وقد أشاد الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، بالاستعدادات النهائية لافتتاح المتحف، مؤكدًا أن المشروع يمثل تجربة فريدة للزوار تجمع بين الماضي والحاضر في آن واحد، ويتيح فرصة مشاهدة التاريخ المصري كما لم يُعرض من قبل.
التجهيزات والتطويرات المحيطة بالمتحف
أكد الدكتور عامر أن الاستعدادات شملت تطوير 14 محورًا رئيسيًا تصل إلى المتحف، لتسهيل حركة الزوار وتوفير تجربة سلسة ومريحة، كما تم تحسين الطرق والربط بمطار سفنكس الدولي لتسهيل وصول السياح من جميع أنحاء العالم.
وأضاف أن المشروع لم يقتصر على التهيئة الداخلية فقط، بل شمل زراعة حوالي 6200 شجرة ونخلة في محيط المتحف، مع إنشاء مسطحات خضراء واسعة تتوافق مع معايير شهادة الأيزو الصديقة للبيئة، لتوفير تجربة ممتعة للزائرين وسط الطبيعة.
كذلك تم تجهيز ممشى سياحي يربط المتحف بمنطقة أهرامات الجيزة، ليتيح للزائرين التنقل بين أهم رموز الحضارة المصرية القديمة بسلاسة ويسر.
التقنيات المتقدمة وتجربة الزائر
يتميز المتحف المصري الكبير بتقديم تجربة متطورة للزوار، حيث تم دمج تقنيات عرض متقدمة تشمل الكودات التفاعلية للقطع الأثرية، ونظام الدفع الإلكتروني والحجز أونلاين، لضمان سهولة الوصول إلى المعلومات وإتمام المعاملات بشكل سلس.
كما تم مراعاة تجربة ذوي الهمم بتوفير ممرات ومرافق مهيأة خصيصًا لهم، بالإضافة إلى مناطق للأطفال وكافيتريات وبازارات، لتقديم تجربة شاملة تجمع بين التعلم والمتعة لجميع الفئات العمرية.
محتويات المتحف وكنوزه التاريخية
أوضح الدكتور عامر أن المتحف سيتيح للزائرين مشاهدة عرض كامل لمقبرة الملك توت عنخ آمون لأول مرة، والتي تضم نحو 5,500 قطعة أثرية فريدة، تشمل القناع الذهبي، المقاصير، الكرسي، السرير الجنائزي، والعجلة الحربية.
كما سيتم عرض حوالي 300 قطعة نادرة من توت عنخ آمون، بالإضافة إلى قطع أثرية تعود إلى أكثر من 700 ألف عام، مثل مركبي خوفو، وعمود مرنبتاح، والمسلة المعلقة.
ويضم المتحف ما يزيد على 55 ألف قطعة أثرية موزعة على أقسام مختلفة تشمل الملكية، المعتقدات الدينية، والمجتمع المصري القديم، ليشكل أكبر تجمع للكنوز التاريخية المصرية في مكان واحد.
الترميم والمهنية العالية
أكد الدكتور عامر أن جميع عمليات الترميم تمت بالكامل بواسطة مرممين مصريين، مع الاستفادة من الخبرات الدولية في أساليب العرض المتحفي الحديثة، وهو ما يعكس قدرة مصر على إدارة مشاريع كبرى بمستوى عالمي. ويُعد المتحف أكبر صرح متحفي في العالم من حيث كمية القطع الفريدة التي يجمعها، وهو ما يجعله محط اهتمام الباحثين والزوار على حد سواء.
رسالة مصر للعالم
وأشار الدكتور عامر إلى أن افتتاح المتحف يحمل رسالة محبة وسلام وتواصل حضاري بين الشعوب، مؤكداً أن المتحف يعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة وأهميتها على الصعيد العالمي، ويعد رمزًا للوعي الثقافي والحضاري لمصر. كما يعكس المتحف قدرة الدولة على تقديم صورة حضارية متكاملة، تجمع بين التراث والتكنولوجيا الحديثة، وتبرز مصر كوجهة ثقافية وسياحية عالمية.
الجوائز والتقدير الدولي
حاز المتحف على عدة جوائز دولية قبل افتتاحه، أبرزها جائزة فرساي 2024 لأفضل بناء في العصر الحديث، وهو ما يعكس الاهتمام العالمي بالمشروع وأهميته على الصعيد الثقافي والمعماري. ومن المتوقع أن يستمر المتحف في استضافة فعاليات عالمية بعد الافتتاح، لتعزيز مكانته كوجهة سياحية وثقافية رئيسية، وجذب الباحثين والهواة من مختلف دول العالم.
يمثل المتحف المصري الكبير صرحًا حضاريًا متكاملاً يجمع بين التاريخ العريق لمصر القديمة وأحدث أساليب العرض المتحفي والتقنيات الحديثة. إنه ليس مجرد متحف لعرض القطع الأثرية، بل تجربة متكاملة للزائر، من التعليم والترفيه إلى الاستمتاع بالبيئة المحيطة والطبيعة الخلابة. ومع افتتاحه، من المنتظر أن يصبح نقطة جذب عالمية، تعكس قدرة مصر على الجمع بين الإرث التاريخي والإبداع المعاصر، وتقدم رسالة سلام وثقافة للعالم أجمع.







