تكاليف المواد البترولية في الدولة 20 مليار دولار لتغطية الاحتياجات . خلال احتفاله بالذكرى الـ 73 لعيد الشرطة، أدلى الرئيس عبد الفتاح السيسي بتصريحات مهمة تسلط الضوء على الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها مصر، مشيرًا إلى حجم التحديات التي تواجه الدولة في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية والمحلية.الرئيس السيسي قال إن الدولة المصرية تحتاج إلى 20 مليار دولار لتغطية احتياجاتها من المواد البترولية. هذا التصريح يعكس مدى الأزمة التي يعاني منها الاقتصاد المصري في مجال الطاقة، الذي يعد أحد أهم ركائز الاقتصاد في أي دولة.
وتابع الرئيس في حديثه قائلاً: “أنا بأخد دولار أبيعه بالجنيه، مش ببيعه بقيمته بل أقل”، في إشارة إلى تدهور قيمة الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية وتزايد الضغط على الاقتصاد الوطني نتيجة لتحديات العملات الصعبة.
يُظهر حديث الرئيس السيسي أن الدولة تواجه العديد من الأزمات الاقتصادية التي تتطلب حلولًا عاجلة، خصوصًا في مجالات مثل توفير السلع الأساسية والطاقة، حيث كان من المهم بالنسبة للدولة توفير احتياجات المواطنين من الوقود والمواد الغذائية الأساسية. وتساءل الرئيس السيسي “هل الدولة لا تحتاج فقط إلى قمح وزيت طعام وفول صويا؟”، في تلميح إلى أزمات توريد السلع الأساسية، التي كانت من أهم القضايا التي تضع الدولة في مواجهة تحديات اقتصادية كبيرة.
تعد مشكلة توفير العملات الصعبة أحد التحديات الكبرى التي يواجهها الاقتصاد المصري في الوقت الحالي. حيث أن إيرادات العملة الصعبة، التي كانت تأتي من السياحة وتحويلات المصريين العاملين بالخارج، قد انخفضت بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
في هذا السياق، يرى الرئيس السيسي أن إيرادات العملة الصعبة كانت أقل في الماضي مما كانت عليه الآن، مما جعل من السهل التعامل مع هذه المتطلبات الاقتصادية في سنوات مضت. بينما في الوقت الحالي، ومع تزايد عدد السكان والضغط على الموارد، أصبحت الدولة تواجه صعوبة أكبر في تأمين هذه العملات اللازمة لاستيراد المواد البترولية والأساسية.
في هذا السياق، شدد الرئيس السيسي على أن الفجوة الاقتصادية التي كانت موجودة في الماضي أصبحت تتسع بشكل ملحوظ، مشيرًا إلى زيادة عدد السكان بشكل كبير. في حديثه، قال الرئيس السيسي: “الريف المصري كان قادرًا على الإنتاج في الأربعينيات والخمسينيات”، لكن مع زيادة عدد السكان بشكل متسارع، أصبح الوضع أكثر تعقيدًا.
حيث أن مصر اليوم تتحدث عن 110 مليون مواطن، وهو ما يعني أن القدرة على توفير الاحتياجات الأساسية لجميع المواطنين أصبحت أكثر صعوبة من أي وقت مضى. هذه التصريحات تشير إلى أزمة هيكلية في الاقتصاد المصري، تزداد تعقيدًا بسبب النمو السكاني السريع وتناقص الموارد الزراعية في الريف، الذي كان في الماضي مصدرًا رئيسيًا للإنتاج الغذائي.
الرئيس السيسي أراد من خلال حديثه أن يوضح حقيقة أن مصر تواجه تحديات حقيقية على صعيدي الاقتصاد والتنمية، مؤكدًا أن الحلول تتطلب تعاون جميع القوى الوطنية من الحكومة والشعب للعمل على تجاوز هذه الأزمات.
وفي هذا الإطار، أشار إلى ضرورة الابتعاد عن التقليل من حجم هذه المشاكل أو التقليل من أهميتها. وطالب الرئيس السيسي بضرورة التفاعل بشكل موضوعي مع هذه القضايا، خصوصًا في ظل الظروف العالمية والمحلية الصعبة التي تشهدها مصر.
ورغم التحديات الاقتصادية، فإن الرئيس السيسي لم يغفل عن ذكر قضايا مصر الوطنية الكبرى، التي تجسدها معركة الإسماعيلية في 25 يناير 1952، وهو اليوم الذي يحتفل فيه المصريون بعيد الشرطة. هذه الذكرى، التي هي جزء أساسي من التاريخ الوطني، تذكّر المصريين بشجاعة رجال الشرطة الذين واجهوا الاحتلال البريطاني في معركة بطولية غيرت مسار تاريخ البلاد.
الرئيس السيسي في حديثه استعاد تلك اللحظات البطولية، حيث أشار إلى أن معركة الإسماعيلية كانت رمزًا للكرامة المصرية. وشدد الرئيس على أن رجال الشرطة قاوموا بكل بسالة الاحتلال البريطاني، ضاربين أروع الأمثلة في الشجاعة والإخلاص للوطن، ورفضوا الاستسلام، وواجهوا القوات البريطانية في تلك اللحظات التاريخية، حتى سقط منهم العشرات من الشهداء.
وتعتبر معركة الإسماعيلية رمزًا للكرامة المصرية، ليس فقط في مواجهة الاحتلال، بل في إرادة شعب مصر في نيل استقلاله وحريته. وتُعد هذه المعركة جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الوطنية، حيث استشهد خلالها العديد من رجال الشرطة الذين رفضوا التراجع أو الخضوع للقوة العسكرية البريطانية، ورغم الخطر الذي كان يحدق بهم، إلا أنهم قاوموا ببسالة.
وأوضح الرئيس السيسي أن تضحيات هؤلاء الشهداء يجب أن تظل حية في وجدان المصريين، ليتم تذكير الأجيال الجديدة بحجم التضحية والشجاعة التي قدمها رجال الشرطة من أجل الوطن. وقال الرئيس: “هؤلاء الشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن وطنهم ما زالت أرواحهم حية في ذاكرة المصريين، لتظل تذكارًا مخلدًا للأجيال القادمة”.
هذه الكلمات تبرز احترام الرئيس السيسي العميق لأولئك الأبطال الذين قدموا حياتهم فداءً للوطن، وهو ما يعكس التقدير الكبير لشجاعة وتضحية رجال الشرطة المصرية في مواجهة الاحتلال.
ومن خلال هذه الفقرات، يعكس الرئيس السيسي التحديات الاقتصادية الحقيقية التي تواجه الدولة في الوقت الراهن، وكيف أن هناك حاجة إلى العمل الجماعي والتعاون من أجل تخطي هذه التحديات. بالإضافة إلى ذلك، لا يغفل الرئيس أهمية الذاكرة الوطنية، وتضحيات رجال الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تحقيق الحرية والاستقلال.
حيث يجسد حديثه التوازن بين التأكيد على أهمية الإصلاح الاقتصادي وبين إبراز المكانة العظيمة التي يحتلها رجال الشرطة في تاريخ الوطن، وكيف يمكن استلهام البطولات الماضية للمضي قدمًا نحو تحسين أوضاع مصر في الحاضر والمستقبل.