بحث عن الاسراء و المعراج كامل | الاسراء و المعراج ويكيبيديا حيث فيما يلي نعرض لكم ابنائنا الطلبه و الطالبات نموذج موضوع تعبير عن الاسراء و المعراج كامل | الاسراء و المعراج ويكيبيديا للصفوف الابتدائيه و الاعداديه و ذلك من خلال الفريق التعليمي لموقع البريمو نيوز الاخباري كما يمكنكم الحصول علي العديد من موضوعات التعبير المميزه من خلال قسم موضوعات التعبير بالموقع .
الإسراء والمعراج
قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}الإسراء: 1.
إن رحلة الإسراء والمعراج هي الليلة التي أسرى فيها بالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام من مكة إلى المسجد الأقصى وكانت هذه الرحلة على ظهر دابة تعرف بإسم البراق، ثم عرج النبي إلى السماء العليا والتي تعرف بإسم سدرة المنتهى، وتجاوزت هذه الرحلة ماشهده أي بشر سواء من ناحية الزمان والمكان حيث أن الرسول عليه الصلاة والسلام إنتقل من مكة إلى مكان بعيد ثم صعد إلى السماء ثم رجع إلى فراشه لينام وكل ذلك في ليلة واحدة، وإختلف المؤرخون بصورة كبيرة في تحديد زمان هذه الرحلة وجاء في القرأن الكريم عن هذه الرحلة قول الله تعالى في سورة الإسراء: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير)ُ.
مسار رحلة الإسراء والمعراج
لاقى الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الكثير من المشقة والتعب أثناء الدعوة إلى الدين الإسلامي الذي ارسله الله لإبلاغه للناس ، وقد دعا أهل الطائف لعبادة الله ولكنهم لم يستجيبوا له وشعر بالحزن حينها، فهون الله عليه الأمر بأن يجعله يرى بعضا من أياته العظيمة وقدرته التي لا تنتهي ويريه أيضا ماهو مصير المؤمن الصابر ومصير الكافر القانط، فأسرى بالرسول عليه السلام ومعه جبريل على دابة البراق حتى خرجا من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى بالقدس وقام الرسول حينها بربط البراق في حلقة بجدار من جدران المسجد وصلى بكافة الرسل والأنبياء حينها ثم عرج إلى السموات السبع مع جبريل ورأى بعض الأمور أثناء رحلته
الإسراء:
في بداية بحث عن معجزة الاسراء والمعراج نبدأ بذلك التوقيت الذي جاء فيه جبريل عليه السلام للنبي محمد له بحيوان أبيض، أكبر بقليل من حمار وأصغر من بغل، هذا الحيوان كان البراق، واحدة من حيوانات الفردوس، أمسك جبريل بالبراق من أذنه وأخبر النبي أن يركبه. البراق حيوان سريع جدا، طول خطوة البراق هي أبعد مسافة يمتد إليها بصره، وصل النبي وجبريل إلى أرض بها أشجار نخيل.
أخبر جبريل النبي أن ينزل ويصلي، لذلك نزل النبي من البراق وصلى ركعتين. سأله جبريل: “هل تعرف أين صليت؟” وأجاب النبي، “الله أعلم”، قال له جبريل: “هذه يثرب؛ هذه هي طيبة”، “(هذان اسمان لمدينة المدينة المنورة)، قبل أن يهاجر النبي إلى المدينة، كان تُدعى” طيبة “و” يثرب “، وسميت المدينة المنورة بعد أن هاجر النبي إليها.
استمر البراق مع النبي وجبريل حتى وصلوا إلى مكان آخر، مرة أخرى قال جبريل للنبي أن ينزل ويصلي، النبي نزل هناك وصلى ركعتين، أبلغ جبريل النبي باسم ذلك المكان والذي كان طور سيناء.
مرة أخرى طار البراق مع النبي وجبريل، مرة أخرى توقف الركب، ونزل النبي وصلى ركعتين، كان هذا في بيت لحم، حيث ولد النبي عيسى.
