لجمهور ينتظر الكثير
قبل أسابيع قليلة، نشرت Nothing مقطع فيديو قصيرًا على قنواتها الرسميّة. لم يتضمّن الفيديو صورًا مباشرة للمنتج، لكنّه ركّز على عناصر بصرية مألوفة لدى متابعي الشركة: خلفيات داكنة، إضاءة حادّة تكشف طبقات الشفافية، وصوت راقٍ يعلو تدريجيًّا.
وختمت الشركة الفيديو بعبارة «Sound is about to get interesting» (الصوت على وشك أن يصبح شيّقًا). الرسالة واضحة: هناك منتج صوتي جديد قيد الطريق، ومنسوب التوقّعات مرتفع بطبيعة الحال.
لماذا تُراهن Nothing على فئة السماعات الكبيرة؟
التكامل البيئي (Ecosystem Expansion)
بعد هاتفَيْ Phone (1) وPhone (2) وسلسلة سماعات Ear اللاسلكيّة، أدركت Nothing أنّ بناء نظام متكامل يرسّخ ولاء المستخدم أكثر من طرح أجهزة منفردة. سماعة Over-Ear عالية الجودة ستكون حلقة وصل مثاليّة لتعزيز هذا النظام، خصوصًا إذا طُرحت بالتزامن مع الهاتف المرتقب Phone (3).
هوامش ربح أعلى
تشير تقارير السوق إلى أنّ هامش الربح في فئة السماعات الكبيرة يفوق نظيره في سماعات الأذن (TWS). ومع التصميم المميّز المتوقع لـ Nothing، يمكن للشركة تسعير المنتج بأريحيّة معقولة تحقّق ربحًا جيّدًا دون بلوغ أسعار مبالغ فيها على شاكلة AirPods Max.
فرصة لتمييز الهوية التصميميّة
لطالما تغنّت Nothing بفلسفة «التصميم كرسالة». مساحة السماعات الكبيرة تقدّم «لوحة» أوسع لإظهار المكوّنات الداخلية بشفافية، واستعراض لغة تصميم أكثر جرأة مقارنة بمساحة السطح الصغيرة في سماعات الأذن.
شراكة Nothing × KEF: ماذا تعني للمستخدم؟
من هي KEF؟
تأسست KEF عام 1961 في كنت، المملكة المتحدة، وحقّقت شهرة عالميّة بفضل ابتكارات مثل Uni-Q—وحدة المشغّل المحوري التي تضع التويتر في قلب الوسيطة لتحقيق تشتّت صوتي متجانس. وجود اسم KEF على ملصق المنتج يعني ضمنًا معايير صارمة في الضبط الصوتي ودقة الاستجابة التردديّة.
القيمة المضافة للشراكة
ضبط صوتي احترافي: ستتولّى KEF على الأرجح معايرة المشغّلات (Drivers) وضبط ملف الصوت (Sound Profile) ليُرضي عشّاق الدقّة الموسيقيّة، مع الحفاظ على توقيع Nothing الدافئ قليلًا الذي ألفه مستخدمو Ear (2).
ثقة في السوق: علامة KEF تمنح Nothing مصداقيّة فوريّة لدى فئة المستخدمين المتمرسين بالصوتيات، ما يساعد في اختراق شريحة لم تكن بالضرورة مهتمّة بمنتجات الشركة سابقًا.
إمكانية دعم تقنيات متقدمة: مثل ملفات LDAC أو aptX Lossless للبث عالي الدقّة، وربما خوارزميات إلغاء ضوضاء متكيفة (Adaptive ANC) بلمسة KEF.
التصميم: شفافية وظيفية لا جمالية فحسب
وفق مصادر مطلعة داخل الشركة، لن تكون الشفافية «زخرفًا» للاسترعاء البصري، بل عنصرًا وظيفيًّا يسهّل صيانة السماعة ويُظهر جودة التصنيع. أزرار تحكم دائرية ملساء قد تحل محل اللمس السعوي المثير للجدل في منافسين، ويُتوقّع دمج تاج دوّار (Rotary Crown) للتحكم في مستوى الصوت—استلهامًا ذكيًّا من Apple Watch ومن AirPods Max معًا.
