تحدي تيك توك يتسبب في وفاة طفل بشكل مأساوي . وفاة طفل في لبنان بسبب تحدي “تيك توك” و”one bite”: مأساة تثير الجدل حول مخاطر الإنترنت في حادث مأساوي هز قلوب الكثيرين، توفي طفل يبلغ من العمر 12 عامًا في لبنان إثر مشاركته في تحدي “one bite” المنتشر عبر منصة “تيك توك”. الحادث وقع في مدرسته في منطقة كسروان، حيث حاول الطفل ابتلاع قطعة “كرواسون” كاملة دفعة واحدة، مما أسفر عن اختناقه ووفاته في لحظات مؤلمة.
تفاصيل الحادث:
وقع الحادث في أثناء استراحة المدرسة في مدرسة “جنّة الأطفال” حيث كان الطفل جو إيلي سكاف، الطالب في الصف السادس، يحاول تنفيذ تحدي “one bite”، الذي يطلب من المشاركين ابتلاع قطعة طعام كبيرة دفعة واحدة.
وفقًا للمعلومات الأولية، وعلى الرغم من المحاولات السريعة من المعلمين والممرضة لإنقاذه، بالإضافة إلى تدخل الدفاع المدني ونقله إلى المستشفى، إلا أن محاولات إنقاذه لم تُكلل بالنجاح، ليفارق الحياة في وقت لاحق.
كان الطفل في لحظة الحادث يبدو كغيره من الأطفال، يلهو مع أصدقائه في الاستراحة، ولكن هذه اللحظات البريئة كانت مفاجئة بكل تفاصيلها. تشير التقارير إلى أن المدرسة استجابت بسرعة، حيث تم التعامل مع الحادث فور وقوعه، ولكن التحديات التي أصبحت رائجة عبر وسائل التواصل الاجتماعي كانت قد أخذت منحى خطيرًا جدًا.
بيان المدرسة:
وفيما يتعلق بالحالة المؤلمة، أصدرت إدارة المدرسة بيانًا رسميًا نعت فيه وفاة الطفل جو إيلي سكاف، معبرة عن عميق حزنها وأسى أسرة المدرسة بأكملها. قال البيان: “بقلوب يملؤها الحزن والأسى، ننعى وفاة تلميذنا العزيز جو إيلي سكاف. تعرض جو لحادث مأساوي خلال الاستراحة الأولى في المدرسة، حيث اختنق أثناء تناوله طعامًا. وعلى الرغم من الإسعاف السريع والرعاية المقدمة، لم تتكلل محاولات إنقاذه بالنجاح.”
وقد أضاف البيان أن المدرسة ستقوم بإغلاق أبوابها حدادًا لمدة يومين، أي في 20 و21 من يناير، تكريمًا لذكرى الطفل الراحل ولتوفير الفرصة للمجتمع المدرسي للتعبير عن حزنه الكبير.
ردود الفعل المجتمعية:
عبر العديد من المعلمين والزملاء في المدرسة عن حزنهم العميق، مؤكدين أن الطفل كان يتمتع بشخصية مشرقة وكان محبوبًا من الجميع. كان جو دائمًا يشارك في الأنشطة المدرسية ويمتلك روحًا مرحة تعكس السعادة بين أصدقائه. رحيله المفاجئ ترك أثرًا عميقًا في قلوب جميع من عرفوه، سواء من طلاب أو معلمين.
الحادث دفع الكثير من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى التعبير عن حزنهم الشديد والمطالبة بتوعية أكبر للأطفال والمراهقين حول مخاطر التحديات المنتشرة عبر منصات الإنترنت، مثل “تيك توك”. وقد ظهرت عدة حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بوضع حد لهذه التحديات الخطيرة التي تثير جدلًا واسعًا حول مدى تأثيرها السلبي على سلامة الأطفال.
التحديات عبر الإنترنت وأثرها على الأطفال:
يعتبر تحدي “one bite” أحد أبرز التحديات التي تتداول عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك”، والتي تحث الأطفال والمراهقين على ابتلاع طعام كبير دفعة واحدة. وعلى الرغم من أن هذه التحديات قد تبدو غير ضارة في ظاهرها، إلا أن العديد منها يمكن أن يشكل خطرًا حقيقيًا على صحة الأطفال، وقد تؤدي إلى حالات اختناق أو إصابات خطيرة، كما حدث في حالة الطفل جو إيلي سكاف.
ويأتي هذا الحادث ليزيد من القلق بشأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على سلوك الأطفال والمراهقين، حيث يندفع العديد منهم إلى المشاركة في تحديات مماثلة دون إدراك للمخاطر الحقيقية التي قد تنجم عنها. يلاحظ أن الأطفال في هذه السن غالبًا ما يفتقرون إلى الخبرة أو القدرة على اتخاذ قرارات صائبة بشأن ما هو آمن وما هو خطر، مما يجعلهم أكثر عرضة للانخداع وراء تحديات الإنترنت الخطيرة.
الدور المهم للآباء والمعلمين في التوعية:
في ظل هذه الحوادث المأساوية، يبرز دور الآباء والمعلمين في توعية الأطفال بالمخاطر التي قد يواجهونها أثناء استخدام الإنترنت، خاصةً في ظل انتشار منصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك”. من المهم أن يعمل الآباء على مراقبة سلوك أطفالهم عبر الإنترنت، وضرورة التحدث معهم عن التحديات والألعاب المنتشرة على الشبكة والتأكد من فهمهم لخطورة بعض هذه الأنشطة.
إضافة إلى ذلك، يمكن للمدارس أن تلعب دورًا كبيرًا في هذه التوعية من خلال إدراج موضوعات عن سلامة الإنترنت في المناهج الدراسية وتنظيم ورش عمل توعوية للطلاب حول كيفية استخدام هذه المنصات بشكل آمن. يجب أن يكون هناك تعاون بين الأسرة والمدرسة لمواجهة التحديات الرقمية التي قد تؤثر سلبًا على الأطفال.
تظل مأساة وفاة الطفل جو إيلي سكاف بمثابة تنبيه صارخ حول ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر من قبل الآباء والمعلمين في مواجهة التحديات الرقمية التي تعرض حياة الأطفال للخطر. يجب على المجتمع الدولي أن يسعى إلى توعية الأطفال والمراهقين حول المخاطر التي قد تنتج عن المشاركة في مثل هذه التحديات المدمرة، وفي نفس الوقت يجب أن تُفرض رقابة أكبر على المحتوى المنتشر على منصات التواصل الاجتماعي، لكي لا تتكرر مثل هذه الحوادث المؤلمة في المستقبل.