ثم استمر البراق مع رسول الله حتى دخلوا مدينة القدس، هناك ذهب النبي إلى المسجد الأقصى، خارج كان هناك حلقة يستخدمها رسل الله لربط حيواناتهم، ربط النبي براقه بهذه الحلقة، ثم دخل النبي المسجد حيث جمع الله له جميع الأنبياء – من آدم إلى عيسى، تقدم النبي محمد وقادهم جميعا في الصلاة، هذا مؤشر على أن النبي أعلى في المكانة من بقية الأنبياء والرسل.
ما رآه النبي أثناء رحلة الإسراء:
1-في رحلة النبي محمد من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، مكنه الله من رؤية بعض معجزاته الرائعة، سمح الله للنبي أن يرى (الدنيا) مثل امرأة عجوز، ومع ذلك ، كانت هذه المرأة العجوز ترتدي قدرا كبيرا من المجوهرات ، وفي هذا يوجد مؤشر يدل على واقع العالم، ونادت على النبي لكن جبريل طلب منه عدم الالتفات لها.
2- الله مكن النبي من رؤية إبليس، ورأى النبي شيء على جانب الطريق والذي لم يجرؤ على الوقوف في طريقه أو التحدث إلي النبي صلى الله عليه وسلم، ما رآه النبي هو إبليس.
3- في رحلته شم النبي رائحة جميلة جدا، سأل جبريل عن هذه الرائحة الجميلة، فأبلغه جبريل أن هذه الرائحة الطيبة قادمة من قبر ماشطة فرعون التي كان واجبها أن تمشط شعر بنت فرعون، كانت هذه المرأة مؤمنة ورعة، ماتت شهيدًة بعدما شاهدت أطفالها يقتلون واحدا تلو الآخر حتى تعود إلى عبادة فرعون لكنها تشبثت بعبادة الله، والرائحة الطيبة التي تفوح من قبرها إشارة إلى درجتها العالية عند الله.
أكمل تلك المعجزات المذهلة التى رآها رسول الله في ببحث عن معجزة الاسراء والمعراج
4- خلال رحلته رأى النبي أشخاصا كانوا يزرعون ويحصدون في يومين، قال جبريل للنبي: “هؤلاء هم الناس الذين يجاهدون في سبيل الله”.
5- ورأى النبي أيضاً أشخاصاً كانت شفاههم وألسنتهم تقرض بمقاريض من نار، قال جبريل للنبي: من هؤلاء يا أخي يا جبريل، فقال هؤلاء خطباء من أمتك يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون.
6- كما رأى ثوراً خرج من جحر صغير جداً، ثم حاول عبثاً أن يعود من خلال هذا الجحر الصغير. قال جبريل للنبي: “هذا هو مثال الكلمة السيئة – بمجرد التحدث بها، لا يمكن إعادتها”.
7 – رأى النبي قوم على إقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الأنعام يأكلون الضريع والزقوم ورضف جهنم قال جبريل للنبي: “هؤلاء هم الذين رفضوا دفع الزكاة.
8 – كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم، رجالا وأقواما ترضخ رؤوسهم بالحجارة قال: “من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة“.
9- في رحلته رأى النبي صلى الله عليه وسلم أشخاصًا يتنافسون على أكل بعض اللحوم المتعفنة، متجاهلين اللحم الطيب قال جبريل للنبي: “هؤلاء هم أهل بلدكم الذين يخرجون ما هو مسموح به (حلال)، ويستهلكون ما هو حرام هذه الإشارة إلى الزناة، أي الذين تركوا الجائز (الزواج) وذهبوا إلى الزنا.
المعراج:
الحدث العظيم الثاني الذي نرصده في بحث عن معجزة الاسراء والمعراج هو المعراج فلنبدأ.
بعد رحلة النبي في هذه الليلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، صعد إلى السماء العليا، صعد النبي إلى السماء على الدرجات، والتي هي درجة مصنوعة من الذهب والتي تليها من الفضة وهلم جرا.
النبي صعد هذه السلالم حتى وصل إلى السماء الأولى، عندما وصل النبي وجبريل إلى السماء الأولى، طلب جبريل من البوابة أن تفتح، فسأل الملاك الحارس لتلك البوابة جبريل “من معك؟” أجاب جبريل: “إنه محمد”.