موعد الإطلاق: صيف مزدحم بالإعلانات
سيناريو «الإطلاق المزدوج»
تقارير مقرّبة من Nothing تفيد بأن الشركة تنوي عقد حدثٍ صيفي شامل في لندن أو برلين—مدينتين تحظيان بثقل إبداعي لدى الشركة—لكشف النقاب عن هاتف Phone (3) إلى جانب السماعات الجديدة. هكذا تربح Nothing زخمًا إعلاميًّا مضاعفًا وتُبرز تكامل أجهزتها في آنٍ معًا.
حجم الإنتاج الأولي
تتحدّث مصادر سلسلة التوريد عن طلب Nothing دفعة أولى تتراوح بين 150 و200 ألف وحدة، وهو رقم متحفّظ يعكس رغبة الشركة في اختبار الطلب قبل التوسّع. إذا لاقت السماعات استحسانًا، قد يرتفع الإنتاج لاحقًا إلى نصف مليون وحدة خلال 12 شهرًا.
مقارنات مرتقبة: هل تنافس AirPods Max وSony WH-1000XM5؟
السعر: تشير تحليلات السوق إلى نطاق تسعيري بين 350–400 دولار، ما يضعها أقل بـ 150-200 دولار من AirPods Max وأعلى قليلًا من XM5—موضعاً مريحًا لمستهلكي الفئة المتوسطة العليا.
الوزن: يتوقع استخدام سبائك ألومنيوم خفيفة وإطار بلاستيكي معزّز بالألياف لإبقاء الوزن دون 330 غرامًا، في حين تزن AirPods Max قرابة 385 غرامًا.
مدة التشغيل: بطارية بحجم 800–900 مللي أمبير قادرة على توفير 40 ساعة استماع دون ANC، و30 ساعة مع تفعيله—أرقام تتفوّق على معظم المنافسين الحاليين.
الذكاء الاصطناعي: تطبيق Nothing X قد يدمج خوارزميات تعلّم آلة لتحليل عادات الاستماع وضبط المعادل الصوتي تلقائيًّا، إضافة إلى وضع «الشفافية التكيفية» الذي يضبط نفاذ الضوضاء البيئية حسب المشي أو الجلوس.
تأثير الخطوة على خارطة السوق
إن نجاح سماعات Nothing Over-Ear سيعني:
تعزيز المنافسة في سوق كان شبه محتكر من آبل وسوني وبوز، ما يدفع تلك الشركات لتقديم مزايا أكثر مقابل سعر أقل.
ترسيخ مدرسة «التصميم الشفّاف» كاتجاه يَلقى قبولًا أوسع لدى المستهلكين، وهو ما قد يُغري علامات أخرى باعتماد الفلسفة ذاتها.
جذب مستثمرين جدد لشركة Nothing، إذ يبرهن تعدّد المنتجات على قدرة الإدارة على الابتكار المستمر واستكشاف قنوات ربح إضافية.
في غضون ثلاث سنوات فقط، انتقلت Nothing من فكرة طموحة إلى لاعب مؤثّر يشق طريقه بثقة وسط عمالقة التقنية. ومع اقتراب إطلاق سماعاتها Over-Ear بالتعاون مع KEF، يبدو أن الشركة تستعد لرفع سقف المنافسة مرة أخرى عبر مزيج نادر من الشكل الجريء والصوت الراقي والسعر المحسوب.
يبقى السؤال: هل ستلبّي هذه السماعات تطلعات هواة الصوتيات المحترفين وتُقنعهم بالتخلي عن خياراتهم التقليدية؟ الإجابة لن تتأخر كثيرًا—فالصيف على الأبواب، وNothing تعد بأن «الصوت سيصبح أكثر إثارة»… وسنكون جميعًا في الانتظار.
