دعاء اليوم الثامن من شهر رمضان المبارك ? . في شهر رمضان المبارك، يتسابق المسلمون في كل أنحاء العالم إلى القيام بالأعمال الصالحة، ويتنافسون في التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والعبادات المختلفة. يُعتبر هذا الشهر الفضيل فرصة ثمينة لزيادة القرب من الله، فكل عمل صالح فيه له أجر عظيم، وكل لحظة فيه تعد من أوقات الإجابة والرحمة.
من بين الأعمال التي يحرص المسلمون على أداءها في هذا الشهر الكريم هو الدعاء، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حث على الدعاء في كل يوم من أيام رمضان، لما فيه من فضائل عظيمة وأجر كبير.
يعد الدعاء من أهم وسائل التقرب إلى الله عز وجل، خاصة في شهر رمضان، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأدعية التي تُقال في هذا الشهر المبارك، ومنها الأدعية التي ثبت صحتها عن الصحابة والتابعين، والتي تشتمل على طلب الرحمة والمغفرة والبركة من الله.
دعاء اليوم الثامن من رمضان
هو أحد هذه الأدعية، وهو من الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنه، حيث قال: “اللهم ارزقني فيه رحمة اليتامى، وطعام الطعام، وإفشاء السلام، وأرزقني فيه صحبة الكرام، ومجانبة اللئام، بطولك يا أمل الآملين”.
يتضمن هذا الدعاء العديد من الطلبات العظيمة التي تشمل الدعاء بالرحمة للأيتام، وهي دعوة للتذكير بأهمية العناية باليتامى والإحسان إليهم، وهو عمل صالح يتضاعف أجره في رمضان. كما يطلب الداعي في هذا الدعاء رزقًا من الطعام، وهو من أساسيات الحياة، فالطلب هنا ليس فقط بالرزق المادي، بل أيضًا بالرزق الروحي الذي يتحقق من خلال العبادة والطاعة. أيضًا يطلب الدعاء إفشاء السلام بين الناس، وهو دعوة للتعاون والتآلف بين المسلمين، فما أجمل أن يكون المسلم مصدرًا للسلام في مجتمعه.
أما الجزء الآخر من الدعاء فهو طلب صحبة الكرام، وهي دعوة أن يكون المسلم في صحبة صالحة تعينه على الخير وتبعده عن أصحاب السوء. كذلك، يطلب من الله أن يجنبه صحبة اللئام، وهم أولئك الذين لا يحرصون على العمل الصالح ويقودون الآخرين إلى المعاصي والذنوب. ثم يختتم الدعاء بطلب من الله بأن يُطيل عمر المسلم في طاعته، حيث يقول “بطولك يا أمل الآملين”، أي أن يمد الله في عمره ويمنحه القدرة على العمل الصالح طوال حياته.
ومن الجوانب المهمة في هذا الدعاء هو تذكير المسلم بوجوب التوجه إلى الله بكل أمل وثقة في رحمته، فقد ورد في الدعاء “اللهم اجعل لي نصيباً من كل خير تُنزل فيه، بجودك يا أجود الأجودين”، وهي دعوة تطلب من الله أن يرزق المسلم نصيبًا من كل خير في هذا الشهر، سواء كان خيرًا دنيويًا أو أخرويًا. كما يتضمن الدعاء طلبًا آخر يتمثل في أن يُذوق المسلم حلاوة ذكر الله وأداء شكره، وهذا يبرز أهمية الذكر والشكر في حياة المسلم، خاصة في شهر رمضان الذي يعد شهرًا للذكر والتوبة والاعتراف بنعم الله.
وفي الدعاء أيضًا نجد طلبًا لحفظ الله ورعايته، حيث يقول “واحفظني فيه بحفظك يا أرحم الراحمين”، وهو دعاء للحماية من الشرور والمخاطر التي قد تواجه المسلم في هذا الشهر الكريم، وهو تذكير بضرورة الاعتماد على الله في كل الأمور.
وفي السياق نفسه، يأتي الجزء الذي يتحدث عن التوكل على الله، حيث يقول الدعاء: “اللهم اجعلني فيه من المتوكلين عليك، الفائزين لديك المقربين إليك”. وهذا يظهر أهمية التوكل على الله في كل شيء، فمن يضع ثقته في الله ويعتمد عليه، فإنه لا يخيب أبدًا.
ثم يطلب المسلم من الله أن يزحزحه عن موجبات سخطه، وهي دعوة لله أن يبعد المسلم عن كل ما يعرضه لغضب الله أو يعرضه إلى عقابه، وهو ما يبرز أهمية الابتعاد عن المعاصي والذنوب في هذا الشهر الفضيل.
فيختتم الدعاء بتوسل إلى الله بعدم مؤاخذة المسلم على عثراته وذنوبه، حيث يقول “اللهم لا تؤاخذني فيه بالعثرات، وأقلني فيه من الخطايا والهفوات”. فالدعاء هنا يدعو الله أن يغفر للمسلم ما اقترفه من أخطاء، وأن يعفو عنه ويعطيه فرصة جديدة لتصحيح مساره.
وأخيرًا، يختتم الدعاء بطلب الله أن يشمل المسلم بأمانه وحمايته، حيث يقول “ولا تجعلني فيه غرضًا للبلايا والآفات، واشرح وأمن به صدري بأمانك يا أمان الخائفين”. هذه الكلمات تدعو المسلم إلى أن يحظى بعناية الله وحمايته طوال أيام رمضان، وهو ما يعكس أهمية الدعاء في استمداد العون والتوفيق من الله في كل لحظة من هذا الشهر المبارك.
فإن الدعاء في شهر رمضان هو أحد أبرز الأعمال التي يستحب للمسلم الإكثار منها، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى يجيب دعوة الداعي إذا دعا في هذا الشهر المبارك. ولذا يجب على المسلم أن يتوجه إلى الله بكل قلبه وإيمانه، طالبًا منه المغفرة والرحمة، ومخلصًا في أعماله، عسى أن تكون هذه الأدعية سببًا في نيل رضا الله عز وجل، وتحقيق النجاح في الدنيا والآخرة.