سأل الملاك جبريل: “هل بعث بالرسالة؟ هل حان الوقت له أن يصعد إلى السماء؟” قال جبريل “نعم”، لذا فُتحت البوابة له، ودخل النبي محمد إلى السماء الأولى.
هناك رأى النبي محمد آدم أبو البشر فألقى عليه التحية ودعا آدم له بالخير، رأى النبي بعض الأرواح عن يمينه وبعضها عن يساره، جثث فإذا نظر آدم إلى يمينه فإنه يضحك، وإذا نظر إلى يساره يبكي.
آدم كان يرى أرواح نسله، أولئك الذين على يمينه هم من نسله الذين سيموتون كمؤمنين وأن من هم على يساره هم من نسله الذين سيموتون غير مؤمنين.
السماء الثانية والثالثة ثم صعد النبي إلى السماء الثانية، في هذه السماء الثانية رأى النبي محمد الأنبياء عيسى ويحيى عليهما السلام وهم أبناء عمومة، كانت أمهاتهم أخوات، رحبوا بالنبي وقاموا بالدعاء من أجله.
صعد النبي إلى السماء الثالثة، حيث وجد النبي يوسف، كان النبي يوسف وسيمًا للغاية، منح الله نصف الجمال لسيدنا يوسف، استقبل يوسف النبي مع الترحيب الحار وقام بالدعاء له.
السماء الرابعة والخامسة والسادسة: ثم صعد النبي إلى السماء الرابعة، حيث وجد النبي سيدنا إدريس عليه السلام، رحب إدريس بالنبي وقام بالدعاء له. في الجنة الخامسة، قابل النبي هارون، شقيق النبي موسى، أما في الجنة السادسة، قابل النبي موسى. تلقى كل من هؤلاء الأنبياء النبي محمد ترحيباً حاراً وقاموا بالدعاء له.
ثم صعد النبي إلى السماء السابعة، وهذا هو المكان الذي رأي فيه الرسول النبي إبراهيم، النبي إبراهيم يعتبر من أفضل الأنبياء بعد نبينا محمد. ورأى النبي إبراهيم النبي يستند بظهره إلى البيت المعمور فبالنسبة لسكان السماء، فإن هذا البيت هو أشبه بالكعبة بالنسبة لنا، أي سكان الأرض.
كل يوم يدخل إليه 70000 ملك ولا يعودون إلى يوم القيامة.
آخر جزء في تلك الرحلة المعجزة وفي معجزة الاسراء والمعراج.
سدرة المنتهى:
في السماء السابعة رأى النبي محمد سدرة المنتهى – شجرة سدر كبيرة جدا، كل من ثمار هذه الشجرة كبيرة مثل جرة كبيرة، أوراق هذه الشجرة مشابهة لأذني الأفيال، سدرة المنتهى شجرة جميلة للغاية، يزورها الفراشات المصنوعة من الذهب، عندما تتجمع هذه الفراشات على هذه الشجرة، فإن جمالها يتعدى الوصف. ثم صعد النبي إلى ما هو أبعد من السماء السبعة، حيث أنه دخل الجنة، رأى أمثلة من سكان الفردوس وكيف سيكون وضعهم، رأى أن معظم سكان الفردوس من الفقراء.
رأى النبي العرش، وهو سقف الفردوس، والعرش هو أكبر خلق الله في الحجم، الله لم يخلق أي شيء بحجم أكبر منه، السماوات السبع والأرض مقارنةً بالكرسي، تشبه حلقة أُلقيت في فلاة أي في صحراء، والكرسي مقارنة بالعرش، يشبه الخاتم الذي يُلقى في الصحراء، السماوات السبع والأرض مقارنة بالعرش مثل بذور الخردل مقارنة بالمحيطات، خلق الله العرش كعلامة على قوته ولم يخلق العرش ليجلس عليه.
صرير الأقلام
ثم صعد النبي خارج الجنة، وصل إلى مكان سمع فيه صرير الأقلام المستخدمة من قبل الملائكة الذين ينسخون من اللوح المحفوظ، في ذلك الموقع سمع النبي محمد كلام الله، الذي هو سمة من سمات الذات من الله، سمع كلام الله الذي لا يشبه كلامنا تنزه سبحانه عن كل مثيل.
