حسبة عمري الحلقة الاولي دراما + كوميديا = حسبة عمري 😂❤️ . شهدت الحلقة الأولى من مسلسل حسبة عمري، الذي يبرز بشكل كوميدي العديد من المواقف الطريفة والجادة في الوقت ذاته، أحداثًا متنوعة وجذابة تتناول أبرز القضايا النفسية والاجتماعية.
من أبرز ما تم تسليط الضوء عليه في تلك الحلقة هو داء السرقة، من خلال شخصية سالي التي تسرق بعض الأعمال اليدوية من المتحف الذي تشرف عليه هند، الشخصية التي تجسدها الفنانة روجينا.
وهذا المشهد لم يكن مجرد حدث عابر في المسلسل، بل كان رسالة تسلط الضوء على اضطراب نفسي معروف بـ “داء السرقة”، حيث أن سالي، على الرغم من أنها تنتمي إلى طبقة مادية مرتفعة، إلا أنها تشعر برغبة ملحة لسرقة الأشياء التي لا تحتاجها.
تسليط الضوء على داء السرقة في “حسبة عمري”
في بداية الحلقة الأولى من مسلسل حسبة عمري، تتجسد شخصية سالي في دور متناقض، فهي رغم أنها تتمتع بمستوى اجتماعي جيد، إلا أنها تجد نفسها غير قادرة على مقاومة دافع السرقة.
رابط الحلقة 1 هنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
في مشهد لا يُنسى، تتواجد سالي في بازار “اشتري المصري” الذي تنظمه هند، ورغم أنها لا تحتاج إلى السرقة، إلا أنها تسرق بعض الإكسسوارات من الأعمال اليدوية المعروضة هناك. وتثير هذه الواقعة تساؤلات حول الأسباب التي تدفع شخصًا مثل سالي، الذي يبدو أنه لا يعاني من نقص مادي، إلى الانخراط في سلوك السرقة.
هذا المشهد في حسبة عمري كان بمثابة مدخل لمناقشة قضية نفسية عميقة وهي داء السرقة، أو كما هو معروف علميًا “الكليبتومانيا”. ورغم الطابع الكوميدي الذي يميز المسلسل، إلا أن هذا العرض جاء ليكشف عن حقيقة أن مثل هذه السلوكيات لا تأتي فقط من الاحتياج المادي، بل قد تكون مرتبطة بأسباب نفسية معقدة.
ما هو داء السرقة (الكليبتومانيا)؟
داء السرقة أو الكليبتومانيا هو اضطراب نفسي يصيب الأشخاص الذين يعانون من رغبة غير قابلة للتحكم في سرقة أشياء ليست بالضرورة ذات قيمة مادية كبيرة، أو حتى أشياء لا يحتاجون إليها بتاتًا. الشخص المصاب بالكليبتومانيا غالبًا ما يسرق أشياء تافهة القيمة، مثل الأدوات المنزلية أو الملابس، رغم أنه لا يعاني من نقص مادي. يتميز هذا الاضطراب النفسي بتكرار السلوك، رغم العواقب القانونية والاجتماعية التي قد تترتب عليه.
أعراض داء السرقة
الشخص المصاب بداء السرقة غالبًا ما يشعر برغبة ملحة لا يمكنه مقاومتها لسرقة أشياء معينة. قبل السرقة، يشعر الشخص بتوتر وقلق متزايد، مما يعكس تأثير هذا الاضطراب على حياته النفسية. وبعد القيام بالسرقة، يشعر الشخص ببعض الراحة والرضا، ولكن ذلك لا يدوم طويلاً، إذ يتبع عادة شعور بالذنب والخجل.
من أبرز الأعراض التي قد تشير إلى إصابة الشخص بهذا الاضطراب:
- الرغبة المستمرة في سرقة الأشياء، رغم عدم الحاجة إليها.
- شعور بالقلق والتوتر قبل القيام بالسرقة.
- شعور بالراحة بعد السرقة، يليه الشعور بالذنب والخجل.
- التكرار المستمر للسلوك، حتى بعد وقوع العواقب السلبية.
هذه الأعراض تجعل من الصعب على المصاب بكليبتومانيا التحكم في سلوكه، مما يؤثر سلبًا على حياته الشخصية والاجتماعية.
التعامل مع المصابين بداء السرقة
من خلال مسلسل حسبة عمري، يتم تسليط الضوء على كيفية التعامل مع المصابين بداء السرقة، حيث يشير المسلسل إلى أن التعامل مع الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يجب أن يكون برفق وتفهم. من المهم أن نعي أن داء السرقة هو اضطراب نفسي، وليس مجرد سلوك سلبي يمكن التغاضي عنه. لذلك يجب تجنب إصدار الأحكام القاسية أو اللوم على المصاب.
نصائح للتعامل مع المصابين بالكليبتومانيا:
التفهم والتعاطف: من الضروري أن نُظهر تفهمًا وتعاطفًا تجاه الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب، بدلاً من مواجهتهم بالانتقادات الحادة. علينا أن نتذكر أن السرقة ليست سلوكًا اختياريًا، بل هي حالة نفسية معقدة.
التوجيه نحو العلاج النفسي: العلاج النفسي هو الخيار الأكثر فاعلية للمصابين بداء السرقة. من الأفضل تشجيع المصاب على زيارة طبيب نفسي أو معالج متخصص، مثل العلاج السلوكي المعرفي، الذي يساعد المصاب على تحديد وتغيير أنماط سلوكه غير الصحية.
دعم الأسرة والأصدقاء: يمكن للأسرة والأصدقاء تقديم الدعم العاطفي اللازم للمصاب، وتشجيعه على الالتزام بالعلاج النفسي. هذا الدعم يمكن أن يكون أساسًا في تعافي الشخص المصاب من هذا الاضطراب.
التحدث بهدوء وبدون مواجهة: إذا تم اكتشاف شخص ما وهو يسرق، يجب تجنب المواجهة العنيفة أو القاسية. بدلاً من ذلك، يُفضل التحدث معه بهدوء، وتشجيعه على طلب المساعدة المتخصصة.
احترام الخصوصية: يجب احترام خصوصية الشخص المصاب بكليبتومانيا، وعدم نشر معلومات حول حالته دون موافقته. هذا يساعد في تجنب الإحراج أو الوصمة الاجتماعية التي قد يشعر بها الشخص المصاب.
كيف يساهم حسبة عمري في فهم القضايا النفسية
يُعتبر مسلسل حسبة عمري واحدًا من الأعمال التي تمزج بين الكوميديا والدراما النفسية، مما يتيح للمشاهد فرصة لفهم قضايا معقدة مثل داء السرقة من خلال قالب خفيف الظل. وبالرغم من أن المسلسل يقدم هذه القضايا بشكل فكاهي، إلا أنه يساعد في رفع الوعي حول اضطرابات نفسية قد تكون غامضة أو غير مفهومة للكثيرين.
من خلال التركيز على داء السرقة، يظهر المسلسل كيف يمكن أن يؤثر هذا الاضطراب في حيات الشخص المصاب وفي علاقاته مع الآخرين، مما يفتح المجال للمشاهدين لتفهم أن مثل هذه السلوكيات ليست مجرد تصرفات خاطئة بل هي نتيجة لاضطراب نفسي يحتاج إلى الدعم والعلاج.