تأثير الهاتف على صحتك عند استخدامه صباحًا . حذر خبراء الصحة من العادات الشائعة التي يمارسها كثير من الأشخاص عند استيقاظهم من النوم مباشرة، وخصوصًا استخدام الهواتف الذكية في أول دقائق الصباح. فقد أظهرت الدراسات أن هذا السلوك قد يحمل آثارًا سلبية على الصحة الجسدية والنفسية على حد سواء.
وأوضح الدكتور مانويفيس في مقابلة مع صحيفة Español، أن الكثيرين يلجأون لتصفح الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي فور الاستيقاظ، وهو ما يؤدي إلى إفراز هرمون الدوبامين بشكل مفاجئ في الجسم.
وأضاف: “مع الوقت، يعتاد الدماغ على هذه المستويات المرتفعة من التحفيز، ما يجعل الأنشطة اليومية العادية تبدو مملة، ويقل شعور الشخص بالمتعة عند أداء المهام الروتينية”.
وليس تأثير هذه العادة على المزاج فحسب، بل يمتد ليشمل التركيز والذاكرة أيضًا. إذ أشارت الأبحاث إلى أن الاستخدام المبكر للهاتف يمكن أن يقلل من الحافز الذاتي ويؤثر على القدرة على التركيز طوال اليوم.
كما أن الإفراط في التحديق في الشاشة مباشرة بعد الاستيقاظ قد يزيد من مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى أنه قد يرفع معدلات هرمون الكورتيزول في الجسم، مما يجعل الشخص أكثر توترًا وانشغالًا ذهنيًا خلال ساعات النهار.
من ناحية أخرى، يحذر الأطباء من الأضرار التي تلحق بالعين نتيجة النظر المستمر لشاشات الهواتف في الصباح، حيث يكون التكيف مع الضوء الطبيعي محدودًا، ما يزيد من إجهاد العين. كما أن التعرض للأشعة المنبعثة من الشاشات قد يؤثر على الوظائف الإدراكية للدماغ ويُضعف القدرة على التركيز والتفكير.
ينصح خبراء الصحة النفسية بالانتظار لمدة ساعة على الأقل بعد الاستيقاظ قبل استخدام الهاتف، ومن الأفضل استبدال هذه العادة بأنشطة تساعد على تنشيط الجسم والذهن بطريقة طبيعية، مثل تمارين التنفس، التمدد، أو شرب كوب ماء. هذه الخطوات تساعد على تنظيم إفراز الهرمونات وتقليل التوتر، وتمنح الجسم فرصة للتهيؤ الذهني والنفسي لبدء اليوم بنشاط وحيوية.
كما يمكن استبدال التحقق الفوري من الرسائل والإشعارات بعادات صباحية صحية، مثل قراءة كتاب، كتابة ملاحظات اليوم، أو التخطيط للمهام اليومية. هذا الأسلوب لا يقلل من الإنتاجية فحسب، بل يحافظ على توازن الجسم والعقل ويقلل من التوتر المزمن المرتبط باستخدام الهاتف المبكر.
وبناءً على هذه التحذيرات، أصبح من الضروري إعادة النظر في العادات الصباحية، وإعطاء الجسم فرصة للتكيف مع الضوء الطبيعي والنشاط اليومي قبل الانغماس في التكنولوجيا. فاتباع روتين صباحي صحي يمكن أن يحسن المزاج، يزيد من الإنتاجية، ويعزز التركيز، بينما الاستخدام الفوري للهاتف قد يترك آثارًا طويلة المدى على الصحة العامة.