وأكدت الشركة، في بيان رسمي نشرته عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أنها ستتيح 5 دقائق يوميًا من المكالمات الدولية المجانية إلى غزة، وذلك لمدة سبعة أيام متتالية، تبدأ من اليوم الثلاثاء الموافق 14 أكتوبر 2025، في تمام الساعة 12 ظهرًا.
مبادرة إنسانية في وقت عصيب
تأتي هذه المبادرة في وقت تشتد فيه الحاجة إلى وسائل اتصال تتيح للأسر الاطمئنان على أقاربهم داخل الأراضي الفلسطينية، وسط انقطاع الاتصالات في بعض المناطق وتزايد صعوبة التواصل نتيجة الأوضاع الميدانية.
وأوضحت الشركة أن الهدف الأساسي من هذه الخطوة هو تخفيف معاناة المواطنين المصريين والفلسطينيين الذين يسعون للاطمئنان على أسرهم وأحبائهم في غزة، مؤكدة التزامها بدورها الإنساني في دعم المجتمعات خلال الأزمات.
تفاصيل المبادرة
وفقًا لما أعلنته “WE”، فإن العملاء سيتمكنون من إجراء مكالمات مجانية مباشرة إلى غزة بواقع 5 دقائق يوميًا لكل رقم، دون الحاجة إلى أي اشتراك أو تفعيل مسبق، حيث تُضاف الخدمة تلقائيًا لجميع العملاء.
وتستمر المبادرة لمدة أسبوع كامل، على أن تنتهي يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 في نفس التوقيت، مع إمكانية تمديدها إذا استمرت الأوضاع الحالية على ما هي عليه.
كما شددت الشركة على أن هذه الدقائق المجانية تشمل جميع خطوط WE سواء للمكالمات الأرضية أو المحمولة، مما يتيح تغطية أوسع وشمولًا أكبر لكافة شرائح المستخدمين في أنحاء الجمهورية.
دعم إضافي عبر “We Pay”
لم تقتصر مبادرة المصرية للاتصالات على توفير المكالمات المجانية فحسب، بل أعلنت أيضًا عن إتاحة خدمة التبرعات الإنسانية عبر محفظة “We Pay” الإلكترونية، بهدف تمكين عملائها من المساهمة في جهود الإغاثة ودعم سكان غزة بطريقة آمنة وسهلة.
وذكرت الشركة أن عملاءها يمكنهم التبرع بمبالغ مالية عبر المحفظة في أي وقت، على أن يتم تحويل التبرعات إلى الجهات المعنية بالمساعدات الإنسانية، مما يعزز من دور التكنولوجيا المالية في دعم المجتمعات خلال الأزمات.
ويُعد هذا التحرك من “WE” امتدادًا لرؤية الشركة في استخدام خدماتها الرقمية والتكنولوجية لخدمة الأغراض المجتمعية، وليس فقط كمصدر للربح أو الترفيه.
إشادة مجتمعية ودعم على وسائل التواصل
لاقى إعلان المبادرة ترحيبًا واسعًا من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد الكثيرون بموقف الشركة وحرصها على أداء واجبها الإنساني والوطني.
وانتشرت التعليقات التي تشكر “المصرية للاتصالات” على هذه الخطوة التي وصفها البعض بأنها رسالة تضامن حقيقية تتجاوز الشعارات إلى أفعال ملموسة تمس حياة الناس اليومية.
كما قام عدد من المؤثرين والصحفيين والناشطين بنشر المنشور الرسمي للشركة على صفحاتهم دعماً للمبادرة، مشيرين إلى أن الاتصال المجاني ولو لدقائق قليلة قد يخفف من معاناة آلاف الأسر التي تترقب أخبار أحبائها داخل القطاع.
منافسة إيجابية بين شركات الاتصالات
وفي ظل تفاعل واسع مع هذه المبادرة، سارعت بعض شركات الاتصالات الأخرى العاملة في السوق المصري إلى إطلاق مبادرات مشابهة، سواء بتقديم دقائق مجانية أو تخفيض أسعار المكالمات الدولية إلى الأراضي الفلسطينية.
ويرى خبراء الاتصالات أن هذه المنافسة الإيجابية تعكس الوعي المتزايد بأهمية الدور المجتمعي للشركات في دعم قضايا إنسانية ووطنية، إلى جانب دورها التجاري والخدمي المعتاد.
المصرية للاتصالات.. تاريخ من المبادرات المجتمعية
تُعد الشركة المصرية للاتصالات من أقدم وأكبر شركات الاتصالات في مصر والعالم العربي، ودائمًا ما تلعب دورًا بارزًا في المسؤولية الاجتماعية.
فقد سبق أن أطلقت الشركة حملات لدعم التعليم الإلكتروني في المناطق النائية، وبرامج لتدريب الشباب على المهارات الرقمية، ومبادرات إنسانية أثناء جائحة “كورونا”، ساهمت خلالها في تقديم خدمات إنترنت مجانية للطلبة ودعم المستشفيات بخدمات اتصالات متطورة.
ويرى مراقبون أن مبادرة المكالمات المجانية إلى غزة تمثل استمرارًا لنهج الشركة في الدمج بين التكنولوجيا والإنسانية، بما يبرز الوجه الإنساني لصناعة الاتصالات في مصر.
لم تتوقف أصداء المبادرة داخل مصر فقط، بل لاقت تفاعلًا من عدد من المستخدمين في العالم العربي، خاصة في دول الخليج، الذين أشادوا بالدور المصري الداعم دائمًا للشعب الفلسطيني.
وأعرب كثيرون عن أملهم في أن تحذو شركات الاتصالات في الدول العربية الأخرى حذو “WE”، لإتاحة مزيد من وسائل التواصل المجانية والدعم اللوجستي لأهالي القطاع.
نحو تواصل إنساني بلا حدود
تُجسد هذه الخطوة من المصرية للاتصالات مفهوم “التكنولوجيا من أجل الإنسان”، إذ لا تقتصر الاتصالات على كونها خدمة تجارية، بل وسيلة لتقريب المسافات في أوقات الأزمات وتخفيف وطأة الألم النفسي والاجتماعي.
وفي وقت تزداد فيه صعوبة التواصل بين العائلات الفلسطينية، تمثل هذه المبادرة نافذة أمل وإنسانية تعيد للأذهان الدور الحقيقي للتكنولوجيا كأداة للتواصل والدعم.
أثبتت المصرية للاتصالات من خلال مبادرتها الأخيرة أن الشركات الوطنية قادرة على أن تكون عنصرًا فاعلًا في دعم القضايا الإنسانية، عبر تسخير إمكاناتها التقنية لخدمة الإنسان قبل أي شيء آخر.
ومع استمرار التحديات في المنطقة، تبقى مثل هذه المبادرات مثالًا يُحتذى به في كيفية الدمج بين الربح والمسؤولية، وبين التكنولوجيا والرحمة، في عالم يحتاج إلى مزيد من المبادرات التي تعيد للاتصال معناه الحقيقي: أن نكون قريبين من بعضنا مهما كانت المسافات.