تسريب نموذج متوقع لامتحان العربي قبل ساعات من بدء الثانوية العامة . تبدأ غدًا الأحد، الموافق 22 يونيو 2025، أولى جولات ماراثون امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2024–2025.
حيث يتوجه مئات الآلاف من طلاب الشُعبتين العلمية والأدبية إلى مقار لجانهم لأداء امتحان اللغة العربية، أولى المواد الأساسية التي تجمع بين كافة طلاب النظامين الجديد والقديم، في انطلاقة حاسمة للعام الدراسي الأهم في حياة الطلاب المصريين.
ويُعد امتحان اللغة العربية بمثابة حجر الأساس في جدول الامتحانات، لما له من تأثير نفسي وميداني كبير على الطلاب وأسرهم، إذ يحدد إلى حدّ كبير طبيعة الانطباع الأولي عن صعوبة الامتحانات، ومستوى التنظيم والإشراف داخل اللجان، كما يُعتبر أحد العوامل المؤثرة في الحالة المعنوية العامة للطلاب خلال بقية فترة الامتحانات.
أهمية اللغة العربية في جدول الامتحانات
تحظى مادة اللغة العربية بأهمية خاصة لكونها أول اختبار فعلي في جدول الثانوية العامة، فضلًا عن كونها مادة أساسية تُحسب درجاتها في المجموع النهائي لجميع الطلاب دون استثناء.
ومن ثمّ، فإن نتائج هذا الامتحان تؤثر بشكل مباشر على مستقبل الطالب في التنسيق الجامعي، خاصةً في ظل ارتفاع الحدود الدنيا للقبول في الكليات خلال السنوات الماضية.
وتمتد فترة امتحان اللغة العربية إلى ثلاث ساعات كاملة، وهي من أطول الفترات الزمنية المخصصة لأي مادة، وذلك نظرًا لتعدد فروع المادة التي تشمل:
القراءة المتحررة والقراءة الإبداعية
النصوص المتعددة والمدرسية
الأدب
النحو
التعبير بنوعيه الوظيفي والإبداعي
البلاغة
ويحتاج الطالب إلى استعداد ذهني وعملي خاص لخوض هذا الامتحان، إذ يتطلب التمرين على الكتابة، سرعة في الفهم والتحليل، ودقة في الإجابة على الأسئلة التي تأتي بصيغ متنوعة، ما بين اختيار من متعدد، وأسئلة مقالية قصيرة، وأخرى طويلة.
الاستعدادات الحكومية وتأمين اللجان
من جانبها، أكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أنها استكملت كافة الاستعدادات الخاصة بانطلاق امتحانات الثانوية العامة، حيث تم توزيع رؤساء اللجان والمراقبين، وتجهيز مقار الامتحانات بكل ما يلزم من أدوات، بالإضافة إلى تفعيل الإجراءات الاحترازية لمنع الغش والتسريب.
وشددت الوزارة على ضرورة التزام جميع الطلاب بالتعليمات الواردة في كتيب المفاهيم، والذي تم تسليمه مسبقًا للطلاب، ويمثل المرجع الوحيد المسموح باصطحابه داخل اللجان.
كما تم التأكيد على منع دخول الهواتف المحمولة أو أي أجهزة إلكترونية مع الطلاب أو المراقبين، مع التهديد باتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد كل من يخالف التعليمات أو يحاول الإخلال بسير الامتحانات.
ووفقًا لتعليمات الوزارة، تم تفعيل غرفة العمليات المركزية لمتابعة سير الامتحانات في الوقت الفعلي، والتدخل الفوري في حال حدوث أية طوارئ. كما تم التنسيق مع وزارة الداخلية لتأمين محيط المدارس وتوفير الأجواء المناسبة للطلاب لأداء الامتحانات في هدوء تام.
نموذج امتحان متوقع لتعزيز الاستعداد
وفي ظل القلق الذي يرافق الأيام الأخيرة قبل بدء الامتحانات، يحرص الطلاب على مراجعة نماذج امتحانات متوقعة من قِبل كبار المعلمين، في محاولة للتدريب على طبيعة الأسئلة، وضبط الوقت، وتفادي المفاجآت داخل اللجنة.
