في هذا السياق، أكد الدكتور أشرف عمر، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي، أن بعض المرضى المصابين بأمراض معينة يجب عليهم الامتناع عن الصوم لحماية صحتهم، حيث أن تأثيرات الصوم على حالتهم قد تكون ضارة.
وفي مداخلة هاتفية مع برنامج “صالة التحرير” المذاع على قناة “صدى البلد”، شدد الدكتور عمر على أن الصوم ليس مجرد فترة لتناول الطعام، بل هو عبادة تتطلب الانضباط والتركيز في نظام الحياة اليومية، بما في ذلك التغذية. وأوضح الدكتور عمر أن العديد من المرضى الذين يعانون من حالات صحية مزمنة لا يستطيعون الصوم بشكل آمن، بل قد يتعرضون لمضاعفات صحية خطيرة في حال حاولوا الصوم.
مرضى الكبد والتليف
أحد الفئات التي حذر الدكتور عمر من صيامها هي فئة مرضى الكبد، خاصة أولئك الذين يعانون من درجات متفاوتة من التليف الكبدي. وأشار إلى أنه في حال كان التليف بسيطًا أو هناك التهاب بسيط في الكبد، فإنه يمكن لهؤلاء المرضى الصوم بشكل طبيعي ودون مشاكل صحية كبيرة. لكن بالنسبة للمرضى الذين يعانون من التليف الكبدي المتوسط أو الحاد، فإن صيامهم يمكن أن يفاقم حالتهم ويؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل زيادة التدهور في وظائف الكبد.
مرضى السكري والأمراض المزمنة
السكري أيضًا من الأمراض التي تؤثر بشكل كبير على قدرة الشخص على تحمل الصوم. وفي هذا السياق، أشار الدكتور عمر إلى أن مرضى السكري، وبخاصة أولئك الذين يعانون من مستويات غير مستقرة من السكر في الدم، يجب عليهم الامتناع عن الصوم.
الصوم قد يؤدي إلى انخفاض حاد في مستوى السكر بالدم لدى هؤلاء المرضى، مما قد يعرض حياتهم للخطر. أما المرضى الذين يعانون من السكري تحت السيطرة، فيجب عليهم متابعة مستويات السكر في الدم بانتظام واستشارة الطبيب قبل اتخاذ القرار بالصوم.
مرضى الفشل الكلوي
كذلك، أشار الدكتور عمر إلى مرضى الكلى المزمنين أو أولئك الذين يعانون من الفشل الكلوي، حيث إنهم يجب عليهم تجنب الصوم أيضًا. الصوم في هذه الحالة قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض الناتجة عن تدهور وظائف الكلى، مما قد يعرض المرضى لمشاكل صحية إضافية. وعليه، يجب على هؤلاء المرضى أن يتشاوروا مع أطبائهم بشأن الصوم ومدى تأثيره على صحتهم.
مرضى الضغط والكوليسترول
أما بالنسبة للمرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع مستوى الكوليسترول، فقد أكد الدكتور عمر أنه يمكنهم الصوم، لكن بشرط أن يكون هناك انضباط في تناول الطعام والشراب خلال فترات الإفطار والسحور. يجب أن يتناول هؤلاء المرضى الطعام بشكل متوازن مع مراعاة التقليل من الأطعمة التي تحتوي على كميات عالية من الدهون أو الصوديوم، وذلك للحفاظ على مستويات ضغط الدم والكوليسترول تحت السيطرة.
أدوية وأوقات تناولها
من النصائح المهمة التي قدمها الدكتور عمر أيضًا تتعلق بتوقيت تناول الأدوية خلال رمضان. وأوضح أنه يمكن للمرضى الذين يحتاجون إلى تناول أدوية معينة أن يعتبروا وقت السحور هو الوقت المناسب لتناول الأدوية المقررة لهم. وينبغي أن يتم تناول الأدوية بشكل صحيح وفقًا للمواعيد المقررة من الطبيب، وذلك لضمان عدم تأثير الصوم على فعالية الأدوية.
أهمية شرب الماء خلال رمضان
إضافة إلى ما ذكره الدكتور عمر عن تناول الأدوية، شدد على أهمية شرب كميات كافية من الماء خلال شهر رمضان. وأوضح أن كمية المياه التي يتناولها الشخص يجب أن توزع على فترات الإفطار، بحيث يتناول كميات معتدلة من الماء بين الإفطار والسحور. هذا التقسيم يساعد المعدة على الراحة ويقلل من تأثير الجفاف على الجسم، الذي قد يكون أحد التحديات خلال ساعات الصوم الطويلة.
التحذيرات الطبية والصوم الآمن
يجب على كل شخص يعاني من أمراض مزمنة أو حالات صحية معينة أن يتشاور مع الطبيب قبل اتخاذ القرار بالصوم. وعلى الرغم من أهمية الصوم كعبادة، إلا أن الحفاظ على صحة الفرد هو الأهم. إذا كانت هناك أي مخاطر صحية من الصوم، يجب على المريض أن يتجنب الصوم أو أن يعدل من نظامه الغذائي وفقًا لتوجيهات الطبيب.
في النهاية، يعد شهر رمضان فرصة عظيمة للتقرب إلى الله، لكن من الضروري أن يتم الصوم بطريقة صحية وآمنة. يجب أن يولي الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة عناية خاصة لقراراتهم بشأن الصوم، ويجب عليهم التحدث مع أطبائهم لضمان أن صحتهم لن تتأثر سلبًا.