الصلوات الخمس:
فهم النبي عدة أشياء من سماع كلام الله، لقد فهم أمر الله الخمس الصلوات الفريضة، في البداية، ألزم الله بخمسين صلاة، عندما قابل النبي محمد موسى، أخبره موسى أن يرجع لربه فيسأله التخفيف، لأن أمته لن تقدر على فعل ذلك. لذلك سأل النبي ربه للتخفيف، حتى تم تخفيض هذه الصلوات إلى خمسة صلوات إلزامية.
وبعدها وصل النبي محمد صلى الله عليه وسلم لنهاية رحلته.
كما قام جبريل بإصطحاب النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام إلى الجنة والنار فرأى الصالحين المؤمنين بالجنة، والكافرين في النار ورأى الثواب والنعيم الذي يلقاه الصالحين والعقاب والجزاء الشديد الذي يلقاه الكافر في الأخرة بسبب نكرانه لله وعصيانه له.
موعد وقوع معجزة الإسراء و المعراج
كانت حادثة الإسراء والمعراج قبل هجرته -عليه السلام- إلى المدينة، وقد اختلف في تعيين زمن هاتين الحادثتين على أقوال شتى:
1- فقيل: كان الإسراء في السنة التي أكرمه الله فيها بالنبوة، واختاره الطبري.
2- وقيل: كان بعد المبعث بخمس سنين، رجح ذلك النووي والقرطبي.
3- وقيل: كان ليلة السابع والعشرين من شهر رجب سنة 10 من النبوة.
4- وقيل: قبل الهجرة بستة عشر شهراً، أي في رمضان سنة 12 من النبوة.
5- وقيل: قبل الهجرة بسنة وشهرين، أي في المحرم سنة 13 من النبوة.
6- وقيل: قبل الهجرة بسنة، أي في ربيع الأول سنة 13 من النبوة.
وردَّت الأقوال الثلاثة الأول بأن خديجة -رضي الله عنها- توفيت في رمضان سنة عشر من النبوة، وكانت وفاتها قبل أن تفرض الصلوات الخمس. ولا خلاف أن فرض الصلوات الخمس كان ليلة الإسراء.
وقعت معجزة الإسراء والمعراج في بين السنة الحادية عشر والثانية عشر من إعلان الرسول عليه السلام أن الله أرسل له جبريل عليه السلام وكلفه بتأدية الرسالة المحمدية وتبليغ الناس برسالة الله لهم وعبادة الله والدعوة إلى دينه الإسلامي، وتبليغ الناس بأنه أخر الأنبياء والرسل وكانت هذه المعجزة عبارة عن رحلة قام بها النبي الكريم على ظهر دابة تعرف باسم البراق بصحبة سيدنا جبريل عليه السلام في الليل وكانت من مكة إلى المسجد الأقصى، وحينما علم أهل قريش بهذه الرحلة لم يصدقوها واستهزأ البعض منها ولكن الرسول عليه السلام أكد على حدوثها وأصر عليهم بذلك وأعلمهم بأنه عرج إلى السموات السبع حتى وصل إلى سدرة المنتهى وعاد في نفس الليلة إلى فراشه كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(1)﴾ ، وأكد كافة علماء المسلمين على أن هذه الرحلة حدثت بالفعل بالجسد والروح وتجاوزت المكان والزمان حيث أنها كانت في ليلة واحدة.
وقائع معجزة رحلة الإسراء و المعراج
حيث جاء في حديث أبي مسعود ، أن الرسول عليه السلام قد صعد إلى السماء بصحبة جبريل عليه السلام إلى السماء الثانية ورأى سيدنا عيسى بن مريم ورأى أيضا سيدنا يحيى بن زكريا ثم صعد إلى السماء الثالثة ورأى وجها كوجه القمر وهو سيدنا يوسف عليه السلام، ثم رأى في السماء الرابعة سيدنا إدريس ورأى بالخامسة رجلا عجوزا ذو لحية بيضاء وشعرا أبيض وهو سيدنا هارون بن عمران، ثم رأى في السماء السادسة سيدنا موسى بن عمران ثم صعد إلى السماء السابعة ورأى سيدنا إبراهيم فيها ثم وصل إلى الجنة ورأى بها جارية لم يعرفها فسألها من أنت؟ فقالت له أنها جارية لزيد بن حارثة وحينما إنتهت الرحلة بشر الرسول عليها السلام زيد بهذا الأمر.
