ويأتي هذا الاستقرار في ظل متابعة دقيقة من جانب المتعاملين في سوق الصرف، خاصة مع اقتراب موسم العمرة واستمرار التحويلات المالية القادمة من المصريين العاملين في المملكة العربية السعودية، وهي العوامل التي تجعل الريال من أكثر العملات العربية تداولًا داخل السوق المحلي.
الريال السعودي.. عملة مرتبطة بحياة ملايين المصريين
يُعتبر الريال السعودي من العملات ذات الأهمية الكبيرة في السوق المصرية، نظرًا لارتباطه المباشر بحركة السفر إلى المملكة لأداء مناسك الحج والعمرة، إضافة إلى التحويلات المالية التي يرسلها ملايين المصريين العاملين هناك إلى أسرهم داخل البلاد.
وتُعد هذه التحويلات أحد أهم مصادر العملة الصعبة في مصر، حيث تسهم في دعم احتياطي النقد الأجنبي وتخفيف الضغوط على ميزان المدفوعات. وتشير التقديرات إلى أن حجم تحويلات المصريين من السعودية يقدّر بمليارات الدولارات سنويًا، ما يجعل أي تغيّر في سعر الريال يؤثر بصورة مباشرة على حياة مئات الآلاف من الأسر المصرية.
سعر الريال السعودي في البنوك المصرية اليوم الإثنين 13 أكتوبر 2025
شهدت مؤشرات أسعار الريال السعودي استقرارًا ملحوظًا في أغلب البنوك المصرية خلال تعاملات اليوم، وفيما يلي أبرز المستويات المعلنة:
سعر الريال السعودي في البنك الأهلي المصري:
12.60 جنيه للشراء، و12.68 جنيه للبيع.
سعر الريال السعودي في بنك مصر:
12.60 جنيه للشراء، و12.68 جنيه للبيع.
سعر الريال السعودي في بنك القاهرة:
12.64 جنيه للشراء، و12.71 جنيه للبيع.
سعر الريال السعودي في بنك الإسكندرية:
12.63 جنيه للشراء، و12.67 جنيه للبيع.
ويُظهر هذا التقارب بين أسعار البنوك أن السوق يعيش حالة من الثبات النسبي في الطلب والعرض على العملة السعودية، خاصة في ظل استقرار سعر الدولار عالميًا وعدم حدوث تغييرات جوهرية في أسعار النفط أو السياسة النقدية السعودية خلال الفترة الأخيرة.
العوامل المؤثرة في سعر الريال السعودي
يتأثر سعر الريال السعودي بعدة عوامل اقتصادية داخلية وخارجية، من أبرزها:
سعر الدولار الأمريكي عالميًا، نظرًا لارتباط الريال بالدولار في سعر الصرف الثابت.
مواسم الحج والعمرة، حيث يزداد الطلب على الريال خلال هذه الفترات بشكل واضح.
حجم التحويلات المالية من الخارج، إذ ترتفع التحويلات من العاملين في السعودية مع زيادة الأجور أو تحسّن النشاط الاقتصادي في المملكة.
السياسات النقدية للبنك المركزي المصري، والتي تؤثر بدورها على سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية.
مستويات السياحة الدينية، خصوصًا في فترات الإجازات والمواسم، حيث يزداد الإقبال على شراء الريال من شركات الصرافة.
ويرى خبراء الاقتصاد أن استقرار سعر الريال في السوق المصرية يُعد مؤشرًا إيجابيًا على توازن الطلب بين الأفراد وشركات السياحة والعمرة، في وقت تشهد فيه البلاد تحسنًا تدريجيًا في موارد النقد الأجنبي.
التحويلات المالية من السعودية.. دعم دائم للاقتصاد المصري
يُعد العاملون المصريون في المملكة العربية السعودية من أكبر الجاليات العربية هناك، إذ تقدر أعدادهم بالملايين، وتُشكل تحويلاتهم إلى الداخل أحد أعمدة الاقتصاد المصري.
