رئة الفشار تُصيب فتاة بسبب السجائر الإلكترونية.. وأمها تكشف التفاصيل . أمريكية تطلق تحذيرًا صادمًا “السجائر الإلكترونية دمّرت رئة ابنتي”.. إصابة مراهقة بمرض نادر يُعرف بـ”رئة الفشار” في واقعة تثير القلق وتدق ناقوس الخطر حول الاستخدام المتزايد للسجائر الإلكترونية بين الشباب.
أطلقت أم أمريكية تدعى كريستي مارتن تحذيرًا شديد اللهجة بعد إصابة ابنتها المراهقة بمرض رئوي نادر وخطير يُعرف باسم “رئة الفشار”، وهو مرض يرتبط مباشرة باستخدام السجائر الإلكترونية.
بداية القصة.. “ماما، مش قادرة أتنفس”
الحادثة بدأت حين تلقت الأم مكالمة مفزعة من ابنتها بريان كولين (17 عامًا)، خلال أحد تدريباتها في فريق التشجيع الرياضي بمدرستها، لتسمع صوت ابنتها وهي تلهث وتقول: “لا أستطيع التنفس”.
على الفور، تم نقل الفتاة إلى قسم الطوارئ، حيث كشفت الفحوصات عن إصابتها بمرض يُدعى “التهاب القصيبات المسدود” (Obliterative Bronchiolitis)، وهو من الأمراض التي تصيب الشعب الهوائية الدقيقة وتسبب تندبًا دائمًا فيها.
هذا النوع من الأمراض قد يتطلب في مراحله المتقدمة زراعة رئة، وهو أمر نادر الحدوث في سن المراهقة، إلا أن السجائر الإلكترونية كانت السبب المباشر، بحسب ما أوضح الأطباء المشرفون على الحالة.
ما هو مرض “رئة الفشار”؟ ولماذا سُمي بهذا الاسم؟
رئة الفشار، أو التهاب القصيبات المسدود، هو مرض يُسبب تندبًا وتلفًا في الشعب الهوائية الصغيرة، ويؤدي إلى ضيق دائم في التنفس. الاسم يعود إلى حادثة مشهورة في ولاية ميسوري الأمريكية، حيث أُصيب عدد من عمال مصنع فشار بهذا المرض نتيجة استنشاقهم لمادة “ثنائي الأسيتيل” (Diacetyl)، التي تُستخدم لإضفاء نكهة الزبدة على الفشار.
ذات المادة تم اكتشاف وجودها في بعض نكهات السجائر الإلكترونية، خصوصًا تلك التي تباع بنكهة الكراميل أو الزبدة أو الفواكه، وتُعد من أخطر المواد الكيميائية على صحة الرئة.
ورغم أن استخدام “ثنائي الأسيتيل” محظور في المملكة المتحدة منذ عام 2016، إلا أنه لا يزال يُستخدم في العديد من المنتجات التي تُباع في الولايات المتحدة، كما هو الحال مع السجائر الإلكترونية التي استخدمتها بريان على مدار ثلاث سنوات دون علم والدتها.
تكلفة باهظة على صحة الشباب
كشفت الأم، كريستي، أن ابنتها كانت تستخدم السجائر الإلكترونية في السر منذ عمر الرابعة عشرة، بهدف “تخفيف التوتر”. لم تكن تعلم خطورة هذه الأجهزة، وكانت تنفق ما يقرب من 25 دولارًا يوميًا على أنواع متعددة منها، خاصة ذات الاستخدام الواحد، التي تلقى رواجًا واسعًا بين المراهقين بسبب سهولة استخدامها وطعمها المحبب.
رغم العلاجات التي شملت أجهزة استنشاق وكورتيزونات، أكد الأطباء أن الضرر الذي لحق برئتي الفتاة لا يمكن علاجه بالكامل، وأنها قد تواجه مضاعفات صحية مستقبلية مثل السرطان أو فشل الجهاز التنفسي.
“لا تستهينوا بالخطر”.. نداء أم مفجوعة
في تصريحات مؤثرة لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، وجهت الأم نداءً حارًا لجميع الآباء والأمهات قائلة:
“كنا نعتقد أن هذه السجائر آمنة.. الآن نعرف الحقيقة بعد فوات الأوان. لا تكرروا الخطأ نفسه معنا. راقبوا أبناءكم ولا تسمحوا لهم باستخدام هذه السموم”.
وأضافت أن السجائر الإلكترونية تباع بسهولة للأطفال والمراهقين في المحلات وعلى الإنترنت، دون رقابة كافية، رغم أنها تحتوي على مركبات كيميائية ضارة تُشكل خطرًا حقيقيًا على الصحة العامة.
بريطانيا تتحرك.. حظر جديد على الأبواب
تزامنًا مع هذه الواقعة المفزعة، أعلنت الحكومة البريطانية عن قرار وشيك بحظر السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد بدءًا من يونيو 2025، في خطوة تهدف إلى كبح جماح انتشار هذه الأجهزة بين القُصّر، بعدما أظهرت الإحصاءات أن:
واحدًا من كل أربعة أطفال في بريطانيا جرّب السجائر الإلكترونية.
واحدًا من كل ستة شباب تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عامًا يستخدمها بانتظام.
كما رُصدت حالات متعددة لأطفال لا تتجاوز أعمارهم أربع سنوات تم نقلهم إلى المستشفى نتيجة مضاعفات استخدام السجائر الإلكترونية، منها انهيار الرئتين وتقيؤ سوائل غريبة.
رأي الطب.. “ليست بديلاً آمنًا”
يرى الأطباء أن الاعتقاد السائد بأن السجائر الإلكترونية بديل أكثر أمانًا من السجائر التقليدية ليس دقيقًا. فبينما قد تحتوي على نسب أقل من النيكوتين، إلا أن المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيعها تشكل خطرًا كبيرًا على الجهاز التنفسي، خاصة لدى المراهقين الذين تكون رئاتهم في طور النمو.
د. جريج هيلر، استشاري أمراض الرئة في مستشفى بوسطن العام، أوضح أن “التدخين الإلكتروني مسؤول عن آلاف الحالات من أمراض الرئة الحادة في الولايات المتحدة”، مؤكدًا أن بعض المواد الموجودة في الأبخرة الإلكترونية قد تتسبب في تلف لا رجعة فيه للرئة.
قصة تحذيرية يجب ألا تُنسى
قصة بريان كولين ليست الأولى ولن تكون الأخيرة إن استمر تجاهل هذا الخطر الصامت. الأم التي فقدت ثقتها في المنتجات المتداولة بالأسواق، تسعى الآن لحملات توعية وتحذير داخل مدرستها ومجتمعها المحلي، أملاً في إنقاذ مراهقين آخرين من مصير مماثل.
“ليست مجرد سيجارة بنكهة فاكهة… إنها بداية لكارثة صحية. توقفوا الآن قبل فوات الأوان.” — كريستي مارتن
هذه القصة، رغم ألمها، قد تكون نقطة تحوّل في النقاش حول السجائر الإلكترونية، ودعوة حقيقية للرقابة، والتوعية، والتحرك الفوري لحماية جيل المستقبل من خطر غير مرئي لكنه قاتل.