ورغم الاستعدادات المكثفة التي سبقت انطلاق ماراثون الامتحانات، شهدت الساعات الأولى من صباح اليوم تداولًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي لما قيل إنه “تسريب لامتحانات مادتي التربية الدينية والوطنية”.
وهو ما أثار حالة من الجدل والقلق بين الطلاب وأولياء الأمور، قبل أن تصدر وزارة التربية والتعليم بيانًا رسميًا تنفي فيه صحة هذه الأنباء جملة وتفصيلًا.
نفي رسمي من وزارة التعليم
أكد مصدر مسؤول بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أن ما يتم تداوله على بعض صفحات التواصل الاجتماعي من صور ونماذج لأسئلة زُعم أنها تخص امتحانات اليوم، غير صحيح على الإطلاق، موضحًا أن هذه الصفحات تعمل على إثارة البلبلة.
مطالبًا أولياء الأمور والطلاب بعدم الانسياق وراء تلك الشائعات التي لا أساس لها من الصحة. وأشار إلى أن الوزارة تُولي اهتمامًا بالغًا بتأمين الامتحانات، وتعتبرها مهمة وطنية، لا تقبل أي تهاون.
إجراءات أمنية مشددة أمام لجان الامتحانات
شهدت لجان امتحانات الثانوية العامة اليوم تواجدًا أمنيًا مكثفًا بالتنسيق بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية والمحافظين في كل المحافظات، حيث تم نشر عناصر من قوات الأمن بمحيط المدارس لمنع التجمعات والتأكد من تنفيذ التعليمات الخاصة بمنع دخول أولياء الأمور إلى محيط اللجان.
كما تم التأكيد على غلق الشوارع المؤدية إلى بعض اللجان التي تشهد كثافة طلابية عالية، لضمان عدم حدوث أي اختناقات مرورية أو تجمهر قد يُعطل سير العملية الامتحانية.
وفي الوقت نفسه، خضعت اللجان لعمليات تفتيش دقيقة، حيث استخدم أفراد الأمن الإداري العصا الإلكترونية لتفتيش الطلاب ومنع دخول أي أجهزة إلكترونية، خاصة الهواتف المحمولة أو الساعات الذكية التي قد تُستخدم في الغش الإلكتروني.
تفاصيل امتحانات اليوم الأول
أدى طلاب الثانوية العامة في اليوم الأول امتحاني التربية الدينية والتربية الوطنية، وكلاهما من المواد التي لا تُضاف درجاتها للمجموع النهائي. بدأت جلسة امتحان مادة التربية الدينية في تمام الساعة التاسعة صباحًا واستمرت حتى العاشرة والنصف، بينما بدأت جلسة التربية الوطنية في الساعة 11 صباحًا واستمرت حتى الساعة 12:30 ظهرًا.
وقد راعت وزارة التعليم إعطاء الطلاب استراحة لمدة نصف ساعة بين الامتحانين لتجنب الضغط والتوتر في اليوم الأول.
الإحصائيات الرسمية لامتحانات الثانوية العامة 2025
وفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم، بلغ عدد المتقدمين لأداء امتحانات الثانوية العامة هذا العام بنظاميها الحديث والقديم نحو 813 ألفًا و875 طالبًا، منهم:
45,522 طالبًا بالنظام القديم
768,353 طالبًا بالنظام الجديد
وتُعقد الامتحانات في 2029 لجنة امتحانية على مستوى الجمهورية، موزعة على:
1973 لجنة رئيسية
9 لجان داخل السجون
6 لجان في المستشفيات
24 لجنة لطلاب المكفوفين
17 لجنة لمدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا (STEM)
كما تم تخصيص أكثر من 120 ألف مراقب وملاحظ للإشراف على أعمال الامتحانات ومتابعتها بدقة.
المواد المقررة حسب النظام
أوضحت الوزارة تفاصيل المواد المقررة لطلاب النظامين القديم والجديد على النحو التالي:
المواد التي تُضاف إلى المجموع – النظام الجديد:
اللغة الأجنبية الأولى
الرياضيات
الأحياء
الإحصاء
المواد غير المضافة للمجموع – النظام الجديد:
اللغة الأجنبية الثانية
التربية الدينية
التربية الوطنية
المواد التي تُضاف إلى المجموع – النظام القديم:
اللغة الأجنبية الأولى
اللغة الأجنبية الثانية
علم النفس والاجتماع
الفلسفة والمنطق
الأحياء
الجيولوجيا وعلوم البيئة
الرياضيات البحتة
الرياضيات التطبيقية
المواد غير المضافة للمجموع – النظام القديم:
الاقتصاد
الإحصاء
التربية الدينية
التربية الوطنية
دور التكنولوجيا في تأمين الامتحانات
في إطار سعيها لمكافحة الغش الإلكتروني، اعتمدت وزارة التربية والتعليم على تقنيات حديثة في مراقبة سير الامتحانات، مثل الكاميرات داخل اللجان وبعض وسائل التتبع، كما شددت الوزارة على أن هناك لجان متابعة إلكترونية تراقب صفحات الغش المشبوهة عبر الإنترنت، ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المسؤولين عنها بالتنسيق مع الجهات الأمنية.
رسالة إلى الطلاب وأولياء الأمور
دعت الوزارة جميع الطلاب إلى التركيز على المذاكرة وعدم الالتفات إلى الشائعات المنتشرة على مواقع التواصل، مؤكدة أن جميع الامتحانات مؤمنة بالكامل، وأن محاولات التسريب سيتم كشفها فورًا ومعاقبة مرتكبيها.
كما طمأنت أولياء الأمور بأن الوضع تحت السيطرة، وأن جميع الجهات المعنية تبذل أقصى جهد لضمان نجاح العملية الامتحانية في أجواء آمنة ومستقرة.
فإن اليوم الأول من امتحانات الثانوية العامة 2025 مرّ بسلاسة نسبيًا على الرغم من الشائعات التي تم ترويجها في البداية. ويدل الاستقرار في الإجراءات والتنظيم على استعداد قوي من قبل وزارة التعليم والأجهزة المعنية لإنجاح هذا الموسم الحساس. ومن المنتظر أن تستمر الامتحانات حتى بداية يوليو المقبل، وسط مراقبة دقيقة واستعداد دائم للتعامل مع أي طارئ.