جوجل تطلق خاصية حذف الرسائل في المحادثات الشخصية عبر تطبيقها . في خطوة تهدف إلى تعزيز تجربة المستخدمين وتطوير أدوات التحكم داخل تطبيقاتها، أعلنت شركة جوجل مؤخرًا عن إطلاق مجموعة من التحديثات المهمة لتطبيق “Google Messages” بنسخته المستقرة.
وتأتي هذه التحسينات لتمنح المستخدمين مزيدًا من المرونة في إدارة محادثاتهم، وذلك من خلال ميزتين بارزتين هما: “تأجيل الإشعارات” و”حذف الرسائل للجميع”، بالإضافة إلى تحسينات أخرى تدعم التفاعل وسلاسة الاستخدام.
خاصية “تأجيل الإشعارات”: مرونة في إدارة الوقت
ضمن التحديثات التي نالت اهتمام المستخدمين، برزت ميزة “تأجيل الإشعارات” كأداة جديدة تساعد في تنظيم الوقت وتقليل التشتيت. تتيح هذه الميزة للمستخدمين تأجيل الإشعارات الواردة من محادثات محددة لفترة زمنية يتم اختيارها يدويًا، دون الحاجة إلى كتم الإشعارات بشكل دائم كما هو الحال في الإصدارات السابقة.
ببساطة، يمكن للمستخدم تفعيل هذه الخاصية من خلال الضغط المطوّل على المحادثة المراد تأجيل إشعاراتها، ثم اختيار رمز الساعة الذي يظهر في أعلى الشاشة.
بعد ذلك، يُطلب من المستخدم تحديد مدة التأجيل من بين عدة خيارات مرنة: ساعة واحدة، 8 ساعات، 24 ساعة، أو تأجيل غير محدود حتى يتم إلغاؤه يدويًا. وخلال فترة التأجيل، تُعرض المحادثة بلون رمادي مع رمز يدل على وضع “التأجيل”، ما يسهّل على المستخدم معرفة الرسائل المؤجلة وإعادة متابعتها لاحقًا.
تتشابه هذه الميزة إلى حد كبير مع خاصية “Snooze” الموجودة في تطبيقات البريد الإلكتروني مثل Gmail، وهو ما يعكس توجه جوجل إلى توحيد تجربة الاستخدام عبر منصاتها المختلفة، وتقديم أدوات إنتاجية تدعم التوازن بين التفاعل الرقمي والحياة اليومية.
ميزة حذف الرسائل للجميع: السيطرة على المحادثة أصبحت ممكنة
الميزة الثانية التي طال انتظارها من قِبل المستخدمين هي خاصية “حذف الرسائل من الطرفين”، وهي متاحة الآن داخل المحادثات التي تعتمد على بروتوكول RCS، وهو الجيل الأحدث من المراسلات الذي تدعمه جوجل لتوفير تجربة تراسل غنية وآمنة.
من خلال هذه الميزة، أصبح بالإمكان حذف رسالة بعد إرسالها سواء من طرف المرسل فقط أو من جميع الأطراف المشاركة في المحادثة، وهو ما يشبه إلى حد بعيد ما توفره تطبيقات مثل واتساب وتيليجرام منذ فترة طويلة. العملية بسيطة وسلسة، حيث يمكن الضغط على الرسالة المراد حذفها، ثم النقر على أيقونة الحذف التي تعرض خيارين واضحين:
حذف من جميع الأطراف: وهو الخيار الذي يزيل الرسالة نهائيًا من أجهزة جميع المشاركين.
حذف من جهتي فقط: يسمح بإخفاء الرسالة من واجهة المستخدم دون حذفها لدى الآخرين.
تُعد هذه الخاصية إضافة مهمة جدًا، لا سيما في ظل تكرار الأخطاء أثناء المحادثات أو إرسال رسائل عن طريق الخطأ. كما أنها تمنح المستخدم ثقة أكبر في إدارة محتوى محادثاته والتحكم الكامل في ما يرغب بالاحتفاظ به أو إزالته.
خطوة نحو منافسة أقوى
تأتي هذه التحديثات في سياق محاولات جوجل المتواصلة لجعل تطبيق “Messages” منافسًا حقيقيًا لتطبيقات التراسل الفوري الأخرى التي تسيطر على السوق مثل واتساب، تيليجرام، وسينال.
ورغم أن “Google Messages” كان في السابق يُستخدم بشكل أساسي كبديل لتطبيق SMS التقليدي، إلا أن التوجه الحالي للشركة يشير بوضوح إلى رغبتها في تحويله إلى منصة شاملة للدردشة والتواصل الآمن.
وتُعد ميزتا “تأجيل الإشعارات” و”حذف الرسائل” من الخصائص الأساسية التي يطلبها المستخدمون باستمرار، خاصة في بيئة أصبحت فيها سرعة الرد، وتصحيح الأخطاء، وتخصيص الإشعارات من أساسيات التواصل الرقمي الحديث.
تأثير التحديثات على تجربة المستخدم
من المتوقع أن يكون لتلك التحسينات تأثير إيجابي ملحوظ على رضا المستخدمين، خاصة أولئك الذين يستخدمون التطبيق في بيئة عمل أو دراسية تتطلب تركيزًا عاليًا وتنظيمًا دقيقًا للوقت. فبدلًا من كتم الإشعارات بشكل دائم، يمكن الآن تأجيلها دون فقدان المحادثة أو نسيانها، وهو ما يعزز إنتاجية الفرد ويقلل من التشتت.
أما خاصية حذف الرسائل، فهي توفر إحساسًا بالأمان والثقة في التواصل، خصوصًا في المواقف التي تتطلب مراجعة الرسائل أو التراجع عن إرسال محتوى معين. كما تساعد هذه الميزة في تجنب المواقف المحرجة وتمنح المستخدم قدرة على التحكم الكامل في سياق المحادثة.
مستقبل التطبيق وتوقعات المستخدمين
برغم الخطوات الإيجابية التي قامت بها جوجل، إلا أن هناك المزيد من الميزات التي لا يزال المستخدمون يطالبون بها مثل: دعم الرسائل ذاتية التدمير، إمكانية تحرير الرسائل بعد إرسالها، وواجهة مستخدم أكثر تفاعلية وتخصيصًا.
وإذا استمرت جوجل في الاستماع إلى تعليقات المستخدمين وتقديم مزيد من التحديثات المتقنة، فمن المرجح أن يحقق تطبيق “Messages” قفزة في معدلات الاستخدام مستقبلاً.
مع هذه التحديثات الجديدة، تؤكد جوجل مجددًا التزامها بتحسين تجربة المستخدم وتقديم حلول ذكية وعملية في مجال التراسل الرقمي. سواء كنت مستخدمًا عاديًا يبحث عن طريقة لتقليل الإزعاج، أو محترفًا يحتاج إلى أدوات مرنة لإدارة المحادثات، فإن تطبيق Google Messages أصبح الآن خيارًا أكثر قوة واستقرارًا من أي وقت مضى.