الأمور التي فرضها الله على المسلمين في هذه الرحلة
فرض الله تعالى في هذه الرحلة الصلوات الخمس المفروضة حيث تم تخفيفها إلى خمسة بدلا من خمسون صلاة لتكون مفروضة يوميا على المسلمين.
سبب فرض الصلاة على المسلمين في ليلة الاسراء والمعراج
حينما وصل سيدنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام إلى السماء السابعة رأى بيت يعرف بالبيت المعمور ويطوف حوله حوله سبعون ألف ملك كما رأى سدرة المنتهى وهو مكان لم يصل إليه بشر حتى الأن، وبذلك يكون الله قد أكرم رسوله بشرف كبير وميزه عن خلقه، وفرض الله في هذا المكان الصلاة لتكون في أعلى مقام ليؤكد لنا الله أنها من أهم العبادات ولعظمة هذه العبادة فرضها الله علينا في هذه الليلة العظيمة فهي ركن أساسي من أركان الإسلام ومن لا يقوم بهذه العبادة يعتبر كافر فلا فرق بينه وبين من يعصى الله وينكر وجوده، وقد فرضها الله في البداية خمسين صلاة ثم تم تخفيفها لتصل خمس صلاوات رأفة بنا ورحمة من الله وأجرها عند الله كخمسين صلاة.
بعض الدروس المستفادة من معجزة الإسراء والمعراج:
أوضحت هذه الرحلة الكثير من المعاني العظيمة والهامة في العقيدة الإسلامية ومنها ما يلي:
– فرض الله الصلوات الخمس على المسلمين في هذه الليلة لبيان أهميتها وعظمتها.
– تشريف للمسجد الأقصى بالقدس وبيان أهميته.
– جعل العقيدة الإسلامية لها علاقة قوية بكافة الرسائل السماوية التي جاءت من قبل.
– تكريم الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وسمو وعلو مكانته العظيمة.
– وصف ما يلقاه المؤمن من نعيم في الجنة بالأخرة وما يلقاه الكافر من عذاب وعقاب يوم القيامة بسبب معصيته لله.
فوائد وعبر:
1- بعد كل محنة منحة، فقد تعرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمحن عظيمة، فهذه قريش قد سدت الطريق في وجه الدعوة في مكة، وفي ثقيف، وفي قبائل العرب، وأحكمت الحصار ضد الدعوة ورجالاتها، من كل جانب، وأصبح الخطر يحدق بالنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاة عمه أبي طالب أكبر حُماته، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ماض في طريقه، صابر لأمر ربه، لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا حرب محارب، ولا كيد مستهزئ، وحان الوقت للمحنة العظيمة، فجاءته حادثة الإسراء والمعراج، على قد من رب العالمين، فيعرج به من دون الخلائق جميعاً، ويكرمه على صبره وجهاده، ويكلمه دون واسطة، ويطلعه على عوالم الغيب دون الخلق كافة، ويجمعه مع إخوانه من الرسل في صعيد واحد، فيكون الإمام والقدوة لهم، وهو خاتمهم وآخرهم.
2- إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان مُقدِماً على مرحلة جديدة، مرحلة الهجرة، والانطلاق لبناء الدولة، يريد الله تعالى للَّبِنات الأولى في البناء أن تكون سليمة قوية متراصة متماسكة، فجعل الله هذا الاختبار والتمحيص، ليخلص الصف من الضعاف المترددين، والذين في قلوبهم مرض، ويثبت المؤمنين الأقوياء الخلص، الذين لمسوا عياناً صدق نبيهم بعد أن لمسوه تصديقاً، وشهدوا مدى كرامته على ربه، فأي حظ يحوطهم وأي سعد يغمرهم، وهم حول هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- المصطفى، وقد آمنوا به، وقدموا حياتهم فداء له ولدينهم، كم يترسخ الإيمان في قلوبهم أمام هذا الحدث الذي تم بعد وعثاء الطائف، وبعد دخول مكة بجوار، وبعد أذى الصبيان والسفهاء.
