الزعل والحزن يؤديان إلى أمراض خطيرة – تحذيرات جمال شعبان بشأن الضغوطات العاطفية . حذر الدكتور جمال شعبان، استشاري أمراض القلب وعميد معهد القلب الأسبق، من حالة صحية نادرة تُعرف باسم “كدمات الزعل” أو “متلازمة جاردنر دايموند” (GDS)، والتي قد تُؤثر بشكل خطير على صحة الأفراد، خاصةً في ظل الضغوطات العاطفية والنفسية التي قد يتعرضون لها.
في منشور له عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أوضح الدكتور شعبان أن كدمات الزعل هي حالة تتميز بظهور كدمات مؤلمة وغير مبررة، غالبًا على الذراعين والساقين أو الوجه، وهي عادة تحدث بسبب التعرض للضغوط النفسية والعاطفية الشديدة. هذا النوع من الكدمات يختلف عن الكدمات الناتجة عن الاصطدام أو الإصابة بأشياء حادة، بل يحدث بصورة تلقائية دون أي سبب واضح.
ما هي كدمات الزعل؟
وأوضح شعبان أن كدمات الزعل، التي تُسمى أيضًا “البرفرية النفسية” (Psychogenic Purpura)، تتسبب في ظهور كدمات صغيرة ومتعددة على الجسم، قد تكون مؤلمة للغاية، وتترواح بين كدمات سطحية أو كدمات أكثر عمقًا قد تُرافقها الحروق والجروح وأحيانًا تظهر بشكل واضح على الوجه والذراعين. يعتبر هذا النوع من الكدمات أحد الاستجابات الجسدية المباشرة للصدمات العاطفية، مثل الحزن الشديد أو الضغط النفسي.
النساء أكثر عرضة لهذا المرض
وأشار الدكتور جمال شعبان إلى أن النساء يُعتبرن الأكثر عرضة للإصابة بكدمات الزعل مقارنة بالرجال، ويرجع ذلك إلى طبيعة الضغوطات النفسية والعاطفية التي تتعرض لها النساء في حياتهن اليومية، سواء في العمل أو في العلاقات الشخصية.
كما أن هذه الحالة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالضغط النفسي والبدني، حيث إن الإجهاد الشديد والتوتر يؤديان إلى تحفيز الجسم على إفراز مواد كيميائية تؤثر على الشعيرات الدموية، ما يؤدي في النهاية إلى ظهور هذه الكدمات.
الضغوط النفسية والعاطفية عامل رئيسي
واستعرض شعبان في منشوره العلاقة بين متلازمة جاردنر دايموند والضغوط العاطفية الشديدة، موضحًا أن الأشخاص الذين يعانون من كدمات الزعل عادة ما يكونون قد تعرضوا لصدمات نفسية أو أعباء جسدية شديدة تؤدي إلى تفاعل الجسم بصورة غير طبيعية مع هذه الضغوطات. وأضاف أن هذه الحالة لا تتطلب وجود إصابات جسدية أو تناول أدوية معينة مثل المسكنات أو أدوية سيولة الدم، بل تحدث بشكل تلقائي نتيجة للإجهاد العاطفي والذهني.
أهمية الرفق بالآخرين
ربط الدكتور جمال شعبان بين حالة كدمات الزعل والتوجيهات النبوية التي حثت على الرفق بالآخرين، لا سيما النساء، حيث قال: “يا أنجشة رفقًا بالقوارير”، في إشارة إلى أن النساء يجب أن يُعاملن برفق، وأن الضغوط النفسية التي يتعرضن لها قد تكون لها عواقب صحية خطيرة. هذا الحديث النبوي يعكس حكمة في التعامل مع الآخرين خاصةً في الأوقات العصيبة التي قد يمرون بها.
علاج كدمات الزعل
وفيما يخص علاج كدمات الزعل، أكد الدكتور جمال شعبان أن العلاج يعتمد بشكل أساسي على تخفيف الألم والحد من تطور الكدمات. نصح باستخدام كريمات موضعية مثل “ثرومبوبوب” و”فولتارين جيل” لتخفيف الألم الناتج عن الكدمات.
كما يمكن تناول مسكنات خفيفة مثل “بانادول” في حال ارتفاع درجة حرارة الجسم المصاحبة للكدمات. ولفت إلى أهمية الراحة النفسية والابتعاد عن المواقف التي قد تؤدي إلى مزيد من الضغط النفسي على الفرد.
النصائح الوقائية
إضافة إلى العلاج، نصح الدكتور جمال شعبان بالابتعاد عن الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور كدمات الزعل، مثل التوتر النفسي والضغط العاطفي. وأوصى بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل للتخفيف من حدة التوتر، مع ضرورة التحدث مع مختصين في حال كانت الضغوطات العاطفية شديدة، سواء عبر العلاج النفسي أو الدعم الاجتماعي.
وختم الدكتور جمال شعبان منشوره بتوجيه نصيحة مهمة قائلاً: “ماتزعلوش”، في إشارة إلى ضرورة التعامل مع الضغوطات العاطفية بشكل هادئ والابتعاد عن الحزن المفرط. إن الاهتمام بالصحة النفسية والابتعاد عن المواقف التي قد تؤثر سلبًا على الجسم يعد من أساسيات الحفاظ على صحة الإنسان، وتجنب الوقوع في مشاكل صحية قد تكون أكثر تعقيدًا على المدى الطويل.
إجمالاً، فإن كدمات الزعل تعتبر واحدة من الظواهر الجسدية التي قد تكون بمثابة إنذار للجسم بوجود مشاكل عاطفية عميقة. ولذلك من المهم أن يتعامل الأفراد مع هذه الحالة بعناية، مع ضرورة الالتزام بالعلاج المناسب والتوجه للحصول على الدعم النفسي عند الحاجة، لتحقيق التوازن بين الصحة العقلية والجسدية.