علاج بطانة الرحم المهاجرة يتطور يومًا بعد الآخر على الرغم من صعوبة تلك المشكلة التي تواجه الكثير من النساء، فبطانة الرحم المهاجرة أو الانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis) هي عبارة حالة مرضية يتم فيها انتشار نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم نفسه، حيث ينتشر ذلك النسيج في أماكن مختلفة من جسم المرأة ولاسيما في منطقة الحوض، وكذلك في المبيضين، وقناة فالوب، والمستقيم والمهبل، والمثانة والأمعاء، تابع القراءة على موقع البريمو نيوز.
بالطبع نكون هنا أمام حالة مرضية خطيرة، لها مضاعفات صحية لا يمكن السكوت عنها، ولذلك علاج بطانة الرحم المهاجرة هو إنقاذ لحياة المرأة المصابة به، ونحن في مقالنا هذا سوف نتعرف على أخر ما توصل له الطب الحديث في مجال علاج بطانة الرحم المهاجرة.
ما هو التعريف العلمي لمرض بطانة الرحم المهاجرة؟
قد تفاجئ السيدة أثناء قيامها بالكشف الطبي عند طبيب النساء والتوليد بأنه يخبرها أن المشكلات الصحية التي تعاني منها المسبب لها بطانة الرحم المهاجرة، فنسأل عن معنى هذا المصطلح، ونحن سوف نقدم لها الإجابة شاملة:
- رحم المرأة له تجويف داخلي، ذلك التجويف تحيط به بطانة.
- تحدث مشكلة بطانة الرحم المهاجرة عندما تغادر البطانة ذلك التخويف إلى أماكن أخرى في الجسم.
- تعتبر تلك الحالة حالة شائعة، وتصيب حوالى 176 مليون امرأة في عمر الإنجاب.
لماذا تصنف حالة بطانة الرحم المهاجرة كمرض خطير؟
الذي يحدد خطورة الأمراض من عدمها المضاعفات التي تسببها الأمراض للمريض، ومدى تأثيرها على الصحة النفسية والجسدية، وبطانة الرحم مرض خطير حيث أنها:
- تتفاعل تلك البطانة المهاجرة مع هرمونات الدورة الشهرية كأنها مازالت داخل الرحم.
- هنا تكمن الخطورة حيث أن الأنسجة تلك الأنسجة المهاجرة من الرحم تسير على نهج أنسجة بطانة الرحم، فتحاول أن تنسلخ مع نهاية الدورة الشهرية.
- لكن بطانة الرحم المهاجرة لا يمكنها الانسلاخ مثلما يحدث مع بطانة الرحم، فتحتبس وتسبب ألم مبرح للمرأة المريضة بها، مع عدد من المضاعفات الخطيرة.
- من أخطر مضاعفات ذلك المرض الإصابة بالعقم، أو انقطاع الدورة الشهرية في عمر مبكر.
- قد تصيب المرأة بتشوهات في الجهاز التناسلي، مع نزول دم غزير وقت الدورة الشهرية.
أفضل علاج لبطانة الرحم المهاجرة
وفق أخر الدراسات والأبحاث العلمية لا يوجد علاج نهائي لمشكلة بطانة الرحم المهاجرة، ولكن هناك طرق ووسائل علاجية تمكننا من السيطرة على المضاعفات الناتجة عن ذلك المرض، ولاسيما التعامل مع الألم ومعالجة العقم الذي تسببه، وعامة كافة أنواع العلاج المتوافر الأن تقدمه مستشفى بداية.
الأدوية المناسبة لعلاج بطانة الرحم المهاجرة
يتعامل الطبيب مع مرض بطانة الرحم المهاجرة من زاويتين علاجيتين، نوضحهما فيما يلي:
- يصف الطبيب مضادّات الالتهاب اللاستيرويديّة للمرأة المصابة بالمرض مثل: دواء الآيبوبروفين.
- الزاوية الثانية يحاول فيها الطبيب تخفيف الألم عن المريضة عن طريق وصف المسكنات الأفيونية، لو كانت المسكنات العادية غير فعاله.
- ومن الجدير بالذكر أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أعلنت موافقتها على النسخة التجارية لدواء «Elagolix» لعلاج بطانة الرحم المهاجرة، وهو علاج يلعب دور مزدوج حيث يعالج المرض ويخفف الألم.
العلاج الهرموني لبطانة الرحم المهاجرة
من الممكن أن يصف الطبيب للسيدة المصابة ببطانة الرحم المهاجرة العلاج بالهرمونات التكميلية حيث أنها في بعض الأحيان تخفف الألم وتوقف من تطور بطانة الرحم المهاجرة، ويساعد هذا النوع من العلاج الجسم على التأقلم مع التغيرات الشهرية التي تحدث في الهرمونات والتي تتسبب في تدعيم وتنشيط مرض بطانة الرحم المهاجرة.
أنواع العلاج الهرموني لبطانة الرحم المهاجرة
في بعض الأوقات من الممكن أن يتم التعامل مع بطانة الرحم المهاجرة عن طريق العلاج الهرموني، فالعلاج الهرموني يعمل على التقليل من مفعول هرمون الأستروجين، ويشمل العلاج بالهرمونات لبطانة الرحم المهاجرة ما يلي:
- استخدام حبوب منع الحمل.