وفي هذا الإطار، قدّم الأستاذ مهتدي سلطان، كبير معلمي اللغة العربية، نموذجًا متكاملًا يشمل أبرز النقاط المتوقع التركيز عليها داخل الورقة الامتحانية. ويأتي هذا النموذج في إطار دعم الطلاب نفسيًا ومعنويًا، عبر إتاحة تدريبات حقيقية تساعدهم على رفع مستوى الجاهزية والثقة بالنفس.
ويركز النموذج المتوقع على الموضوعات التي وردت في المنهج بشكل مكثف، ويُحاكي الطريقة الجديدة لتقييم الطلاب، التي تعتمد على الفهم العميق، والقدرة على الاستنتاج، والتحليل اللغوي، أكثر من الحفظ والتلقين التقليدي.
امتحانات مدارس المتفوقين والمكفوفين
بالتوازي مع امتحانات الثانوية العامة العادية، يؤدي طلاب مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا (STEM) غدًا امتحانًا خاصًا بعنوان “مقاييس المفاهيم في مادة الكيمياء”، وهو اختبار يهدف إلى قياس القدرة على الفهم والتفكير النقدي وحل المشكلات، ضمن فلسفة تعليمية حديثة تعتمد على بناء العقل العلمي والإبداعي.
أما طلاب مدارس المكفوفين فيؤدون امتحان اللغة العربية – الورقة الأولى، في كلٍ من النظامين القديم والجديد، حيث وفرت الوزارة الأدوات والمرافق المناسبة لضمان تكافؤ الفرص، ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب من مختلف الفئات.
ويأتي ذلك في إطار خطة الوزارة لتطبيق مبدأ العدالة التعليمية، والحرص على دمج جميع الفئات ضمن منظومة تعليمية موحدة توفر لهم فرص النجاح والتفوق.
الوزارة توجه رسالة للطلاب وأولياء الأمور
وفي رسالة طمأنة، ناشدت وزارة التعليم الطلاب بضرورة التركيز، والالتزام داخل اللجان، واتباع التعليمات الإدارية بدقة، مشيرة إلى أن كل الجهود الحالية تهدف إلى توفير بيئة هادئة وآمنة، تسمح لهم بتقديم أفضل ما لديهم.
كما دعت أولياء الأمور إلى دعم أبنائهم نفسيًا، وعدم الضغط عليهم، خاصةً في الأيام الأولى من الامتحانات، التي غالبًا ما تكون حاسمة في رسم ملامح الأداء العام للطالب.
امتحانات الثانوية مستمرة حتى يوليو المقبل
ومن المقرر أن تستمر امتحانات الثانوية العامة حتى منتصف يوليو 2025، وسط متابعة مستمرة من غرفة العمليات المركزية بالوزارة، بالتعاون مع مديريات التعليم في المحافظات، لضمان انضباط سير الامتحانات، وتقديم الدعم الفني واللوجستي اللازم.
ويشمل الجدول مجموعة من المواد الأساسية مثل الفيزياء والكيمياء والأحياء والتاريخ والجغرافيا والفلسفة والرياضيات، إلى جانب المواد غير المضافة للمجموع، والتي أداها الطلاب في وقت سابق خلال العام.
انطلاق امتحانات اللغة العربية غدًا يمثل البداية الرسمية للثانوية العامة 2025، وسط أجواء من الترقب والقلق، لكنه أيضًا فرصة حقيقية لإثبات الذات والنجاح. ومع ما وفرته الوزارة من تجهيزات تنظيمية وأمنية، فإن المسؤولية الآن تقع على عاتق الطالب، الذي عليه أن يتحلى بالهدوء، والثقة، والتركيز، لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة.
وتبقى النصيحة الذهبية لكل الطلاب: ابدأ امتحانك بروح إيجابية، ولا تجعل القلق يعطّلك عن النجاح.