تفسير اختلافات الكنائس في الاحتفال بعيد الميلاد المجيد . يستعد المسيحيون في مصر وخارجها للاحتفال بعيد الميلاد المجيد في 7 يناير 2025، حيث يُعد هذا العيد من الأعياد المهمة في الديانة المسيحية، ويحضره العديد من الأشخاص من مختلف الطوائف المسيحية.
في هذا العام، يترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد الميلاد المجيد مساء 6 يناير 2025، والذي سيُقام في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة. سيشهد هذا الحدث مشاركة واسعة من كبار رجال الدولة، بالإضافة إلى حضور العديد من النواب والشخصيات العامة.
في الوقت نفسه، احتفلت طوائف الكنائس التي تتبع التقويم الغربي، مثل الكنائس “السريانية الأرثوذكسية”، و”الكلدانية الكاثوليكية”، و”الأرمن الكاثوليك”، و”المارونية الكاثوليكية”، بعيد الميلاد المجيد في 25 ديسمبر، حيث أقيمت قداسات الصلاة في مختلف الكنائس.
كما شاركت الكنائس الأسقفية والقبطية الكاثوليكية في الاحتفالات، بحضور مندوبين عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبعض المسؤولين والوزراء، إضافة إلى عدد من الشخصيات العامة وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ والسفراء الأجانب في مصر.
لماذا تختلف الكنائس في مواعيد الاحتفال بعيد الميلاد؟
تعدّ اختلاف مواعيد الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بين الكنائس من المواضيع التي تثير التساؤلات لدى الكثيرين. في هذا السياق، أوضح الأب عبده أبو كسم، مدير المركز الثقافي الكاثوليكي اللبناني، أن هناك اختلافًا في التقويمات التي تتبعها الكنائس.
إذ إن بعض الكنائس تتبع التقويم الغربي الذي يُحتفل فيه بعيد الميلاد المجيد في 25 ديسمبر من كل عام، وهو تاريخ ارتبط بعيد الأنوار الوثني. عندما اعتنق الوثنيون المسيحية، تم تعديل هذا العيد، وأصبح عيد ميلاد يسوع المسيح بديلاً عنه، واحتفظ بتاريخ 25 ديسمبر للاحتفال. أما الكنائس التي تتبع التقويم الشرقي، مثل الكنائس القبطية والأرمنية والرومية، فإنها تحتفل بعيد الميلاد المجيد في 6 يناير.
وفيما يخص الكنيسة الكاثوليكية، فإنه يتم الاحتفال في 6 يناير بعيد الظهور الإلهي، وهو أيضًا من الأعياد المسيحية المهمة، التي تذكر ظهور المسيح للعالم في هيئة إنسان، عندما زار المجوس المسيح في بيت لحم. ولهذا السبب، يُنظر إلى عيد الميلاد المجيد في 6 يناير من قبل هذه الكنائس على أنه ليس فقط تذكارًا لميلاد يسوع، بل أيضًا تجسدًا لله في عالم البشر.
ما هو عيد الميلاد المجيد 2025؟
يُعتبر عيد الميلاد المجيد ثاني أهم الأعياد المسيحية بعد عيد القيامة، حيث يرمز إلى ميلاد يسوع المسيح، المخلص في الديانة المسيحية. ويبدأ الاحتفال بعيد الميلاد من ليلة 24 ديسمبر، ويستمر حتى يوم 25 ديسمبر، في الكنائس التي تتبع التقويمين الغريغوري واليولياني.
إلا أن الكنائس التي تعتمد التقويم اليولياني أو الشرقي، التي منها الكنيسة القبطية، تحتفل بالعيد في 6 يناير، ما يعكس اختلافًا دام لقرون بين التقويمين المسيحيين الغربي والشرقي. ويترتب على هذا الاختلاف في التوقيت أن عيد الميلاد لدى هذه الكنائس يقع في عشية 6 يناير، ويستمر حتى 7 يناير من كل عام، وهو ما يعكس التقاليد والطقوس المتبعة في الكنائس الشرقية.
يتساءل الكثيرون عن سبب هذا الاختلاف بين التقويمين، خاصة وأن هناك فرقًا زمنيًا قدره 13 يومًا بين التقويمين الغريغوري واليولياني. هذا الاختلاف في الحسابات الزمانية يرجع إلى تغييرات تاريخية في طريقة حساب الأعوام والتاريخ الكنسي، التي كانت نتيجة للانتقال من التقويم اليولياني القديم إلى التقويم الغريغوري الذي اعتمدته معظم الكنائس الغربية.
تقاليد واحتفالات عيد الميلاد المجيد في مصر
في مصر، يُعد عيد الميلاد المجيد من المناسبات العزيزة على قلوب المسيحيين، حيث يمثل تذكارًا لميلاد يسوع المسيح ويجسد روح المحبة والتسامح. يتم الاحتفال بالعيد من خلال قداس خاص يقام في الكنائس، تبدأ أولى مراسمه في عشية 6 يناير ويستمر حتى صباح اليوم التالي. وتتميز الاحتفالات بتقديم العديد من التهاني للأهل والأصدقاء، ويتم تبادل الهدايا بين الأقارب والمحبين في تلك المناسبة السعيدة.
وتعتبر ليلة عيد الميلاد المجيد مناسبة اجتماعية ودينية هامة، حيث يلتقي فيها أفراد الأسرة والجيران للاحتفال سويًا، بينما تقوم العائلات بتزيين المنازل وتقديم أشهى الأطعمة والوجبات التقليدية الخاصة بالمناسبة. كما يتبادل الأقباط التهاني عبر الرسائل الهاتفية، في حين تكثر الزيارات الاجتماعية التي تهدف إلى تعزيز الروابط الاجتماعية والمحبة بين الجميع.
الاحتفالات في العالم
تختلف طرق الاحتفال بعيد الميلاد المجيد من دولة إلى أخرى، ولكن تظل العديد من الطقوس والعادات المشتركة التي يتبعها المسيحيون في جميع أنحاء العالم. من أبرز هذه العادات تزيين المنازل بالأضواء والزخارف، بالإضافة إلى إقامة قداسات الصلاة وقراءة الإنجيل.
كما يتم تبادل الهدايا بين الأفراد وتقديم الطعام التقليدي. ففي الدول الغربية، يحرص الكثيرون على إحياء ذكرى الميلاد من خلال زيارة الكنائس أو التجمعات العائلية التي تتيح لهم فرصة التعبير عن حبهم واهتمامهم ببعضهم البعض.
أما في الدول التي تتبع التقويم الشرقي، مثل مصر، فتتميز الاحتفالات بالطقوس الدينية الخاصة التي تحرص الكنائس على إحيائها، بالإضافة إلى مراسيم تقديم الطعام والتهنئة بالعيد.
في الختام، يظل عيد الميلاد المجيد في جميع أنحاء العالم مناسبة دينية واجتماعية تحتفل بها الكنائس المسيحية في تواريخ مختلفة وفقًا للتقويمات التي تتبعها. ورغم هذا الاختلاف في توقيت الاحتفال، إلا أن الروح المسيحية واحدة، وهي روح المحبة والسلام التي يتبادلها الناس في هذه المناسبة.