دكتور شهير يشارك “قوة خارقة” لتحسين مناعة الجسم . كشف الدكتور مارك هيمان، الطبيب المتخصص في الطب الوظيفي والمعروف عالميًا في مجال الصحة والتغذية، عن “قوة خارقة” يمكن أن تحسن صحتنا بشكل فوري.
في منشور حديث له على حسابه الرسمي في “إنستغرام”، استغل الدكتور هيمان فرصة عيد الشكر، الذي تحتفل به العديد من الدول سنويًا للتعبير عن الامتنان والشكر على النعم والمكاسب، ليشارك متابعيه فائدة صحية عظيمة يقدمها الامتنان، بغض النظر عن التقليد الاجتماعي المرتبط بهذا اليوم.
وأوضح الدكتور هيمان في منشوره أن الامتنان لا يعد مجرد عادة جميلة أو تقليد اجتماعي، بل هو قوة فسيولوجية حقيقية تؤثر بشكل إيجابي على وظائف الجسم والعقل. وقال: “ما الذي أنت ممتن له اليوم؟ في عيد الشكر هذا، تذكر أن الامتنان أكثر من مجرد عادة جميلة. إنه قوة فسيولوجية حقيقية”.
وذهب الطبيب المتخصص إلى القول إن الامتنان له تأثيرات ملحوظة على الجسم، حيث ينشط العصب المبهم، الذي يعد الموصل الرئيس بين الدماغ والأمعاء. وأوضح أن هذا العصب هو المسئول عن العديد من العمليات الهامة في الجسم، مثل تنظيم عملية الهضم.
عندما يشعر الإنسان بالامتنان، ينشط هذا العصب بشكل كبير، مما يؤدي إلى تحسين أداء الجهاز الهضمي. كما أن هذا النشاط يزيد من إفراز الإنزيمات الهضمية ويعزز حركة الأمعاء، ما يسهم في تسهيل عملية الهضم بشكل عام.
وأضاف هيمان أن الامتنان يساهم في تقليل مستويات هرمون الكورتيزول، الذي يُعرف بهرمون التوتر. وأكد أن ارتفاع مستوى الكورتيزول يمكن أن يعيق عملية الهضم السليم وامتصاص العناصر الغذائية الهامة. لذا، عندما يشعر الشخص بالامتنان، تنخفض مستويات الكورتيزول، مما يساعد على تحسين الهضم بشكل عام وامتصاص العناصر الغذائية بشكل أكثر فعالية.
وأشار الدكتور هيمان إلى أن الامتنان يعمل على وضع الجسم في حالة “الراحة والهضم”، وهي حالة تساعد في تعزيز صحة الجهاز الهضمي وجعله أكثر استعدادًا للقيام بوظائفه الطبيعية. وأضاف قائلاً: “عندما نكون في حالة امتنان، يكون جهازنا الهضمي في أفضل حالاته، لأن الجسم يدخل في وضع مريح يساعده على العمل بكفاءة أكبر.”
وعلى الرغم من أن الامتنان يعد أداة قوية لتحسين الصحة الجسدية، إلا أن هيمان أكد أيضًا على تأثيراته الإيجابية على الصحة النفسية. وأوضح أن الامتنان يساعد على تقليل التوتر بشكل عام، مما يؤدي إلى تحسين نوعية النوم وتعزيز جهاز المناعة.
وأشار إلى أن الدراسات العلمية أظهرت أن الأشخاص الذين يمارسون الامتنان بانتظام يكونون أقل عرضة للإصابة بالأمراض التنفسية والنفسية مقارنة بالأشخاص الذين لا يخصصون وقتًا للامتنان في حياتهم اليومية.
وأضاف الدكتور هيمان في منشوره على “إنستغرام”: “القلب الشاكر ضروري للصحة. الامتنان لا يعزز شعورنا بالسعادة فحسب، بل يساعد في تحسين الهضم وتقوية الجسم بشكل عام.” وركز على أهمية ممارسة الامتنان بشكل منتظم، موضحًا أن مجرد الشعور بالامتنان يمكن أن يكون له تأثير عميق على رفاهية الشخص. كما أشار إلى أن هذا التأثير الإيجابي لا يقتصر فقط على تحسين الصحة البدنية والنفسية، بل يمتد أيضًا ليشمل تحسين العلاقات الاجتماعية والشخصية.
ويؤكد الدكتور هيمان أن الامتنان يمكن أن يكون أداة قوية في حياتنا اليومية لتعزيز رفاهيتنا العامة. بدلاً من أن ننشغل دائمًا في متابعة الأهداف والطموحات، يمكننا أن نخصص لحظات صغيرة خلال يومنا للتركيز على ما نحن ممتنون له. وقال: “كلما خصصت وقتًا للامتنان، كلما شعرت بتحسن في صحتك الجسدية والنفسية، وازدادت قدرتك على التعامل مع تحديات الحياة.”
وفي هذا السياق، أوضح هيمان أنه يمكن للأشخاص ممارسة الامتنان بعدة طرق بسيطة، مثل كتابة قائمة بالأشياء التي يشعرون بالامتنان لها، أو حتى التحدث مع الآخرين عن ما يقدرونه في حياتهم. واعتبر أن هذه العادات اليومية يمكن أن تحسن الصحة العامة للأفراد وتزيد من قدرتهم على التعامل مع التوتر والضغوط اليومية.
وأضاف أيضًا أن ممارسة الامتنان بشكل يومي لا تقتصر فقط على التأثير الفوري، بل لها فوائد طويلة الأمد أيضًا. وأشار إلى أن الأشخاص الذين يمارسون الامتنان بانتظام يشعرون بالتحسن في نوعية حياتهم بشكل عام، ويصبحون أكثر قدرة على التعامل مع الصعوبات والمشاكل اليومية.
وفي الختام، أكد الدكتور هيمان أن الامتنان يعد أداة قوية لتحسين الحياة بشكل عام. سواء كان ذلك من خلال تعزيز صحة الجهاز الهضمي أو تقليل مستويات التوتر، أو تعزيز المناعة، فإن الامتنان يمكن أن يساعد في تحسين وظائف الجسم والعقل على حد سواء. ودعا الجميع إلى تخصيص وقت يومي للتركيز على ما يشعرون بالامتنان له، معتبرًا أن هذه العادة البسيطة يمكن أن تكون “قوة خارقة” لتحسين حياتنا الصحية والنفسية.
من خلال هذه النصائح البسيطة، يمكن للجميع الاستفادة من الامتنان كأداة فعالة لتحسين صحتهم العامة، وتعزيز رفاهيتهم النفسية والجسدية بشكل دائم.