الميكروويف والأطعمة ما يجب تجنبه لتفادي المخاطر . يُعد فرن الميكروويف واحدًا من أكثر الأجهزة المنزلية استخدامًا لتسخين الطعام بسرعة وسهولة، لكنه قد يكون مضراً عند استخدامه بشكل غير صحيح على بعض الأطعمة.
فالتسخين السريع والمتفاوت قد يؤدي إلى فقدان العناصر الغذائية، تغيير القوام، أو تكوين مواد ضارة بالجسم. وفي هذا الإطار، تقدم الدكتورة ناتاليا فومينكو، الأستاذة المساعدة في قسم سلامة الأغذية بجامعة التكنولوجيا الحيوية، توجيهات مهمة حول الأطعمة التي يُنصح بعدم تسخينها في الميكروويف، وأسباب ذلك.
البيض: خطر الانفجار
توضح الدكتورة فومينكو أن تسخين البيض في الميكروويف، سواء كان مسلوقًا أو بقشرته، يشكل خطر الانفجار بسبب تراكم البخار داخله. وينصح الخبراء دائمًا بتسخين البيض في ماء ساخن بدلاً من وضعه مباشرة في الفرن، لتجنب أي حوادث محتملة في المطبخ، وكذلك للحفاظ على قوامه ومذاقه.
حليب الأم وأطعمة الأطفال: احتياطات السلامة
من أبرز التحذيرات أيضًا عدم تسخين حليب الأم أو أطعمة الأطفال في الميكروويف. فقد يؤدي التسخين غير المتساوي إلى ظهور “بقع ساخنة” قد تسبب حروقًا للفم والحلق عند الطفل. بدلاً من ذلك، يُنصح بتسخين هذه الأطعمة في حمام مائي لضمان توزيع الحرارة بشكل متساو وآمن.
الخضروات الورقية: نترات تتحول لمركبات ضارة
الخضروات الورقية مثل السبانخ، الكرفس، والخس، تحتوي على نسبة مرتفعة من النترات، والتي قد تتحول إلى مركبات نيتروزامين ضارة عند تسخينها في الميكروويف. لذلك يُنصح بطهيها بالبخار أو على الموقد للحفاظ على فوائدها الصحية وتجنب أي مخاطر محتملة.
الأطعمة الحارة والفلفل: تأثير على الجهاز التنفسي
تحتوي بعض الأطعمة على مواد مثل الكابسيسين الموجودة في الفلفل الحار والتوابل. عند تسخين هذه الأطعمة في الميكروويف، تتبخر المادة وتصل إلى الأغشية المخاطية للعينين والجهاز التنفسي، مما قد يسبب تهيجًا وسعالًا أو حرقانًا. لذلك يُفضل إعادة تسخين هذه الأطعمة على الموقد مع تغطية الطعام لتقليل الأبخرة.
الفطر: تلف البروتينات وعسر الهضم
الفطر من الأطعمة الحساسة للتسخين في الميكروويف، حيث يؤدي التسخين السريع إلى تلف البروتينات بشكل أسرع، ما يزيد من خطر عسر الهضم ومشكلات المعدة. ينصح الخبراء بطهي الفطر على نار متوسطة على الموقد للحفاظ على قيمته الغذائية وسهولة هضمه.
الزيوت النباتية: الأكسدة وفقدان الخصائص
زيوت مثل زيت الزيتون وزيت الكتان تتعرض للأكسدة عند تسخينها في الميكروويف، ما يؤدي إلى فقدان خصائصها المفيدة للجسم. من الأفضل تسخين الأطعمة المحتوية على هذه الزيوت بطرق بديلة مثل الطهي على الموقد أو الفرن العادي للحفاظ على قيمتها الغذائية.
العسل: فقدان الإنزيمات وتكوّن مركبات ضارة
العسل عند تسخينه في الميكروويف يفقد خواصه الطبيعية ونكهته المميزة، كما تموت الإنزيمات والفيتامينات الموجودة فيه. كما يمكن أن يتكوّن مركب هيدروكسي ميثيل فورفورال (HMF) الذي يعتقد أنه مادة مسرطنة وفقًا لبعض الدراسات. لذا يُنصح بإذابته في حمام مائي بدلًا من الميكروويف للحفاظ على فوائده.
الفواكه والمجمدات: فقدان فيتامين C وتغير القوام
التسخين في الميكروويف قد يقلل من محتوى فيتامين C في الفواكه والخضروات، ويؤدي إلى ذوبان القوام في الثمار المجمدة، مما يجعلها سائلة وغير مستساغة. ينصح بتسخينها تدريجيًا على الموقد أو استخدام طرق طهي بطيئة للحفاظ على العناصر الغذائية والقوام الطبيعي.
الأرز: خطر التسمم الغذائي
الأرز المطبوخ من أكثر الأطعمة خطورة عند إعادة تسخينه في الميكروويف، إذ قد يحتوي على بكتيريا العصوية الشمعية (Bacillus cereus) التي لا تقضي عليها الحرارة المعتادة، وقد تؤدي إلى التسمم الغذائي. لذلك يُفضل تسخينه على الموقد أو على بخار الماء لضمان السلامة.
اللحوم شبه المصنعة: أكسدة الكوليسترول
منتجات اللحوم مثل النقانق والسجق عند تسخينها في الميكروويف تنتج نواتج أكسدة الكوليسترول، مما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. يوصى باستخدام الفرن العادي أو قدر البخار لتسخين هذه المنتجات بطريقة صحية.
نصائح عامة لاستخدام الميكروويف
تجنب تسخين الأطعمة المغلفة بأغطية معدنية أو بلاستيكية غير مخصصة للميكروويف.
استخدام أغطية زجاجية أو أطباق خاصة لتوزيع الحرارة بشكل متساوٍ.
تحريك الطعام بعد منتصف فترة التسخين لضمان التسخين المتوازن.
تسخين الطعام على دفعات قصيرة لتقليل فقدان العناصر الغذائية.
رغم سهولة استخدام الميكروويف، إلا أن عدم الانتباه لنوع الطعام وطريقة التسخين قد يسبب فقدان القيمة الغذائية أو تكوين مواد ضارة. ويعتبر اتباع إرشادات الخبراء مثل الدكتورة ناتاليا فومينكو واتباع أساليب التسخين البديلة (الموقد، الفرن، حمام مائي) أفضل وسيلة لضمان وجبات صحية وآمنة للجميع. خصوصًا للأطفال وكبار السن.
المعرفة بأنواع الأطعمة التي لا يُنصح بتسخينها في الميكروويف تعد خطوة أساسية للحفاظ على الصحة والتمتع بالفوائد الغذائية لكل وجبة.