دعاء اليوم الثالث من رمضان سكينة وروحانية في بداية الشهر الكريم . شهر رمضان هو شهر مبارك، يتوجه فيه المسلمون إلى الله بالدعاء والابتهال، سائلين الله المغفرة والرحمة والعتق من النار.
ولقد كتب لنا الله سبحانه وتعالى أن نعيش هذه الأيام الطيبة في عبادة وتضرع، ونحن في خضم هذه الرحلة الروحانية، يجب أن نتذكر دوماً فضل الله علينا، ونشكره على نعمة إحياء هذا الشهر الفضيل، الذي يُعد فرصة عظيمة للتقرب إلى الله وتطهير النفس. ومن هذا المنطلق، نجد أن الدعاء في رمضان هو من أروع الأعمال التي يقوم بها المسلم في هذا الشهر، فالدعاء هو سلاح المؤمن وأداة استجابة لآماله وطموحاته.
دعاء ثالث يوم رمضان
“اللهم في هذا اليوم الثالث من رمضان، اجعل لنا فيه من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ومن كل بلاء عافية، واجعلنا من عبادك الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اللهم اجعل هذا الشهر المبارك بداية لتحرير قلوبنا من الذنوب، واغسل أرواحنا من الشوائب، واغفر لنا ما مضى من ذنوبنا، وتقبل منا صيامنا وقيامنا، وارزقنا من فضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعلنا من الفائزين في رمضان، واجعلنا من المعتوقين من النار، آمين يا أرحم الراحمين.”
اللهم لك الحمد أن أحييتنا لصيام شهر رمضان، فلا شك أن هذه نعمة عظيمة تستحق الشكر والثناء. فقد أحيانا الله سبحانه وتعالى بعد أن كانت أيامنا تمضي دون هذا الشعور الطاهر الذي يملأ قلوبنا، فمع كل يوم من أيام رمضان نشعر بوجودنا أمام الله بشكل أقرب، ونشعر بأننا بحاجة ماسة إلى تقوية إيماننا والتقرب إليه بكل الوسائل المتاحة. ولذلك، يجب أن يكون دعاؤنا في هذا الشهر مليئاً بالنية الصافية، وأن نستغله في الدعاء لأنفسنا ولأحبابنا، راجين من الله أن يعيننا على صيامه وقيامه وأن يبلغنا فيه الرحمة والرضوان.
تلك اللحظات الروحانية التي نتوجه فيها إلى الله بالدعاء، نطلب منها أن تكون بداية لتحسين أحوالنا، فالدعاء هو الطريق المباشر إلى الله، ووسيلة تفتح أمامنا أبواب البركة والخير. وفي هذا الصدد، يطلب المؤمنون من الله أن يصلح أحوالهم بالقرآن الكريم، ذلك الكتاب الذي أنزل به الحق والهداية.
فالدعاء “اللهم أصلح أحوالنا بالقرآن” هو تذكير لنا بأن القرآن ليس فقط تلاوة، بل هو شفاء وهدى ونعمة من الله. بالقرآن، نجد نوراً يضيء بصائرنا، ويسدد أقوالنا، ويهدي أفعالنا، ويشفى أسقامنا. فالقرآن هو الشفيع الذي يقودنا إلى جنة الله، ويجعلنا من الفائزين في الدنيا والآخرة.
في هذا السياق، يجب أن نرفع أيدينا في هذا الشهر الفضيل وندعو الله بأن يثقل موازين أعمالنا، ويحقق آمالنا التي طالما سعى إليها قلوبنا، فيسدد خطواتنا ويغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا، فالرحمة الإلهية تتجلى في هذا الشهر المبارك.
قد يكون من بين أمانينا أن نحقق تطلعاتنا في الحياة، ولكن يبقى الأمل الأعظم أن يغفر الله لنا ويغفر لنا ما وقع منا من أخطاء. إذا كانت هذه الأيام المباركة فرصة للانتقال إلى مرحلة جديدة من التقوى والطهارة، فإننا في حاجة إلى أن يغفر الله لنا ما سلف من ذنوب، ويسامحنا على ما ارتكبناه من معاصٍ.
لكن الأهم في هذا الدعاء هو طلب اللجوء إلى الله في مواجهة همومنا وآلامنا. رمضان هو شهر لا يشبه غيره من الأشهر، فهو شهر يجد فيه المسلمون عزاءهم، وتخفف فيه همومهم، وتستجاب فيه دعواتهم. من خلال الدعاء الذي نرفعه في هذه الأيام المباركة، نطلب من الله أن يجعل من هذا الشهر المبارك فرجاً لهمومنا، استجابة لدعائنا، وغفراناً لذنوبنا.
فالله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم ما في القلوب، وهو الأعلم بما نحن بحاجة إليه، مهما كانت تلك الاحتياجات خاصة أو شديدة الخصوصية. الدعاء في رمضان هو فرصة لإيجاد سكينة قلوبنا وطمأنينة نفوسنا، ونحن على يقين أن الله سيستجيب، بفضل كرمه ورحمته.
الطلب الآخر الذي لا يمكن أن يغفل عنه المسلم في دعائه في رمضان هو حسن الصيام وحسن القيام. وفي هذا الشهر المبارك، لا يمكن أن يمر يوم دون أن نسأل الله أن يعيننا على أداء العبادات بأكمل وجه، أن نؤدي صيامنا وقيامنا على أكمل وجه، وأن نحرص على أن تكون عبادتنا في رمضان خالصة لوجه الله. فالصيام والقيام في رمضان ليس فقط عن الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو طاعة كاملة لله، وعمل قلوبنا وعقولنا فيهما متجهة إلى الله، بعيداً عن الشواغل الدنيوية.
وعند الدعاء بأن لا نكون من الخاسرين في رمضان، يجب أن نتذكر أن الصوم ليس فقط امتناعاً عن الطعام، بل هو جهد مستمر في السعي إلى الله، فهو فرصة عظيمة للتغيير الروحي والتحسين الداخلي. لذا، علينا أن نسعى بكل ما أوتينا من قوة لأن نكون من الفائزين في رمضان، وأن نطلب من الله أن يهدينا لأحسن الأعمال والأخلاق والأقوال، لأنه سبحانه وتعالى وحده هو الذي يمكنه أن يهدينا إلى أحسن الطريق، ويوجهنا إلى الأفعال والأقوال التي ترضي الله.
من خلال هذه الأدعية في رمضان، نختتم بالدعاء بأن يصرف الله عنا السيئات، فلا أحد يستطيع أن يصرف عنّا شرور الدنيا غيره. فاللهم اجعلنا من الذين يرتقون في هذا الشهر المبارك إلى أعلى درجات الجنة، واجعل صيامنا وقيامنا مقبولين، وأعمالنا من أسباب رضائك ومرضاك.