3- إن شجاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- العالية، تتجسد في مواجهته للمشركين، بأمر تنكره عقولهم، ولا تدركه في أول الأمر تصواراتهم، ولم يمنعه من الجهر به الخوف من مواجهتهم، وتلقي نكيرهم واستهزائهم، فضرب بذلك -صلى الله عليه وسلم- لأمته أروع الأمثلة في الجهر بالحق، أمام أهل الباطل، وإن تحزبوا ضد الحق، وجندوا لحربه كل ما في وسعهم، وكانت من حكمة النبي -صلى الله عليه وسلم- في إقامة الحجة على المشركين، بأن حدثهم عن إسرائه إلى بيت المقدس، وأظهر الله له علامات تُلزم الكفار بالتصديق، وهذه العلامات هي:
– وصف النبي -صلى الله علي وسلم- بيت المقدس، وقد أقروا بصدق الوصف، ومطابقته للواقع الذي يعرفونه.
– إخباره عن العير التي بالروحاء.
– إخباره عن العير الثانية.
– إخباره عن العير الثالثة التي بالأبواء، وقد تأكد المشركون؛ فوجدوا أن ما أخبرهم به الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان صحيحاً، فهذه الأدلة الظاهرة كانت مفحمة لهم ولا يستطيعون معها أن يتهموه بالكذب، كانت هذه الرحلة العظيمة، تربية ربانية رفيعة المستوى، وأصبح -صلى الله عليه وسلم- يرى الأرض كلها، بما فيها من مخلوقات، نقطة صغيرة في ذلك الكون الفسيح، ثم ما مقام كفار مكة في هذه النقطة؟ إنهم لا يمثلون إلا جزءاً يسيراً جداً من هذا الكون، فما الذي سيفعلونه تجاه من اصطفاه الله -تعالى- من خلقه، وخصه بتلك الرحلة العلية الميمونة، وجمعه بالملائكة، والأنبياء -عليهم السلام-، وأراه السموات السبع وسدرة المنتهى، والبيت المعمور، وكلمه -جل وعلا-.
يظهر إيمان الصديق -رضي الله عنه- القوي في هذا الحدث الجلل، فعندما أخبره الكفار، قال بلسان الواثق: لئن كان قال ذلك لقد صدق، ثم قال: إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة، وبهذا استحق لقب الصديق، وهذا منتهى الفقه واليقين، حيث وازن بين هذا الخبر، نزول الوحي من السماء، فبين لهم أنه إذا كان غريباً على الإنسان العادي، فإنه في غاية الإمكان بالنسبة للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
5- إن شرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اللبن حين خيِّر بينه وبين الخمر، وبشارة جبريل -عليه الصلاة السلام- هُديت للفطرة، تؤكد أن هذا الإسلام دين الفطرة البشرية، التي ينسجم معها، فالذي خلق الفطرة البشرية، خلق لها هذا الدين، الذي يلبي نوازعها واحتياجتها، ويُحقق طموحاتها، ويكبح جماحها: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} الروم: 30.
6- إن صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأنبياء دليل على أنهم سلموا له بالقيادة، والريادة، وأن شريعة الإسلام نسخت الشرائع السابقة، وأنه وَسعَ أتباعَ هؤلاء الأنبياء ما وسع أنبياءهم؛ أن يسلموا بالقيادة لهذا الرسول ولرسالته، التي لا يأتيها الباطل من بين يديه ولا من خلفها.
إن على الذين يعقدون مؤتمرات التقارب بين الأديان، أن يُدركوا هذه الحقيقة، ويدعوا إليها، وهي ضرورة الانخلاع من الديانات المحرفة، والإيمان بهذا الرسول -صلى الله عليه وسلم- ورسالته، وعليهم أن يدركوا حقيقة هذه الدعوات المشبوهة، التي تخدم وضعاً من الأوضاع، أو نظاماً من الأنظمة الجاهلية.
