توجه الدولة نحو تعزيز المكون المحلي في الصناعات: آليات التنفيذ والفرص المتاحة . أكدت الدكتورة فجر عبدالجواد، القائم بأعمال رئيس المركز القومي للبحوث، حرص المركز الشديد على تنفيذ كافة توجيهات الدولة الهادفة إلى تعظيم المكون المحلي في الصناعات المصرية. ويأتي هذا في إطار توجهات الحكومة الرامية إلى تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد من خلال توطين الصناعات المحلية في مختلف القطاعات.
وفي تصريحاتها اليوم الأربعاء، أوضحت “فجر” أن المركز القومي للبحوث يشارك لأول مرة في المعرض السنوي للصناعات الذي يُنظم بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية. ويأتي هذا النشاط في إطار حرص المركز على المشاركة الفعّالة في تنفيذ استراتيجية الدولة لتعظيم المكون المحلي للصناعات المصرية في شتى المجالات.
من خلال هذه المشاركة، يسعى المركز إلى تعزيز دور البحث العلمي في دعم الصناعات المحلية وتوفير حلول مبتكرة تدعم النمو المستدام للاقتصاد الوطني.
وأشارت “فجر” إلى أن المركز القومي للبحوث يبذل جهودًا كبيرة لدعم الاقتصاد القومي، وخاصة في مجال تقليص الفاتورة الاستيرادية، وذلك عن طريق توطين الصناعات المحلية.
وأضافت أن المركز يعمل على تطوير صناعات يمكن أن تصل نسبة المكون المحلي فيها إلى أكثر من 80%، مثل صناعات الطاقة، الكيماويات، والطاقة الشمسية، مما يعزز القدرة الإنتاجية ويقلل من الاعتماد على الواردات.
وأكدت على أن الدولة تسعى بشكل جاد إلى تعزيز بيئة الاستثمار المحلي وزيادة حجم الإنتاج الوطني، مع تقليل الاعتماد على الاستيراد. وأوضحت أن المركز يساهم في دعم العديد من القطاعات المحلية، مثل قطاع النسيج، وفلاتر تحلية المياه، والكيماويات ومواد الطلاء.
بالإضافة إلى مشروعات الطاقة الشمسية التي تمثل أحد الأبعاد الحيوية في تطبيق استراتيجية الدولة للتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة. ومن بين هذه المشروعات، تسعى الدولة إلى نشر استخدام الطاقة الشمسية في المنازل من خلال تصنيع سخانات شمسية محلية، وذلك لتوفير حلول اقتصادية ومستدامة للطاقة.
وفي إطار استراتيجية البحث العلمي والتعليم العالي 2030، أضافت “فجر” أن المركز القومي للبحوث يعتمد بشكل كبير على المنتج المحلي الذي يتم تطويره من خلال نواتج البحث العلمي، مما يعزز الدور الفاعل للبحث والتطوير في تحقيق التنمية المستدامة.
وأشارت إلى أن المركز يضم 14 معهدًا متخصصًا في مختلف المجالات، بما في ذلك معهد متخصص في الصناعات الدوائية، الذي يساهم بشكل أساسي في تطوير صناعة الأدوية المحلية وتوفير حلول مبتكرة في هذا القطاع الحيوي.
وتطرقت “فجر” إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها المركز لدعم تنفيذ أهداف رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، مؤكدة أن المركز يساهم في العديد من المبادرات والمشروعات التنموية التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة البيئية وتعزيز الإنتاج المحلي.
كما لفتت إلى أهمية تطوير البنية التحتية من خلال العمل على إنشاء طرق مميزة مثل الطرق المضيئة التي تساهم في الحد من الحوادث، وهو ما يتماشى مع توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي لتعزيز السلامة المرورية وتحسين شبكة الطرق في مصر.
وأكدت أن المركز القومي للبحوث يعمل بشكل مستمر على تنفيذ أهداف رؤية مصر للتنمية المستدامة، مشيدة بجهود العلماء والخبراء في المركز الذين يسهمون بشكل فعال في تحقيق هذه الأهداف.
وأوضحت أن المركز لا يقتصر عمله على دعم الصناعات المحلية فقط، بل يسعى أيضًا إلى تطوير مختلف المجالات التي تتطلب الأبحاث العلمية المتقدمة، مما يساهم في النهوض بالاقتصاد المصري وتحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من الصناعات الأساسية.
وأضافت “فجر” أن هذه الجهود تأتي في وقت حساس، حيث تواصل الدولة مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية والمحلية. ومن خلال تعظيم المكون المحلي في الصناعات المختلفة، يمكن لمصر أن تقوي اقتصادها وتحقق المزيد من الاستقرار الاقتصادي في المستقبل القريب.
وبالنظر إلى أن الصناعات المحلية تلعب دورًا محوريًا في تطوير الاقتصاد، أشارت “فجر” إلى ضرورة استغلال كافة الفرص المتاحة لتوسيع دائرة التعاون بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة والقطاع البحثي، بهدف تعظيم الاستفادة من الخبرات المحلية وتحقيق الاستقلال الاقتصادي في قطاعات استراتيجية.
وتختتم الدكتورة “فجر” تصريحاتها بالتأكيد على أن المركز القومي للبحوث يظل في طليعة الجهود الوطنية الرامية إلى تطوير الصناعة المحلية وتعزيز دور البحث العلمي في دعم هذه الصناعة، بما يتماشى مع أهداف الدولة الاستراتيجية في تعزيز الاكتفاء الذاتي وتحقيق التنمية المستدامة في جميع المجالات.