دعاء اليوم الثامن عشر من رمضان اَللّهُمَّ نَبِّهني فيهِ لِبَرَكاتِ أسحارِهِ 🌙 . في اليوم الثامن عشر من شهر رمضان المبارك، يُستحب للمسلمين أن يلتزموا بالدعاء الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث تُعد الأدعية في هذا الشهر المبارك من أعظم الوسائل التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى.
وقد ورد في الحديث الشريف عن ابن عباس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، دعاء اليوم الثامن عشر من رمضان، الذي جاء فيه: “اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ الْجِنَانِ، وَ أَغْلِقْ عَنِّي أَبْوَابَ النِّيرَانِ، وَ وَفِّقْنِي فِيهِ لِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، يَا مُنْزِلَ السَّكِينَةِ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ”.
يُعتبر هذا الدعاء من الأدعية العظيمة التي تحمل معاني كبيرة في طلب الخير والبركة من الله تعالى. فقد جاء في ثواب الدعاء أنه من يدعو بهذا الدعاء، يبعث الله له ألف ألف ملك لحفظه من كل شر أو مكروه، ويكتب له الأجر الكبير في صيام شهر رمضان. كما يُفتح له أبواب الجنة، وتغلق أمامه أبواب النار، ويكون بينه وبين النار كما بين السماء والأرض، بما يعكس مدى رحمة الله وسعة مغفرته لعباده.
دعاء اليوم الثامن عشر من رمضان: معاني ودلالات
يتضمن هذا الدعاء معاني روحانية عميقة، ويُظهر عناية المسلم بما يقربه إلى الله ويُبعده عن العذاب والنار. ففي قوله: “افْتَحْ لِي أَبْوَابَ الْجِنَانِ”, يطلب المسلم من ربه أن يفتح له أبواب الجنة، تلك التي هي نهاية مسعى المؤمنين وطموحهم في هذه الحياة. ومن خلال الدعاء، يطلب المسلم أن يبعد عنه شرور الدنيا والآخرة، حيث يطلب من الله أن يغلق عليه أبواب النار، فهي مصدر الهلاك الذي يتجنبه المؤمن بكل ما أوتي من قوة.
أما عن طلب “تِلاوةِ الْقُرْآنِ”, فيعكس هذا جزءًا من أهداف شهر رمضان المبارك، الذي هو شهر القرآن. يتضمن الدعاء طلب توفيق الله لطاعته من خلال تلاوة القرآن والعمل به. ذلك أن القرآن الكريم هو الدليل الذي يضيء الطريق إلى الجنة، والالتزام به في شهر رمضان له أجر عظيم.
كما يظهر في الدعاء استحضار معنى السكينة، وهي الطمأنينة التي يُنزلها الله في قلوب المؤمنين، وهو ما يطلبه المسلم في هذا اليوم المبارك. السكينة في القلب هي علامة رضا الله، وهي ما يحتاجه المسلم ليشعر بالراحة النفسية والطمأنينة في حياته اليومية.
أدعية مستحبة في رمضان
إلى جانب دعاء اليوم الثامن عشر، هناك مجموعة من الأدعية المستحبة التي يمكن للمسلم أن يتلوها في شهر رمضان، وهي تساهم في تقوية الصلة بالله وتقوية الروح الإيمانية. من بين هذه الأدعية:
دعاء الفضل والبركة:
اللهم اجعل لي نصيبًا من كل خير تنزل فيه، بجودك يا أكرم الأكرمين، وأذقني فيه حلاوة ذكرك، وأداء شكرك.
هذا الدعاء يعكس رغبة المسلم في الحصول على نصيبه من كل خير ورغبة في أن يتذوق حلاوة الذكر والشكر لله.
دعاء الحماية من الشيطان والآثام:
اللهم لا تؤاخذني فيه بالعثرات، وأقلني فيه من الخطايا والذنوب، ولا تجعلني فيه عرضة للبلايا والآفات.
يُظهر هذا الدعاء التوبة والندم على الذنوب، وطلب المغفرة من الله تعالى، بالإضافة إلى طلب الوقاية من البلاء.
دعاء التوفيق للطاعة:
اللهم وفقني فيه لموافقة الأبرار، وجنبني فيه مرافقة الأشرار، وآوني فيه برحمتك إلى دار القرار.
هذا الدعاء يُظهر التطلع إلى مصاحبة الأبرار في الطاعات، وجنب الإنسان مرافقة الأشرار.
دعاء الفرج واليسر:
اللهم اجعل سعيي فيه مشكورًا، وذنبِي فيه مغفورًا، وعَمَلي فيه مقبولًا.
يُعبر هذا الدعاء عن رغبة المسلم في أن يُقبل عمله في هذا الشهر الكريم، ويغفر له ذنوبه.
دعاء التوفيق في العبادة:
اللهم اجعلني فيه من عبادك الصالحين القانتين المستغفرين المقربين.
هذا الدعاء يطلب من الله أن يُوفق المسلم ليكون من عباد الله الصالحين الذين ينالون قرب الله تعالى ورضاه.
أهمية الدعاء في شهر رمضان
شهر رمضان هو شهر الطاعات والعبادات، ويمثل فرصة عظيمة للمسلمين للاتصال بالله تعالى واللجوء إليه بالدعاء. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو في رمضان بأدعية كثيرة، مؤكداً على أهمية الدعاء في كل يوم من أيام رمضان لما فيه من أجر عظيم. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “دعاء الصائم لا يُرد”.
الدعاء هو سلاح المؤمن في مواجهة الصعاب، وهو طريقه لطلب الرحمة والمغفرة من الله تعالى. في شهر رمضان، يزداد أجر الدعاء، حيث تفتح أبواب السماء وتستجاب الدعوات. ومن خلال ترديد الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، يعزز المسلم من صلته بربه ويشعر بالطمأنينة والأمل في رحمة الله الواسعة.
الدعاء في شهر رمضان هو سمة من سمات هذا الشهر المبارك، وهو من أفضل العبادات التي يمكن أن يتقرب بها المسلم إلى الله. دعاء اليوم الثامن عشر من رمضان يركز على طلب الهداية والمغفرة والنجاة من النار، وهو دعاء عظيم يحمل في طياته معاني الأمل والخير. بالإضافة إلى الأدعية الأخرى التي تساهم في تعزيز الروح الإيمانية، فيجب على المسلم أن يحرص على تكرار هذه الأدعية والدعاء لله بما فيه من خير وفضل.