خفض الكوليسترول سريعًا نصائح غذائية يومية . قدمت خبيرة التغذية المعروفة، الدكتورة سارة بيري، سلسلة من النصائح الغذائية العملية لخفض مستويات الكوليسترول في فترة قصيرة قد تصل إلى 10 أيام، مؤكدة أن التغييرات الذكية في النظام الغذائي يمكن أن تحدث فارقًا كبيرًا في صحة القلب والأوعية الدموية.
ولفتت بيري إلى أن الالتزام بحميات صارمة قليلة الدسم ليس دائمًا الحل الأمثل، بل يجب التركيز على نوعية الدهون المستهلكة، واستبدال الدهون الضارة بالدهون الصحية لتحقيق نتائج ملموسة.
وأوضحت بيري، الأستاذة في قسم علوم التغذية بكلية كينغز كوليدج لندن، خلال مقابلة لها في بودكاست “زوي“، أن ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) يعد أحد أبرز عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب والشرايين، لكن التعديلات الغذائية الصحيحة يمكن أن تخفض هذا النوع من الكوليسترول بسرعة تصل إلى 10% في غضون أيام قليلة.
وذكرت أن المفتاح يكمن في اختيار مصادر الدهون بعناية، مع مراعاة التوازن بين الدهون الأحادية والمتعددة غير المشبعة، لتقليل التأثير السلبي للدهون المشبعة على الجسم.
وأشارت بيري إلى المكسرات والبذور كعنصر أساسي في خطة خفض الكوليسترول، مؤكدة أنها غنية بالأحماض الدهنية غير المشبعة التي تساعد في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية، وتحسين مستويات الكوليسترول بشكل ملحوظ.
وقالت: “إدراج المكسرات في النظام الغذائي اليومي يمكن أن يساهم في خفض الكوليسترول بنسبة تتراوح بين 5 و10%، نتيجة استبدال الدهون غير الصحية بالدهون المفيدة.”
وأضافت أن المكسرات والبذور ليست فقط مفيدة للقلب، بل تساعد أيضًا في تحسين الشعور بالشبع والتحكم في الوزن، وهو أمر ضروري للحفاظ على صحة الجهاز القلبي الوعائي.
كما حذرت بيري من الإفراط في استهلاك الدهون الحيوانية، لاسيما اللحوم الحمراء الغنية بالدهون المشبعة التي ترفع مستويات الكوليسترول الضار بسرعة.
وفي المقابل، دافعت عن منتجات الألبان المخمرة مثل الجبن والزبادي، مشيرة إلى أنها لا تؤثر سلبًا على مستويات الكوليسترول، بل يمكن إدراجها باعتدال ضمن النظام الغذائي الصحي. وأضافت: “الاختيار الذكي للدهون وتجنب الإفراط في تناول الدهون المشبعة هو عامل رئيسي لتحسين مستويات الكوليسترول دون الحاجة إلى حميات صارمة.”
ولفتت بيري الانتباه أيضًا إلى الكربوهيدرات المكررة، مثل الأرز الأبيض والخبز الأبيض والسكر، موضحة أنها تتحول في الكبد إلى دهون ثلاثية إذا تم تناولها بكميات كبيرة، مما يزيد خطر ارتفاع الكوليسترول والدهون في الدم.
وأشادت بالمقابل بالكربوهيدرات الطبيعية الموجودة في الحبوب الكاملة والخضروات، معتبرة أنها تحسن صحة القلب وتساعد في التحكم بمستوى الكوليسترول. وقالت: “الحبوب الكاملة والألياف الغذائية لها تأثير مباشر على خفض الكوليسترول الضار، كما أنها تدعم عملية الهضم وتحافظ على الوزن المثالي.”
وأضافت الخبيرة أن دمج التعديلات الغذائية مع ممارسة النشاط البدني المنتظم يزيد من سرعة وفعالية خفض الكوليسترول، حيث يساعد التمرين على زيادة مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) وتحسين وظائف الأوعية الدموية.
وأكدت أن النشاط البدني لا يقتصر على التمارين المكثفة، بل يمكن أن يشمل المشي اليومي وصعود السلالم والأنشطة اليومية البسيطة التي ترفع معدل ضربات القلب.
كما نصحت بيري بمراقبة التقدم عبر الفحوصات الدورية، حيث يمكن للمرضى قياس مستويات الكوليسترول بعد أسبوع أو أسبوعين من اتباع النظام الغذائي الجديد لتحديد مدى فاعليته. وأضافت: “تتبع التقدم يمنح المريض شعورًا بالتحفيز ويشجعه على الالتزام بالنظام الغذائي الصحي لفترة أطول، كما يساعد الأطباء على تعديل الخطة حسب الحاجة.”
وختمت بيري حديثها بالتأكيد على أن التركيز على الدهون الصحية، مثل زيت الزيتون والمكسرات والأفوكادو، والحبوب الكاملة، مع تقليل الدهون المشبعة والكربوهيدرات المكررة، هو الخطوة الأهم والأكثر فاعلية لخفض الكوليسترول بسرعة وأمان.
وذكرت أن اتباع هذه التوجيهات لا يحافظ على صحة القلب فقط، بل يساهم أيضًا في تحسين مستويات الطاقة، وزيادة القدرة على التركيز، ودعم الصحة العامة للجسم.
بهذه النصائح المتكاملة، توفر الخبيرة خطة غذائية عملية للسيطرة على مستويات الكوليسترول، وتحقيق نتائج ملموسة في فترة قصيرة، مع التركيز على التوازن الغذائي والاستدامة على المدى الطويل، بدلًا من اتباع حميات قاسية أو حلول مؤقتة قد تضر بالصحة.