- العلاج بهرمون البروجستيرون.
- دواء الدانازول (بالإنجليزية: Danazol)
- ولذلك الدواء ميزة أنه مساعد على تهيئة الرحم للحمل.
- يمكن أن يصف الطبيب الأدوية المناهضة لهرمون إطلاق الغدد التناسلية.
- الأندروجين وهو في الأساس هرمون ذكوري، ولكن يقلل من ألم بطانة الرحم المهاجرة بشكل كبير.
دور تقنية المنظار في علاج بطانة الرحم المهاجرة
يستخدم المنظار في معالجة بطانة الرحم المهاجرة، فهو يساعد على التخفيف ومن الآلام المصاحبة لبطانة الرحم المهاجرة، كما أنه قد يساعد النساء عن استعادة الخصوبة، وتتم وفق الخطوات التالية:
- يقوم الجراح بإدخال المنظار عن طريق المهبل، فلسنا هنا بحاجه للجراحة التقليدية التي تحتاج لشقوق جراحية في البطن.
- من خلال المنظار يستطيع الجراح معاينة الحوض بشكل كامل، ويمكنه تحديد موقع أنسجة بطانة الرحم المهاجرة بشكل دقيق.
- يفحص الطبيب قناتي فالوب، والمثانة، والمبيضين، وكافة الأعضاء الأخرى.
- يتمكن الطبيب هنا من تحديد موضع الأنسجة المتضررة والندبات، وهنا يمكن إزالتها بعدما فشل العلاج الدوائي والهرموني في ذلك.
- علاج بطانة الرحم المهاجرة بالمنظار ليس علاج نهائي، ولكنه يقلل الألم بنسبة كبيرة للغاية، كما أنه قد يساعد المرأة الراغبة في الحمل.
نصائح لنجاح عملية بطانة الرحم المهاجرة بالمنظار
يقال بأن 50% من نجاح أي عملية يتوقف على تنفيذ المريض لتعليمات الطبيب، ولذلك ننصح النساء المقبلات على عملية منظار بطانة الرحم المهاجرة بالتالي:
- لابد من الراحة التامة للتعافي من أثار العملية، خاصة وهي تتم تحت تأثير البنج الكامل.
- لابد من اتباع نظام غذائي يحتوي على نوعية الأطعمة الخفيفة مثل الأرز العادي، والدجاج، مع تجنب الإمساك.
- ينصح بالمشي بعد الخضوع للعملية لتجنب تكون الجلطات الدموية.
- لابد من الابتعاد عن رفع الأشياء الثقيلة.
- يفضل عدم ممارسة العلاقة الزوجية لمدة أسبوع أو كما يحدد الطبيب، لتقليل خطر الإصابة بالعدوى.
هل يمكن معالجة بطانة الرحم المهاجرة بالجراحة؟
من المعروف في الأوساط الطبية أن اللجوء للجراحة في حالة بطانة الرحم المهاجرة، يعني أننا أمام تضرر شديد أحدثته تلك البطانة المهاجرة، أي أنه حل أخير وطارئ، ولذلك يجب الاخذ في الاعتبار التأكد من سمعة المركز الطبي المتخصص لاجراء تلك العملية، بأن يوجد به فريق طبي محترف وذا خبرة ومن اهم المراكز الطبية لعلاج بطانة الرحم المهاجرة ومشاكل العقم مستشفى بداية.
الأعشاب وعلاج بطانة الرحم المهاجرة
هناك الكثير من الأعشاب التي ذاع صيتها في مجال علاج بطانة الرحم المهاجرة، ولكن لا يمكن الاعتماد على عشب وترك الطب، ومع ذلك طالما لا ضرر منها يمكن الاعتماد عليها كعنصر مكمل للعلاج، ومنها:
- زيت الخروع الذي يستخدم منذ القدم لمعالجة الأمراض التي تصيب رحم المرأة، فهو ينقي الجسم عامة من السموم.
- بذور الكتان حيث أنها تحتوي على مضادات الأكسدة التي لا تسمح بتكوين أنسجة الرحم خارجه.
- الكركم أو الزعفران الهندي وهو كذلك من الأعشاب التي تحتوي على مكونات مضادة للالتهاب، ويقال أنه يقلل من احتمالية الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة.
- في بعض التجارب قيل بأن تناول البردقوش قد يكون عامل مساعد جواب العلاج الطبي في معالجة بطانة الرحم المهاجرة.
- عشبة البابونج بحسب دراسة مخبرية تم نشرها عام ٢٠١٨ يمكنها قتل أنسجة بطانة الرحم المهاجرة.
- ينصح بتناول الشاي الأخضر حيث يمتلك بعض الخصائص الكيميائية لهرمون البروجسترون.
وعلى ذلك يمكننا القول بأن علاج بطانة الرحم المهاجرة ليس بالعلاج النهائي، ولكن هناك علاجات متنوعة تساعد على تأقلم المرأة مع المرض وتقليل المضاعفات لأقل حد ممكن، ومع ذلك الطب كل يوم في تطور وفي القريب العاجل قد يكون هناك علاج نهائي لتلك المشكلة، وحتى ذلك الوقت ننصح جميع السيدات بعدم التغاضي عن تلك المشكلة فهي لا تعدد الصحة التناسلية فقط، بل تهدد الصحة الجسدية والنفسية للمرأة كذلك.