وأوضح الدكتور زكي أن موعد تشييع جثمان الراحل سيكون بعد صلاة العشاء من يوم وفاة الفنان، وذلك من مسجد الشرطة في الشيخ زايد، وهو ما أثار حالة من الحزن والصدمة بين جمهور الفنان ومحبيه.
كان الفنان الراحل قد تعرض لأزمة صحية مفاجئة يوم الثلاثاء الماضي، نقل على إثرها إلى المستشفى، إلا أن عائلته اختارت عدم الكشف عن تفاصيل حالته الصحية مكتفية بطلب الدعاء له.
ورغم عدم إعلان تفاصيل مرضه، إلا أن أصدقاءه المقربين من الوسط الفني حرصوا على الدعاء له بمجرد أن علموا بحالته الصحية الصعبة، حيث كان من أبرز هؤلاء المخرج عمرو عرفة، والفنان صلاح عبد الله، والفنانة ريهام عبد الغفور، وغيرهم من أصدقائه في مجال الفن.
نبيل الحلفاوي في آخر أعماله الفنية
الفنان الراحل نبيل الحلفاوي لم يتوقف عن العمل الفني حتى آخر لحظة في حياته، فقد كانت آخر مشاركاته الفنية في فيلم “تسليم أهالي”، الذي تم عرضه عام 2022. ظهر في هذا الفيلم كضيف شرف ضمن أحداثه التي قامت ببطولتها النجمة دنيا سمير غانم والنجم هشام ماجد، وشارك في البطولة أيضًا بيومي فؤاد ودلال عبد العزيز وعدد من ضيوف الشرف، منهم محمد ممدوح، شيكو، لوسى، وأحمد فتحي. الفيلم كان من تأليف شريف نجيب وإخراج خالد الحلفاوي.
حياة فنية مليئة بالإنجازات
وُلد الفنان نبيل الحلفاوي في حي السيدة زينب في 22 إبريل 1947، ومنذ صغره كان يعشق التمثيل، مما دفعه للالتحاق بكلية التجارة، إلا أنه لم يستطيع مقاومة شغفه بالفن، فتوجه لدراسة التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج منه في عام 1970. بدأ مشواره الفني في عالم المسرح، حيث قدم العديد من الأعمال التي أكسبته شهرة، قبل أن ينتقل للعمل في التليفزيون، حيث كانت أولى أعماله التلفزيونية في مسلسل “محمد رسول الله” الجزء الأول عام 1980.
أعماله السينمائية والتليفزيونية
خلال مسيرته الفنية، قدم نبيل الحلفاوي العديد من الأفلام السينمائية المتميزة التي لاقت إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء. من أبرز هذه الأعمال: “وقيدت ضد مجهول”، “الأوباش”، “ثمن الغربة”، “المحاكمة”، “فقراء لا يدخلون الجنة”، “أباء وأبناء”، “الطريق إلى إيلات”، و”العميل رقم 13”.
كما قدم العديد من الأعمال التليفزيونية التي تركت بصمة واضحة في ذاكرة المشاهدين، مثل: “غوايش”، “الجلياط”، “الحب وأشياء أخرى”، “رأفت الهجان”، “بنات زينب”، “سور مجرى العيون”، “دموع صاحبة الجلالة”، “دمي ودموعي وابتسامتي”، “حكاية بلا بداية ولا نهاية”، “زيزينيا”، و”ونوس”.
نبيل الحلفاوي: رمز من رموز الفن المصري
تعد حياة الفنان نبيل الحلفاوي مثالاً مشرفاً للفنان الذي عمل بإخلاص وموهبة حقيقية، حيث ترك إرثًا فنيًا غزيرًا وشخصية لا تُنسى في وجدان جمهوره. كان من أبرز الوجوه الفنية التي تميزت في أداء الأدوار المتنوعة، سواء في السينما أو التليفزيون، وجعلت منه أحد أعمدة الفن في مصر.
رحيل نبيل الحلفاوي ليس فقط خسارة لعالم الفن، بل أيضًا خسارة لجمهور كان يقدر ويحب فنّه، ويعشق مشاهده التي تقدم بأداء راقٍ ومميز. سيظل هذا الفنان الكبير في ذاكرة كل من عاش مع أعماله اللحظات الممتعة والشخصيات التي شكلها بحرفيته العالية.
بينما يتجه محبو الفنان الراحل إلى مسجد الشرطة في الشيخ زايد لتوديع جثمانه، تبقى أعماله شاهدة على ما قدمه من إبداع فني خالص، وستظل ذكراه حية في القلوب.