السد العالي يعقد حسابات سد النهضة.. خبير يوضح كمية المياه التي ستصل إلى مصر والسودان . السد العالي وأحدث صورة لسد النهضة: تحليلات جديدة من خبير الموارد المائية وأعلن الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن تفاصيل هامة تتعلق بالسد العالي وسد النهضة، مشيرًا إلى الدور الحيوي الذي يلعبه السد العالي في حماية مصر من المخاطر المتعلقة بتشغيل سد النهضة. في أحدث تصريحاته، أوضح شراقي أن السد العالي يعمل بكفاءة عالية ويسهم بشكل كبير في تأمين المياه لمصر، على الرغم من التحديات التي قد تطرأ نتيجة للتغيرات في تشغيل سد النهضة.
هل عادت توربينات سد النهضة للعمل؟
في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي، أشار الدكتور عباس شراقي إلى حدوث خطأ في نشر صورة قديمة لسد النهضة، حيث ظهرت التوربينات وكأنها تعمل، وهو ما تم تصحيحه بعد ذلك.
وأوضح أن الصورة الحديثة كانت مغطاة بالسحب، مما حال دون رؤية السد بشكل كامل. ورغم ذلك، لم يكن من الممكن تحديد ما إذا كانت التوربينات قد عادت للعمل أم لا، حيث أن الصورة التي تم نشرها لا توضح ذلك بشكل دقيق. هذا الغموض حول حالة التوربينات يظل أمرًا مقلقًا، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تمر بها إثيوبيا فيما يتعلق بتشغيل سد النهضة.
هل ستقل كمية المياه المتدفقة إلى مصر والسودان؟
دون شك، يعد تدفق المياه من سد النهضة إلى مصر والسودان من أهم القضايا التي تشغل بال الجميع في الوقت الحالي. وأكد شراقي أن كمية المياه المتدفقة إلى السودان ومصر ستظل ثابتة في جميع الأحوال، سواء من التوربينات أو من بوابات المفيض. ووفقًا لتقديرات شراقي، فإن الكمية الحالية تقدر بنحو 80 مليون متر مكعب يوميًا، لكن هذه الكمية قد تتناقص في الأشهر القادمة، إلا إذا تم تشغيل التوربينات بشكل منتظم.
السد العالي يعمل بكفاءة عالية
على الرغم من التحديات التي يواجهها سد النهضة من حيث التشغيل، إلا أن السد العالي في مصر يعمل بكفاءة عالية، وفقًا لشراقي. ويُعد السد العالي جزءًا أساسيًا من منظومة المياه في مصر، حيث حافظ على استقرار الإمدادات المائية طوال أكثر من 60 عامًا.
وبفضل هذا السد، تمكَّنت مصر من تجاوز العديد من الأزمات المائية على مدار العقود الماضية، مثل سنوات الجفاف بين 1981 و1987، وكذلك الفيضانات التي وقعت في سنوات مختلفة مثل 1988 و1998 و2001.
لقد أثبت السد العالي قدرته على توفير الحماية لمصر من الأضرار الناجمة عن التخزين في سد النهضة، وهو ما يضمن تأمين المياه لملايين المصريين رغم التحديات المالية واللوجستية المرتبطة بتطوير محطات معالجة مياه الصرف الزراعي وتوسيع الأراضي المخصصة لزراعة الأرز وغيره.
دور السد العالي في تأمين المياه
لا يقتصر دور السد العالي على إدارة مياه النيل فقط، بل يتعدى ذلك ليشمل حماية مصر من الأزمات المائية الناتجة عن التغيرات المناخية أو العمليات المتوترة في دول المنبع. في السنوات الخمس الأخيرة، ورغم التكاليف المالية الكبيرة في مشروع محطات المعالجة، استمر السد العالي في تأمين المياه بشكل فعال، وهو ما ينعكس إيجابًا على استقرار النظام المائي في مصر. ومن المتوقع أن يستمر السد العالي في أداء هذا الدور الحيوي، خاصة في ظل التحديات المستمرة المتعلقة بتشغيل سد النهضة الإثيوبي.
إن السد العالي في مصر يظل ركيزة أساسية في تأمين مياه النيل والحد من المخاطر الناتجة عن مشروعات السدود الأخرى في دول المنبع. ورغم الارتباك المستمر في تشغيل سد النهضة، لا تزال مصر قادرة على إدارة مواردها المائية بكفاءة، وذلك بفضل هذا الصرح الضخم الذي ساهم في حماية الشعب المصري طوال الستين عامًا الماضية.
ومع ذلك، لا يزال هناك قلق بشأن مستقبل كمية المياه التي ستصل إلى مصر والسودان في حالة استمرار الأوضاع الغامضة بشأن تشغيل توربينات سد النهضة، مما يظل يشكل تحديًا كبيرًا في المستقبل القريب.