أعلنت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت يوم الثلاثاء عن تصدر تحالف الإعمار والتنمية بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. وأوضحت مصادر رسمية بالمفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن التحالف حصل على أعلى عدد من المقاعد في المحافظات الكبرى مثل بغداد، النجف، كربلاء وبابل، حيث تجاوز عدد المقاعد التي فاز بها 50 مقعدًا.
تفوق السوداني في المحافظات الرئيسية
يُعد هذا التفوق تأكيدًا لموقع السوداني السياسي بعد ثلاث سنوات من قيادة الحكومة العراقية، بدعم من تحالف “الإطار التنسيقي” الذي يضم أحزابًا وفصائل شيعية مقربة من إيران. ويمنح هذا الإنجاز السوداني قوة تفاوضية كبيرة لتشكيل الحكومة المقبلة، وسط توازنات سياسية دقيقة.
نسبة المشاركة وانعكاسها على المشهد السياسي
سجلت الانتخابات نسبة مشاركة بلغت 56.11%، وهي أعلى بكثير مقارنة بانتخابات 2021 التي بلغت 41%. ويعكس هذا الرقم اهتمامًا شعبيًا متزايدًا رغم شعور بعض الشباب بالإحباط من الأوضاع الاقتصادية والخدمات العامة. في المقابل، قاطع التيار الصدري الانتخابات واعتبرها غير نزيهة، مما يترك أثرًا على توزيع القوى داخل البرلمان ويتيح فرصة لظهور تحالفات جديدة.
خطوات تشكيل الحكومة المقبلة
يُشير الدستور العراقي إلى أنه لا يمكن لأي حزب تشكيل الحكومة بمفرده. إذ يجب أن يرشح البرلمان رئيس الجمهورية، الذي يقوم بتكليف مرشح الكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة. وعادةً ما تستغرق هذه العملية عدة أشهر من المفاوضات بين مختلف الأحزاب.
أكد السوداني بعد الإدلاء بصوته أن الحكومة القادمة ستسعى لتعزيز الاستقرار، مكافحة الفساد، تحسين مستوى الخدمات العامة، وإعادة بناء الثقة بين الدولة والمواطن.
التحديات السياسية المستقبلية
تخضع رئاسة الوزراء للأغلبية الشيعية، بينما يذهب منصب رئاسة البرلمان للقوى السنية، ويُسند منصب الرئيس إلى القيادات الكردية. ويواجه السوداني تحديات كبيرة في توحيد القوى السياسية، وضبط العلاقة مع الفصائل المسلحة، وتحقيق توازن بين النفوذ الأميركي والإيراني داخل العراق.
دور الشباب والمرشحين المستقلين
شهدت الانتخابات مشاركة ملحوظة من الشباب والمرشحين المستقلين، الذين يسعون لكسر احتكار الأحزاب التقليدية للسلطة. ورغم محدودية فرصهم في تحقيق اختراق واسع، فإن ظهورهم يعكس رغبة شريحة كبيرة من العراقيين في التغيير وإحداث إصلاح سياسي.
تحالفات جديدة محتملة
يرى المحللون أن الانتخابات لن تُحدث تغييرات جذرية في النظام السياسي، لكنها قد تؤدي إلى ظهور تحالفات جديدة داخل البرلمان، مما يمنح السوداني فرصة لتعزيز موقعه إذا نجح في جمع دعم الكتل المعتدلة السنية والكردية.
خاتمة
مع هذه النتائج الأولية، يبقى المشهد السياسي العراقي مليئًا بالتحديات والتحولات المحتملة. الانتخابات الحالية قد تمهد الطريق أمام حكومة أكثر استقرارًا إذا نجحت الكتلة الأكبر في بناء توافقات داخلية قوية، وتحقيق توازن بين القوى الإقليمية المختلفة، بما يضمن مستقبلًا أفضل للعراق وشعبه.






