بودكاست “أول الخيط” خبير يسلط الضوء على أسباب الوفاة في فصل الشتاء . في حلقة خاصة من بودكاست “أول الخيط“، الذي أنتجته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تحدث العميد الدكتور برهامي عزمي، خبير المعمل الجنائي سابقًا، مع الإعلامي سامح سند حول أسباب حالات الوفاة التي تنجم عن الإهمال، وأهمية الوقاية منها.
قدم الدكتور برهامي في هذه الحلقة العديد من النصائح القيمة التي يمكن أن تساهم في تقليل الحوادث المميتة وتجنب فقدان الأرواح نتيجة لسوء التعامل مع بعض الأمور اليومية التي يتغاضى عنها العديد من الأشخاص.
كان موضوع الحلقة محوريًا، حيث سلط الضوء على أبرز الأسباب التي تؤدي إلى حالات الوفاة نتيجة للإهمال، ومن أبرز هذه الأسباب الإهمال في التعامل مع الأجهزة الكهربائية وأدوات التدفئة داخل المنازل. في فصل الشتاء، تزداد الحاجة لاستخدام وسائل التدفئة بشكل ملحوظ، ولكن الكثير من الناس يغفلون عن أهمية صيانة هذه الأجهزة بشكل دوري، مما يهدد حياتهم وحياة أسرهم.
قد تتسبب الأجهزة الكهربائية القديمة أو غير المراقبة في حدوث حرائق تؤدي إلى إصابات أو حتى وفيات. لذا أكد الدكتور برهامي على ضرورة إجراء صيانة دورية للأجهزة الكهربائية داخل المنازل وتجنب استخدام التوصيلات الرديئة، التي تزيد من خطر حدوث التماس كهربائي قد يؤدي إلى حريق. وأوضح أن هذه التوصيلات في كثير من الأحيان قد تكون السبب الرئيسي وراء اندلاع الحرائق.
أضاف الدكتور برهامي أن تشغيل الأجهزة الكهربائية لفترات طويلة دون مراقبة أيضًا من الممارسات التي قد تؤدي إلى حوادث مأساوية. نصح بضرورة أن يقوم الأفراد بمراقبة الأجهزة الكهربائية أثناء عملها، وعدم تركها قيد التشغيل خاصة في الأوقات التي قد يغفل فيها الشخص عنها مثل أثناء النوم. كما أشار إلى أهمية التركيز على شراء الأجهزة التي تتمتع بمواصفات أمان عالية، وهو ما قد يسهم بشكل كبير في تقليل حوادث الحريق المرتبطة بالأجهزة الكهربائية.
وفي سياق متصل، تناول الدكتور برهامي في حديثه المخاطر المرتبطة باستخدام وسائل التدفئة التي تعمل بالغاز أو الفحم، مثل المدافئ والدفايات الغازية. وأكد أن تراكم الغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون في الأماكن المغلقة يعد من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الوفاة بسبب الاختناق المفاجئ.
وأضاف أن استخدام وسائل التدفئة التي لا تهوى جيدًا قد يشكل تهديدًا كبيرًا على حياة الأفراد في المنازل. ولذلك، شدد على ضرورة تهوية الأماكن بشكل جيد عند استخدام وسائل التدفئة التي تعتمد على الغاز أو الفحم، خصوصًا في فصل الشتاء الذي يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في استخدام هذه الوسائل.
وفي إطار الحرص على توعية الأفراد بمخاطر الإهمال، تحدث الدكتور برهامي أيضًا عن أهمية العناية الجيدة بصيانة السيارات، لا سيما الأنظمة الحيوية مثل أنظمة الكبح والإطارات.
وأوضح أن الإهمال في فحص السيارات قد يؤدي إلى حوادث مميتة، حيث يمكن أن تؤدي الأعطال المفاجئة في هذه الأنظمة إلى فقدان السيطرة على السيارة مما يشكل خطرًا على السائق والركاب والمحيطين به. لذلك، نصح بضرورة إجراء فحص دوري للسيارة للتأكد من سلامة جميع أنظمتها، مشيرًا إلى أن الصيانة الدورية هي السبيل الأهم لتجنب الحوادث التي قد تنتج عن الأعطال.
أما بالنسبة للسلامة في المنازل، فقد قدم الدكتور برهامي مجموعة من النصائح الوقائية التي يمكن أن تساهم في الحد من المخاطر المرتبطة بالإهمال. من بين هذه النصائح كان تركيب كاشفات الدخان في المنازل، التي تعد من الوسائل الفعالة للكشف عن أي حرائق قد تنشب. وأوصى أيضًا بعدم ترك الأجهزة الكهربائية قيد التشغيل أثناء النوم، لما قد تسببه هذه الأجهزة من خطر في حال حدوث أي عطل مفاجئ أو زيادة في درجة الحرارة.
بالإضافة إلى ذلك، أشار الدكتور برهامي إلى أهمية توعية الأطفال بالمخاطر المحتملة في البيئة المحيطة بهم. فالكثير من الحوادث التي تحدث في المنازل تتعلق بإهمال الأطفال أو عدم معرفتهم بكيفية التعامل مع الأجهزة الكهربائية أو الأماكن الخطرة. وأكد على ضرورة تعليم الأطفال كيفية التصرف في الحالات الطارئة، وكيفية التعامل مع الأجهزة المنزلية بشكل آمن. هذه التوعية تساهم في تقليل الحوادث وتحمي حياة الأطفال بشكل خاص.
من خلال هذا الحوار المثير في بودكاست “أول الخيط”، سلط الدكتور برهامي الضوء على بعض من أخطر المخاطر التي قد تهدد حياة الإنسان نتيجة للإهمال. كما أكد على أهمية اتخاذ تدابير وقائية لضمان سلامة الأفراد في مختلف البيئات، سواء كانت في المنازل أو أثناء قيادة السيارات أو عند استخدام وسائل التدفئة. فالاهتمام بتلك التفاصيل قد يقي الأفراد من الكثير من الحوادث التي قد تكون قاتلة، ويساهم في الحفاظ على الأرواح.
إن اتباع النصائح التي قدمها الدكتور برهامي لا يقتصر فقط على الوقاية من الحوادث، بل هو جزء من ثقافة أوسع تهدف إلى زيادة الوعي المجتمعي بأهمية السلامة العامة. وبيّن أن العديد من الحوادث يمكن تجنبها باتباع بعض الإرشادات البسيطة مثل صيانة الأجهزة الكهربائية بشكل دوري أو التأكد من سلامة السيارة قبل كل رحلة، أو حتى اتخاذ تدابير أمنية إضافية في المنزل مثل تركيب كاشفات الدخان. هذه الإجراءات قد تبدو صغيرة ولكن تأثيرها كبير، خاصة إذا تم تطبيقها بشكل جماعي من قبل المجتمع ككل.
وفي النهاية، يعكس هذا البودكاست ضرورة التفاعل مع القضايا اليومية المتعلقة بالسلامة العامة وتبني سلوكيات وقائية من شأنها الحفاظ على الأرواح وتقليل الحوادث المميتة. وعلى الرغم من أن هذه الحوادث قد تبدو ناتجة عن إهمال فردي، إلا أن الحلول تكمن في الوعي والتثقيف المستمر للمجتمع بأسره. إن تبني ممارسات السلامة الوقائية في المنزل، على الطريق، وفي أماكن العمل، سيسهم في بناء مجتمع أكثر أمانًا ويقلل من الخسائر البشرية التي قد تحدث نتيجة للإهمال.