انتخاب نعيم قاسم أمينًا عامًا لحزب الله: كيف ردت إسرائيل على التحولات في القيادة؟ أعلن حزب الله مؤخرًا عن انتخاب نعيم قاسم أمينًا عامًا للحزب خلفًا لحسن نصر الله، الذي قاد الحزب لأكثر من ثلاثة عقود.
هذا التغيير في القيادة يأتي في وقت حرج يتسم بالتوترات الإقليمية، حيث تراقب القوى الدولية والإقليمية هذه الخطوة عن كثب. في هذا السياق، تعتبر ردود فعل إسرائيل ذات أهمية خاصة، حيث تعكس مخاوفها وتقديراتها الاستراتيجية.
نعيم قاسم: خلفيات ودور في الحزب
نعيم قاسم، الذي وُلِد في عام 1960، هو أحد الشخصيات البارزة في حزب الله وقد لعب دورًا محوريًا في تشكيل سياساته وأهدافه. يُعتبر قاسم، الذي يشغل منصب نائب الأمين العام منذ تأسيس الحزب في عام 1982، من الشخصيات التي تتمتع بدعم واسع داخل الحزب.
كان له دور في تعزيز التعاون بين حزب الله وإيران، بالإضافة إلى تنظيم العمليات العسكرية والسياسية للحزب. يُنظر إلى قاسم على أنه شخصية قادرة على المحافظة على إرث نصر الله، بينما يفتح الأبواب لتوجهات جديدة تتناسب مع التغيرات الجيوسياسية في المنطقة.
في الوقت نفسه، يُعتبر انتخابه تجسيدًا لتمسك الحزب بخياراته الاستراتيجية. ولم يكن رد فعل إسرائيل على هذا التغيير في القيادة باردًا، حيث سارع المسؤولون الإسرائيليون إلى تحليل تداعيات انتخاب نعيم قاسم.
كما يُعتقد أن إسرائيل تعتبر قاسم أكثر تشددًا من نصر الله، مما يزيد من مخاوفها بشأن التهديدات المحتملة من حزب الله. ايضا أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن قاسم قد يكون أكثر استعدادًا لاتخاذ خطوات هجومية في ظل الأوضاع الحالية في لبنان.
في الوقت نفسه، أكدت الحكومة الإسرائيلية أنها تراقب الوضع عن كثب، محذرة من أن أي تصعيد من قبل حزب الله سيقابل بردٍ حاسم ومع انتخاب نعيم قاسم، يتعين على المراقبين تقييم ما إذا كانت سياسته ستتجه نحو مزيد من التصعيد أو نحو نوع من التهدئة.
يُعتبر قاسم شخصية تُعزز من التحالفات مع القوى الإقليمية مثل إيران وسوريا، مما قد يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة في هذا السياق، تبرز مسألة الدعم الإيراني لحزب الله، حيث يُعتقد أن قاسم سيواصل سياسة التبعية الاستراتيجية لطهران. ومع ذلك، قد يتطلب الوضع الجديد توازنًا دقيقًا بين التحالفات الداخلية والخارجية.
تأثير الانتخابات على الوضع الداخلي في لبنان
قد يكون لهذا التغيير في القيادة تأثيرات على الوضع الداخلي في لبنان أيضًا. يعاني لبنان من أزمات اقتصادية وسياسية حادة، وقد يواجه حزب الله تحديات جديدة في إدارة تلك الأزمات تحت قيادة قاسم. سيكون عليه أن يوازن بين دوره كقوة سياسية وعسكرية وأثره على الاستقرار الداخلي.
أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، اليوم السبت بأن الخيارات السياسية لمواجهة الكيان الإسرائيلي مضيعة للوقت، وبأن التهديدات الإسرائيلية فارغة المحتوى ونحن في محور المقاومة نستطيع مواجهة التحديات مهما بلغت.
حيث أوضح قاسم خلال افتتاح أعمال المؤتمر العربي الإسلامي في دورته الـ11، بأن “كل الخيارات السياسية لمواجهة الكيان الإسرائيلي كانت مضيعة للوقت وفرصة له ليهضم ما التهمه والاستعداد لمرحلة جديدة”.
ولفت إلى أن “استمرارية وجود “إسرائيل” في منطقتنا قائمة على شن الحروب الدائمة، وهي تعتقد بأنها بتهديداتها يمكن أن تحدث قلقاً في محور المقاومة، وهذه التهديدات فارغة من المحتوى ونحن نكتفي بقراءتها كأي نص سياسي.”
وخاطب قاسم الكيان الإسرائيلي بالقول: “كل تهديداتكم أيها الصهاينة لن تقدم ولن تؤخر، ومع ذلك نحن دائماً في حال استعداد وجهوزية، ونحن في محور المقاومة في حال أقوى مما مضى ونستطيع مواجهة التحديات مهما بلغت.”
وفي السياق ذاته وجه قاسم دعوة إلى “كل شعوب المنطقة والعالم الإسلامي وكل القوى الفلسطينية وكل الدول التي تؤمن بالقضية الفلسطينية إلى الدعم الكامل”، مبينا أن “المقاومة أولوية وكل تحركاتنا يجب أن تأخذ المقاومة كأولوية، وأميركا تعمل على تسخير كل شيء لمصلحة الكيان الإسرائيلي، وهي لم تترك وسيلة من التحديات إلا واستخدمتها ضد حزب الله في لبنان”.
أكد نائب أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، اليوم الاثنين، أن إسرائيل لم تتمكن من المساس بقدرة حزب الله، مشيراً إلى أن كل محاولاتها لتقويض الحزب باءت بالفشل.
تأتي تصريحات قاسم في خطاب رسمي يُعتبر الأول لمسؤول في الحزب اللبناني بعد اغتيال أمين عام الحزب، حسن نصر الله، في الغارات الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الجمعة الماضي.
وشدد قاسم على أن “المسيرة التي أسسها نصر الله مستمرة، وحزب الله لن يتخلى عن أهدافه”، مضيفاً أن هناك قيادة جاهزة للحزب تتضمن نواباً وبدائل في جميع المواقع، ما يضمن استمرارية التنظيم في مواجهة التحديات.
وفي إشارة إلى الأوضاع الداخلية، وجّه قاسم شكره إلى الشعب اللبناني بمختلف طوائفه على تضامنه ووحدته، مؤكداً أن هذه الوحدة هي الأساس في صمود لبنان كما أشار إلى أن الحزب سيختار أميناً عاماً جديداً في أقرب وقت ممكن، وفق الآليات المعمول بها داخل الحزب.
مؤكداً أن الخيارات واضحة وسهلة نظراً لتماسك الحزب ووحدة صفه وجاء خطاب قاسم في ظل تواصل الغارات الإسرائيلية المكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع وجنوبي لبنان، ما يعكس استمرار التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل.
يُعتبر انتخاب نعيم قاسم أمينًا عامًا لحزب الله خطوة محورية تحمل تداعيات كبيرة على الساحة اللبنانية والإقليمية. ومع ردود فعل إسرائيل التي تبرز المخاوف من تصعيد محتمل، يتعين على قاسم أن يدير دفة الحزب بحذر في ظل تحديات متعددة.
في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية، سيكون على حزب الله، تحت قيادته الجديدة، أن يتعامل مع ضغوط داخلية وخارجية معقدة، مما يجعل المستقبل غامضًا بالنسبة للبنان والمنطقة بأسرها.