وخلال السنوات الأخيرة، ساهمت هذه التحويلات في تعزيز الاحتياطي النقدي لدى البنك المركزي المصري، وتوفير السيولة اللازمة لتغطية الطلب على السلع الأساسية والاستيراد.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن التحويلات بالريال السعودي تحتل نسبة كبيرة من إجمالي التحويلات الواردة لمصر من الخارج، ما يجعل متابعة أسعار الريال يوميًا أمرًا حيويًا بالنسبة للعائلات التي تعتمد على هذه الموارد في نفقاتها الشهرية.
أهمية متابعة سعر الريال للمسافرين إلى السعودية
بالنسبة للمواطنين الراغبين في أداء مناسك العمرة أو الحج، فإن معرفة سعر الريال السعودي قبل السفر أمر بالغ الأهمية، إذ يساعدهم في تحديد ميزانية الإنفاق أثناء الرحلة.
كما أن وكالات السياحة تعتمد على هذه الأسعار في تقدير تكلفة البرامج الدينية وتحديد أسعار العروض المقدمة للحجاج والمعتمرين، ما يجعل التغير في سعر الريال – ولو بنسبة بسيطة – مؤثرًا بشكل مباشر على إجمالي التكلفة.
توقعات الخبراء: استقرار مؤقت أم مقدمة لتحركات جديدة؟
يرى محللون اقتصاديون أن الاستقرار الحالي في سعر الريال السعودي أمام الجنيه المصري مرشح للاستمرار على المدى القصير، خاصة في ظل عدم وجود مؤشرات على تحركات قوية في أسعار صرف الدولار عالميًا.
لكنهم يحذرون في الوقت ذاته من احتمالية حدوث تحركات محدودة خلال الأسابيع المقبلة مع اقتراب نهاية العام المالي وزيادة الطلب الموسمي على العملة السعودية، تزامنًا مع ارتفاع أعداد المسافرين لأداء العمرة.
كما يشير بعض الخبراء إلى أن السياسة النقدية للبنك المركزي المصري، خاصة في ما يتعلق بأسعار الفائدة وإدارة الاحتياطي الأجنبي، ستظل عاملًا حاسمًا في الحفاظ على استقرار سوق الصرف خلال الفترة القادمة.
شركات الصرافة: إقبال محدود وعمليات طبيعية
أكدت مصادر بشركات الصرافة أن الإقبال على شراء الريال السعودي ما زال في معدلاته الطبيعية، دون تسجيل زيادة ملحوظة في الطلب خلال الأسبوع الجاري، موضحة أن معظم العمليات تتم بغرض السفر وليس المضاربة.
وأشار عدد من العاملين في القطاع إلى أن توافر الريال بشكل جيد في البنوك وشركات الصرافة ساعد على استقرار الأسعار، كما لم تُسجل أي شكاوى من نقص المعروض كما كان يحدث في بعض الفترات السابقة.
يبدو المشهد العام في سوق العملات المصرية هذا الأسبوع هادئًا ومستقرًا، مع ثبات أغلب أسعار العملات العربية والأجنبية، وعلى رأسها الريال السعودي.
ويؤكد محللون أن استمرار هذا الاستقرار يعتمد على توازن المعروض من العملات الأجنبية مع الطلب المحلي، إضافة إلى استقرار الأوضاع الاقتصادية في المنطقة.
ويظل الريال السعودي عملة محورية في الاقتصاد المصري، ليس فقط من حيث قيمته النقدية، ولكن لما يمثله من صلة وثيقة بين الشعبين المصري والسعودي، سواء عبر العلاقات الدينية أو الاقتصادية أو الإنسانية.
بينما يترقب المواطنون والتجار وشركات السياحة أي تغيرات جديدة في أسعار الصرف، يبقى سعر الريال السعودي أمام الجنيه المصري مؤشرًا مهمًا على مدى استقرار السوق النقدي في البلاد.
وفي ظل المعطيات الحالية، يُتوقع أن تستمر حالة الهدوء النسبي في سعر الريال خلال الأيام المقبلة، ما لم تطرأ تطورات مفاجئة على الساحة الاقتصادية أو السياسية الإقليمية.