تيك توك منصة ترفيهية تتحول إلى باب رزق . في السنوات الأخيرة، لم يعد “تيك توك” مجرد تطبيق لمشاركة مقاطع الفيديو القصيرة المليئة بالرقصات والمقالب والأفكار الترفيهية، بل تحول تدريجياً إلى أداة ربح حقيقية ومصدر دخل ثابت للكثير من المستخدمين حول العالم، بما فيهم العالم العربي.
وقد أشار الفنان تامر عبدالمنعم خلال استضافته في برنامج «سبوت لايت» المذاع على قناة صدى البلد، مع الإعلامية شيرين سليمان، إلى أن منصة “تيك توك” لم تعد مجرد هواية أو وسيلة للتسلية، بل أصبحت مهنة معترف بها يعتمد عليها عدد من الشباب كمصدر أساسي للعيش.
وأوضح عبدالمنعم أن هناك فئة من المستخدمين تجيد التعامل مع هذه المنصات الإلكترونية، وتعرف كيف توظف أدواتها بطريقة احترافية، حتى باتوا يُعرفون اليوم بمسمى “بلوجرز” أو صانعي المحتوى.
وأضاف مازحاً أنه لا يعرف بالضبط معنى المصطلح، لكنه يرى بوضوح كيف نجح هؤلاء في تحقيق مكاسب مالية ضخمة، وصلت إلى حد شراء سيارات فارهة وعقارات في مدن مثل دبي، وهو ما يعكس مدى قوة هذه الصناعة الناشئة.
تيك توك والاقتصاد الرقمي
لقد ساهم تيك توك في تعزيز مفهوم جديد يُعرف بـ”الاقتصاد الرقمي”، حيث أصبح بإمكان أي فرد يمتلك فكرة مميزة أو موهبة أو حتى قدرة على جذب الجمهور، أن يبني قاعدة جماهيرية تتابعه وتدعمه.
ومع تزايد هذه القاعدة، تبدأ فرص الربح في الظهور، سواء من خلال الإعلانات، أو البث المباشر (لايف) والهدايا الافتراضية، أو حتى التعاون مع العلامات التجارية التي تبحث عن وسيلة للوصول إلى شرائح عمرية شابة.
كيف يربح صانعو المحتوى من تيك توك؟
طرق الربح عبر تيك توك متعددة، ويمكن تلخيصها في:
الهدايا الافتراضية والبث المباشر: حيث يرسل المتابعون هدايا رقمية يتم تحويلها إلى أموال حقيقية.
الإعلانات والشراكات الدعائية: إذ تتعاون الشركات مع المؤثرين لعرض منتجاتها.
صندوق دعم المبدعين: أطلقه تيك توك لدعم صناع المحتوى الأكثر نشاطاً وانتشاراً.
التسويق بالعمولة: من خلال الترويج لمنتجات ومتاجر إلكترونية عبر الروابط.
صناعة قائمة بذاتها
ما قاله عبدالمنعم يعكس حقيقة مهمة وهي أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت صناعة قائمة بذاتها، توفر فرص عمل جديدة بعيداً عن الوظائف التقليدية. فاليوم نجد شباباً يحققون دخلاً شهرياً يعادل أو حتى يفوق دخل موظف في وظيفة حكومية أو خاصة. البعض وصل إلى الشهرة، والبعض الآخر بنى علامات تجارية شخصية قوية جعلته مصدر ثقة لجمهوره.
حضور البلوجرز في المجتمع
وأشار عبدالمنعم أيضاً إلى أنه لاحظ وجود هؤلاء البلوجرز في العروض الخاصة للأفلام والفعاليات الفنية، مؤكداً أنه لا يشعر بأي انزعاج من ذلك، بل يعتبر الأمر طبيعياً في ظل أن هذه الفئة أصبحت مؤثرة ولها جمهور واسع. وجودهم في تلك المناسبات يثبت أن صناعة المحتوى لم تعد هامشية، بل جزء من المشهد الإعلامي والثقافي في العالم العربي.
الجدل حول أرباح تيك توك
ورغم هذه النجاحات، لا يزال الجدل قائماً حول ما إذا كان هذا الشكل من العمل يحمل قيمة حقيقية أم أنه مجرد ظاهرة مؤقتة. فهناك من يرى أن الربح عبر تيك توك لا يحتاج إلى جهد كبير مقارنة بوظائف أخرى، بينما يعتقد آخرون أن صناعة المحتوى مهنة صعبة تتطلب إبداعاً مستمراً، ومجهوداً نفسياً وفكرياً للحفاظ على تفاعل الجمهور.
المستقبل والفرص
من الواضح أن المستقبل يحمل فرصاً أكبر لصناع المحتوى، خاصة مع توسع الاستثمار في مجالات مثل التسويق الرقمي، التجارة الإلكترونية، والتدريب عبر الإنترنت. وقد يصبح تيك توك وغيره من المنصات وسيلة لتغيير مسار حياة الكثيرين، خصوصاً الشباب الذين يبحثون عن طرق بديلة للدخل بعيداً عن الروتين الوظيفي.
تحول “تيك توك” إلى أكثر من مجرد منصة فيديوهات قصيرة، وأصبح سوقاً مفتوحاً للأفكار والإبداع والربح. كلمات الفنان تامر عبدالمنعم تلخص هذه النقلة النوعية: فاليوم، لم يعد النجاح محصوراً في شاشات التلفزيون أو السينما، بل بات ممكناً لأي شخص يمتلك محتوى جاذباً أن يحجز مكانه في عالم الشهرة والدخل المستقل عبر شاشة هاتفه المحمول.