7- إن الربط بين المسجد الأقصى، والمسجد الحرام وراءه حكم ودلالات وفوائد، منها:
– أهمية المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين، إذ أصبح مسرى رسولهم -صلى الله عليه وسلم، ومعراجه إلى السموات العلى، وكان لا يزال قبلتهم الأولى طيلة الفترة المكية، وهذا توجيه وإرشاد للمسلين، بأن يحبوا المسجد الأقصى، وفلسطين لأنها مباركة ومقدسة.
– الربط يشعر المسلمين بمسئوليتهم نحو المسجد الأقصى، بمسئولية تحرير المسجد الأقصى من أوضاع الشرك، وعقيدة التثليث، كما هي أيضاً مسئوليتهم تحرير المسجد الحرام من أوضاع الشرك وعبادة الأصنام.
– الربط يشعر بأن التهديد للمسجد الأقصى، هو تهديد للمسجد الحرام وأهله، وأن النَّيل من المسجد الأقصى، توطئة للنَّيل من المسجد الحرام، فالمسجد الأقصى بوابة الطريق إلى المسجد الحرام، وزوال المسجد الأقصى من أيدي المسلمين، ووقوعه في أيدي اليهود، يعني أن المسجد الحرام، والحجاز قد تهدد الأمن فيهما، واتجهت أنظار الأعداء إليهما لاحتلالهما.
والتاريخ قديماً وحديثاً يؤكد هذا، فإن تاريخ الحروب الصليبية، يخبرنا أن أرناط الصليبي صاحب مملكة الكرك، أرسل بعثة للحجاز للاعتداء على قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، على جثمانه في المسجد النبوي، وحاول البرتغاليون النصارى الكاثوليك في بداية العصور الحديثة، الوصول إلى الحرمين الشريفين، لتنفيذ ما عجز عنه أسلافهم الصليبيون، ولكن المقاومة الشديدة التي أبداها المماليك، وكذا العثمانيون، حالت دون إتمام مشروعهم الجهنمي، وبعد حرب 1967م التي احتل اليهود فيها بيت المقدس صرخ زعماؤهم بأن الهدف بعد ذلك، احتلال الحجاز، وفي مقدمة ذلك مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخيبر.
لقد وقف دافيد بن غوريون زعيم اليهود، بعد دخول الجيش اليهودي القدس، يستعرض جنوداً وشباباً من اليهود، بالقرب من المسجد الأقصى، ويلقي فيهم خطاباً نارياً، يختتمه بقوله: لقد استولينا على القدس ونحن في طريقنا إلى يثرب .
وبعد ذلك نشر اليهود خريطة لدولتهم المنتظرة التي شملت المنطقة من الفرات إلى النيل، بما في ذلك الجزيرة العربية، والأردن، وسورية، والعراق، ومصر، واليمن، والكويت، والخليج العربي كله، ووزعوا خريطة دولتهم هذه بُعيد انتصارهم في حرب 1967م في أوربا.
8- أهمية الصلاة وعظيم منزلتها: وقد ثبت في السنة النبوية أن الصلاة فرضت على الأمة الإسلامية في ليلة عروجه -صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات، وفي هذا كما قال ابن كثير: اعتناء عظيم بشرف الصلاة وعظمته، فعلى الدعاة أن يؤكدوا أهمية الصلاة، والمحافظة عليها، وأن يذكروا فيما يذكرون، من أهميتها، ومنزلتها، كونها فرضت في ليلة المعراج، وأنها من آخر ما أوصى به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل موته.
9- لا حجة لمن يحتفل بليلة الإسراء والمعراج، لإن هذه الليلة مختلف في تحديد زمانها، ولم يحتفل بها النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا أمر بها، ولا فعل هذا الاحتفال الصحابة ولا سلف الأمة الصالحين، فالاحتفال بهذه الليلة من البدع المحدثة، التي ما أنزل الله بها من سلطان.
نسأل الله أن يوفقنا لطاعته، ويجنبنا معاصيه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والحمد الله رب العالمين.