وأوضح هشام الزيني، رئيس تحرير “الأهرام أوتو”، خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر في برنامج “يحدث في مصر” على شاشة MBC مصر، أن سوق السيارات يعيش “مأساة حقيقية”، خاصة في فئة سيارات السيدان التي كانت الأكثر طلبًا في السنوات الماضية.
ركود شامل يضرب السوق المصري
قال الزيني إن منطقة العين السخنة، التي تُعد مقياسًا لحركة بيع وشراء السيارات المستعملة في مصر، تشهد توقفًا تامًا في التعاملات، مشيرًا إلى أن السوق يعاني من تذبذب حاد في الأسعار وغياب مرجعية واضحة لتحديد القيمة الفعلية للسيارات. وأضاف أن الكثير من العملاء باتوا يترددون في اتخاذ قرار الشراء، خوفًا من الخسارة نتيجة الهبوط المستمر في الأسعار.
وأشار إلى أن الأسعار الحالية لا تعكس الواقع الفعلي للسوق، إذ تشهد بعض الطرازات انخفاضات غير مسبوقة وصلت إلى 300 ألف جنيه في بعض الحالات، وهو ما وصفه بـ”الانخفاض الانتحاري”.
مؤكدًا أن هذا التراجع المفاجئ تسبب في فقدان الثقة بين المستهلكين والوكلاء، خاصة بعد أن شعر كثير من المشترين بالخسارة بعد اقتناء سيارات بأسعار مرتفعة قبل موجة الانخفاضات الأخيرة.
الوكلاء في مأزق والمستهلك في حالة ترقب
وأوضح الزيني أن المخزون الكبير من السيارات لدى الشركات يمثل عبئًا ضخمًا، حيث تمتلك بعض الشركات كميات تكفي لعامين كاملين، وهو ما يجبرها على تقديم تخفيضات متتالية لتصريف المخزون. وأشار إلى أن العديد من المستهلكين اختاروا التوجه نحو الاستثمار في الذهب بدلًا من السيارات، بعد أن فقدوا الثقة في استقرار الأسعار داخل السوق المحلي.
وأكد أن المستهلك المصري أصبح أكثر وعيًا وحذرًا، فهو لم يعد يتعامل مع شراء السيارة كاستثمار أو كوسيلة للربح، بل كاحتياج مؤجل ينتظر توقيتًا مناسبًا لتنفيذه. ومع ذلك، يرى الزيني أن بداية عام 2026 قد تشهد بوادر تحسن تدريجي مع عودة خطوط إنتاج السيارات المحلية للسوق، خاصة الطرازات الصينية التي بدأت تثبت حضورًا قويًا في الفئة الاقتصادية.
سيارات السيدان الصينية.. نجوم 2025 رغم الركود
ورغم التراجع العام في السوق، فإن العلامات الصينية ما زالت تحافظ على وجودها بفضل أسعارها التنافسية ومواصفاتها المتطورة. وتُعد سيارات السيدان الصينية موديل 2025 من أكثر الطرازات التي يتابعها المستهلك المصري باهتمام، لما تقدمه من قيمة مقابل السعر.
فيما يلي خمس سيارات سيدان صينية موديل 2025 يُتوقع أن تشكل العمود الفقري للسوق خلال الفترة المقبلة:
MG 5 موديل 2025
تتميز بتصميم أنيق ومحرك اقتصادي سعة 1500 سي سي، بقوة 120 حصانًا.
السعر التقريبي بعد التخفيضات: 750 ألف جنيه.
من أكثر السيارات الصينية انتشارًا في السوق المصري بفضل توافر قطع الغيار وخدمة ما بعد البيع.
Chery Arrizo 5 موديل 2025
من إنتاج شركة غبور، وتُعد من أكثر السيارات مبيعًا في فئتها.
تتمتع بتجهيزات أمان حديثة، ونظام فرامل ABS ووسائد هوائية مزدوجة.
السعر التقريبي: 720 ألف جنيه بعد الانخفاض الأخير.
BYD F3 موديل 2025
من أقدم السيارات الصينية في السوق المصري وأكثرها موثوقية.
محرك 1500 سي سي، وناقل حركة يدوي، واستهلاك وقود اقتصادي جدًا.
السعر الحالي في بعض المعارض يتراوح بين 650 و700 ألف جنيه.
Geely Emgrand 7 موديل 2025
سيارة متوسطة الحجم بمواصفات أوروبية التصميم.
توازن بين الراحة والسعر المعقول، وتُعد خيارًا مفضلًا للعائلات الصغيرة.
السعر التقريبي: 780 ألف جنيه بعد موجة التخفيضات.
JAC J7 موديل 2025
تجمع بين المظهر الرياضي والأداء القوي، بمحرك تربو 1500 سي سي.
مزودة بشاشة وسطية كبيرة وأنظمة مساعدة للسائق.
السعر انخفض من نحو 950 ألف إلى حوالي 820 ألف جنيه.
المستهلك ينتظر المزيد من التراجع
ويرى الزيني أن انخفاض الأسعار المستمر جعل المستهلكين يتوقعون مزيدًا من التراجع، مما أدى إلى تجميد قرارات الشراء، مضيفًا أن بعض الوكلاء خسروا مصداقيتهم نتيجة رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه خلال فترات الاضطراب الاقتصادي، ثم خفضها بشكل مفاجئ دون مبررات منطقية.
وأكد أن السوق لن يستعيد توازنه إلا عند تحقيق استقرار حقيقي في الأسعار، ووجود رؤية واضحة من الشركات والموزعين بشأن سياسة التسعير، مشيرًا إلى أن “من يشتري الآن يخاطر بخسارة مالية محتملة خلال أسابيع”.
يتوقع خبراء الصناعة أن يشهد عام 2026 بداية عودة تدريجية للنشاط، مدعومة بإطلاق خطوط إنتاج السيارات المحلية وزيادة الاعتماد على المكونات المصرية، إلى جانب انحسار موجة التضخم وعودة الثقة للمستهلكين. ومع ذلك، فإن الطرازات الصينية ستظل اللاعب الأبرز في السوق نظرًا لأسعارها المنافسة وتطورها التكنولوجي السريع.
يمكن القول إن سوق السيارات في مصر يعيش واحدة من أصعب فتراته في السنوات الأخيرة. فالأسعار تهبط بشكل حاد، والثقة بين البائع والمشتري باتت مهزوزة، والوكلاء يواجهون ضغوطًا غير مسبوقة لتصريف المخزون.
ومع ذلك، تبقى سيارات السيدان الصينية موديل 2025 بارقة الأمل الوحيدة وسط الركود، كونها تجمع بين الجودة والسعر المناسب، وقد تكون بداية الطريق نحو تعافٍ حذر للسوق في 2026.