ويأتي هذا الاستقرار بعد عام من التذبذب السعري الذي شهدته السوق نتيجة تغيرات أسعار تذاكر الطيران وتكاليف الإقامة في المملكة العربية السعودية، إلى جانب اختلاف مستوى الخدمات المقدمة بين الشركات.
وبحسب مصادر بقطاع السياحة الدينية، فإن أسعار برامج العمرة الاقتصادية الحالية تتراوح بين 32 ألفًا و37 ألف جنيه مصري، شاملة تكاليف السفر والإقامة والتنقلات الداخلية، بينما تختلف التكلفة النهائية حسب مدة البرنامج ونوع الفندق، سواء كان قريبًا من الحرمين الشريفين أو في المناطق المحيطة بهما.
وتشير التوقعات إلى أن هذه الأسعار ستظل مستقرة نسبيًا خلال أشهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر 2025، قبل أن تبدأ في الارتفاع مع اقتراب موسم رجب 1447 هـ، وهو أحد أشهر الذروة في موسم العمرة، نظرًا لما يمثله هذا الشهر من مكانة دينية خاصة لدى المسلمين حول العالم، إذ يحرص كثيرون على أداء العمرة فيه طلبًا للثواب وتبركًا بالشهر الحرام.
توقعات أسعار عمرة رجب 1447 هـ
مع دخول شهر رجب، تبدأ شركات السياحة في إعادة تسعير برامج العمرة لتتناسب مع الزيادة الطبيعية في الطلب. وتؤكد التقديرات المبدئية أن الأسعار قد ترتفع بنسبة تتراوح بين 10% إلى 15% مقارنة بالفترة الحالية، نتيجة ارتفاع تكلفة الإقامة والمواصلات، وازدياد الضغط على الفنادق القريبة من الحرم المكي والمسجد النبوي.
ويرجع هذا الارتفاع أيضًا إلى أن الطلب المحلي والدولي يتضاعف خلال هذا الشهر، إذ تستقبل المملكة مئات الآلاف من المعتمرين القادمين من مختلف الدول الإسلامية، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الأسعار التشغيلية الخاصة بالفنادق وشركات النقل، وكذلك ارتفاع أسعار تذاكر الطيران بسبب امتلاء الرحلات في الاتجاهين.
وتسعى الشركات السياحية إلى تثبيت الأسعار قدر الإمكان من خلال التعاقد المبكر مع الفنادق وشركات النقل الداخلي، لتقديم عروض منافسة، إلا أن هذه الجهود غالبًا ما تتأثر بعوامل خارجية مثل أسعار الوقود وتكلفة التشغيل، إلى جانب أسعار الصرف التي تؤثر مباشرة على قيمة البرامج بالجنيه المصري.
أسعار عمرة رمضان 2026
وعلى صعيد آخر، تشير التوقعات إلى أن عمرة رمضان 2026 ستكون الأعلى سعرًا خلال الموسم بأكمله، نظرًا للإقبال الكبير عليها، وخاصة في العشر الأواخر من الشهر الكريم، حيث يحرص المسلمون على قضاء هذه الأيام المباركة في رحاب الحرمين الشريفين.
ومن المتوقع أن تشهد أسعار العمرة في هذا التوقيت قفزة تتراوح بين 25% و30% عن الأسعار الحالية، وتشمل الزيادة عدة جوانب، من بينها:
ارتفاع أسعار الإقامة في الفنادق القريبة من المسجد الحرام والمسجد النبوي، نظرًا لقلة الغرف المتاحة وازدياد الإقبال عليها.
زيادة أسعار تذاكر الطيران نتيجة الضغط الموسمي الكبير على الرحلات المتجهة إلى جدة والمدينة المنورة.
ارتفاع أسعار الخدمات الإضافية مثل الإفطار والسحور والتنقلات الخاصة.
وعادة ما تتجه الشركات في هذا الوقت إلى طرح باقات شاملة تشمل جميع الخدمات لتجنب أي زيادة مفاجئة في الأسعار أثناء الموسم، مع تقديم خيارات متعددة للمواطنين بين برامج اقتصادية ومتوسطة وفاخرة.
نصائح للراغبين في أداء العمرة بأسعار مناسبة
حتى يتمكن الراغبون في أداء عمرة رجب 1447 هـ من الحصول على أفضل الأسعار وأفضل الخدمات، يوصي خبراء السياحة الدينية بعدة نصائح مهمة، أبرزها:
الحجز المبكر: يُفضل إتمام الحجز قبل دخول موسم رجب بشهر على الأقل، لأن الأسعار عادةً ما تبدأ في الارتفاع مع زيادة الطلب.
اختيار البرامج الاقتصادية الشاملة التي تتضمن الإقامة وتذاكر الطيران والتنقلات الداخلية، لتفادي أي مصاريف إضافية غير متوقعة.
التحقق من ترخيص الشركة السياحية والتأكد من كونها معتمدة من وزارة السياحة، تجنبًا لأي مشكلات أو تأخير في استخراج التأشيرات.
متابعة العروض الموسمية التي تُعلن عنها الشركات في فترات الركود، مثل شهري نوفمبر وديسمبر، حيث يمكن الحصول على خصومات كبيرة.
المرونة في مواعيد السفر والإقامة، إذ إن اختيار مواعيد خارج ذروة الأيام الأولى أو الأخيرة من رجب يساعد في تقليل التكلفة.
اختيار الفنادق القريبة من المواصلات العامة بدلًا من الفنادق المطلة على الحرم مباشرة، مما يقلل التكلفة مع الحفاظ على الراحة.
الانتباه إلى تفاصيل البرنامج مثل نوع الوجبات المقدمة وعدد الأيام في مكة والمدينة، لأن هذه التفاصيل تؤثر مباشرة على السعر.
يمكن القول إن أسعار عمرة رجب 1447 هـ ستشهد زيادة تدريجية متوقعة مع اقتراب الموسم، لكنها تظل في نطاق معقول مقارنة بالمواسم السابقة، خاصة في ظل الجهود الحكومية لتنظيم الرحلات وتسهيل استخراج التأشيرات الإلكترونية. ويظل التخطيط المبكر والاختيار الذكي للبرنامج هو المفتاح للحصول على تجربة روحية مميزة بأسعار مناسبة.